جراح الجابر: الكويت بوابة الصين إلى منطقة الخليج
![](https://alnashraaldawlia.com/wp-content/uploads/2025/02/جراح-الجابر-الكويت-بوابة-الصين-إلى-منطقة-الخليج.jpg)
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
أكد نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر، حرص الكويت على تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الصين في جميع المجالات بما يلبي تطلعات وآمال قيادتي وشعبي البلدين ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار والنماء في المنطقة والعالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية أقامها السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي، لمناسبة مرور 60 عاما على الزيارة التاريخية لأمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى الصين عام 1965.
وقال الجابر: إن الزيارة التاريخية للأمير الراحل إلى الصين عندما كان يشغل سموه طيب الله ثراه منصب وزير المالية والتجارة والصناعة تجسد قولا وفعلا المثل الصيني الشهير (رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة) إذ كانت الخطوة الأولى في مسيرة العلاقات الكويتية – الصينية.
وأضاف أن تلك الزيارة شكلت نقطة انطلاق العلاقات الكويتية – الصينية مرورا بعام 1971 عندما أقام البلدان علاقات دبلوماسية وتبادلا فتح السفارات مما جعل دولة الكويت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع بكين لتصبح الكويت بوابة الصين على منطقة الخليج.
وذكر أن تلك الزيارة وضعت حجر الأساس للعلاقات المشتركة وأرست قواعد متينة وروابط وثيقة نمت وتطورت على مر العقود منذ تلك الزيارة بفضل جهود دؤوبة ومضنية قام بها كثير من المسؤولين والشخصيات الكويتية والصينية.
وأوضح أنه رغم البعد الجغرافي إلا أن المسافات لم تشكل أبدا عقبة أمام الرغبة الصادقة للارتقاء بهذه العلاقة التي تجاوزت الدبلوماسيات والبروتوكولات إلى أن أصحبت علاقة صداقة أساسها القيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين من احترام متبادل وتعاون مثمر ورغبة حقيقية في تعزيز التنمية والازدهار وهي قيم نبيلة ترتكز على احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي مما يجعل من العلاقات بين البلدين نموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول.
وقال نائب وزير الخارجية وتأكيداً على تلك الرغبة في الانتقال بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، شهدت العلاقات الكويتية – الصينية خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، مستذكراً الزيارة الناجحة بكل المقاييس لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه إلى العاصمة الصينية بكين في يوليو 2018 حيث تم خلالها الإعلان عن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين مما رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الجانبين في جميع المجالات وعلى كل الأصعدة،
وزيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح التاريخية إلى جمهورية الصين الشعبية في سبتمبر 2023 حينما كان سموه وليا للعهد والتي شكلت نقلة نوعية ورئيسية نحو ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وكتابة فصل جديد في قصة الشراكة الكويتية – الصينية عنوانه مستقبل واعد ومشرق من التعاون حيث شهدت هذه الزيارة الميمونة التوقيع على سبع مذكرات تفاهم ثنائية، تتعلق بمشاريع تنموية ضخمة وحيوية في دولة الكويت، ووثائق التعاون الثنائي في مجالات تشمل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والحوكمة البيئية.
وختم الجراح كلامه قائلاً إن مواصلة البناء على الدعائم الراسخة التي وضعها قادة البلدين خلال العقود الماضية مسؤولية تقع على الجانبين ونحن نؤكد استمرارنا في تطوير علاقاتنا الاستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية في جميع المجالات بما يلبي تطلعات وآمال قيادتي وشعبي البلدين ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار والنماء في المنطقة والعالم.
من جانبه، قال السفير الصيني في كلمة مماثلة: في الفترة من 12 إلى 14 فبراير 1965، قام أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد بزيارة الصين وكان وزيرا للمالية والصناعة والتجارة. وخلال زيارته، عقد لقاءً ودياً مع الرئيس الصيني ليو شاو تشي وأَجْرَى أيضاً مُحادَثات مع رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي ونائبه تشن يي، حيث أكد الشيخ جابر الصباح، والذي كان مدافعاً عن الإنصاف والعدالة، على دعم الكويت الثابت لجهود الصين في صيانة وحدة البلاد وسلامة أراضيها، والدعم الثابت لسياسة صين واحدة، واستعادة مَقْعَدِها الشرعي في الأمم المتحدة في وقت مبكر، مُعَرِّبا عن الحرص على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية في المستقبل القريب.
وتابع: لقد كانت زيارة الشيخ جابر الصباح هي أول زيارة يقوم بها مسؤول كويتي رفيع المستوى إلى جمهورية الصين الشعبية بعد تَأسيسها، مما أَرْسَى أساساً متيناً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبعد 6 سنوات أقامت الصين والكويت العلاقات الديبلوماسية رسميا، لتكون الكويت أول دولة عربية خليجية تحقق ذلك، الأمر الذي نتج عنه تأثيرات بعيدة المدى في المنطقة، وفي السنوات التالية سار البلدان معًا على المسار الذي رسمه قائدا البلدين، وبِغَضّ النظر عن تغيرات المشهد الدولي، فقد قدم البلدان لبعضهما البعض دعمًا ثابتًا، وبذلا جهودا بالغة لتنمية العلاقات الثنائية، وأصبحا صديقين حَمِيمَيْن يتبادلان الثقة، وشريكين وثيقين يعززان التنمية المشتركة.
وأضاف: وعلى مدى العقود الستة الماضية، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، حيث يؤيد الجانبان بعضهما البعض دائما في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، إذ تلتزم الكويت دائما بمبدأ صين واحدة، وصوّتت لصالح استعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، وكذلك تدعم الصين جهود الكويت لحماية سيادتها وسلامة أراضيها،
وعندما تَعَرَضَّت الكويت للغزو في عام 1990، قدمت لها الصين دعماً راسخاً لاستعادة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وبالإضافة إلى ذلك، فقد شهد الجانبان تبادلات متكررة رفيعة المستوى، حيث قام الشيخ جابر الصباح بزيارتَيْن أُخْرَيَيْن إلى الصين بعد توليه مقاليد الحكم، كما قام أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد بزيارات عديدة إلى الصين،
بما في ذلك زيارته في عام 2018 عندما أعلن مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل مشترك إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما زار الرئيس الصيني ورئيس مجلس الدولة الصيني الكويت على التوالي، وظل قادة البلدين يولون اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي طويل الأمد، مما يرتقي بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع.
تكريم 24 سفيراً
تم خلال إحياء الذكرى الـ60 لزيارة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى الصين تكريم عدد من السفراء والقناصل والأشخاص والمؤسسات الذين قدموا مساهمات مهمة في تطوير العلاقات الصينية – الكويتية وتعميق الصداقة بين البلدين، إذ تمّ توزيع جائزة الإنجازات المتميزة وجائزة المساهمات البارزة وجائزة تعزيز أواصر الصداقة وجائزة تعزيز التعاون وجائزة التبادل الشعبي والثقافي على 24 سفيراً حاضراً في الفعالية أو ممثلين عنهم، كما تمّ تكريم شخصيات ومؤسسات كويتية، اضافة إلى الفريق الطبي الصيني في الكويت.
وقد وزّع الجوائز على المكرّمين نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر والسفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي.