خطة مصرية بصوت عربى- إسلامى: ضد التهجير.. ورؤية لإعمار غزة ورفح
بقلم: حسين دعسة
![](https://alnashraaldawlia.com/wp-content/uploads/2024/07/حسين-دعسة.webp)
النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فورى مع عدم تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه؛ ذلك محور أكد عليه الملك عبدالله الثانى والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، خلال اتصال هاتفى، الأربعاء.
الملك الأردنى والرئيس المصرى عكسا صوت الأمة العربية والإسلامية، وصوت الحكمة الحامى للأمن القومى الذى هو جوهر موقفهما المشترك- مصر والأردن- الرافض لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، وحرصهما على إدامة التنسيق بما يضمن نيل الشعب الفلسطينى كامل حقوقه المشروعة.
.. نحن نقف فى لحظة تاريخية حضارية، مع ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، ومضاعفة المساعدات الإغاثية وضمان تدفقها إلى كل المناطق فى قطاع غزة.
الأردن ومصر موقف واحد وتنسيق مشترك، وهناك تنبيهات لكل المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى من خطورة التصعيد الدائر فى الضفة الغربية، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك.
* ما السر فى ذلك؟
عندما تتحد المواقف، وينجح التنسيق المشترك، نراهن على تفكيك كل المخاوف والتهديدات والخطط التى تعكسها ألاعيب السفاح نتنياهو مع الإدارة الأمريكية أو البنتاجون وصولًا إلى أفكار وخطط الرئيس ترامب، الذى يريد أن يتمكن من قطاع غزة، وبالتالى تنفيذ الرؤية الإسرائيلية التوراتية لتهجير أهالى وسكان القطاع، كما الضفة الغربية والقدس.
لهذا، التنسيق والعمل السياسى والأمنى المشترك بين الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد دومًا على:
*أولًا:
إنجاح سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية، والاستعدادات للقمة العربية الطارئة المقررة بمصر فى 27 فبراير الجارى.
*ثانيًا:
التأكيد على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، والحرص على إدامة التنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية، بما يحقق مصلحة الشعبين الأردنى والمصرى ويدعم المصالح العربية.
*ثالثًا:
فهم تطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتبيان وحدة الموقفين المصرى والأردنى، بما فى ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ومواصلة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير إدخال المساعدات الإنسانية، فى إطار المساعى الرامية لإنهاء المعاناة الإنسانية فى القطاع.
*رابعًا:
أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فورى مع عدم تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وضرورة وقف الممارسات التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية.
*خامسًا:
التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكى ترامب بهدف تحقيق السلام الدائم فى منطقة الشرق الأوسط، وقيامه بقيادة مسار يؤدى إلى هذا الهدف المنشود الذى طال انتظاره، بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وكذا ضمان التعايش السلمى بين كل شعوب المنطقة.
*سادسًا:
أهمية «بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فورى مع عدم تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه».
*سابعًا:
ذكر الديوان الملكى الأردنى، فى بيان، أن الزعيمين أكدا «موقفهما المشترك الرافض لتهجير الأشقاء الفلسطينيين».
* التهديد بحرب على غزة مختلفة
تستغل حكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، من خلال وزير الدفاع الإسرائيلى بالعودة إلى الحرب، ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة بحلول السبت، محذّرًا من أن ذلك سيتيح تنفيذ رؤية الرئيس الأمريكى بالسيطرة على غزة.
وقال المتطرف اليمينى يسرائيل كاتس بعد اجتماع مع الجيش والكابنيت إن «الحرب الجديدة فى غزة ستكون بكثافة مختلفة عن تلك التى سبقت وقف إطلاق النار؛ كما ستتيح تنفيذ خطة الرئيس الأمريكى (دونالد) ترامب فى غزة».
وشدّد على أنها «ستتيح أيضًا تنفيذ رؤية الرئيس ترامب بشأن غزة»، وخطط سيطرة الولايات المتحدة على القطاع ونقل سكانه إلى مصر والأردن.
التهديد الإسرائيلى يذكر المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، والدول الوسطاء، بأن الاتفاق، ومنذ 19 يناير منح هدنة متأرجحة بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى، لكن يبدو أنها تواجه تأزمًا مختلفًا، إذ أعلنت حماس عن أنها لن ترضخ لتهديد إسرائيل والولايات المتحدة.
.. ومع ذلك، الوسطاء القطريون والمصريون، وغيرهم «يعملون بشكل مكثف» لحل الأزمة المحيطة باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، فى حين أعلنت حماس عن أن وفدًا بقيادة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية وصل، أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء المسئولين الأمنيين المصريين للبحث فى إنهاء الأزمة المتعلقة بالهدنة بين الحركة ودولة الاحتلال الإسرائيلى.
السفاح نتنياهو أعاد تهديد حماس بأنها «إذا لم تفرج عن رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهى ويعاود الكابنيت والجيش الإسرائيلى معارك مختلفة، بدعم أمريكى».
وزاد اقتراح ترامب الوضع الحساس فى المنطقة تعقيدًا، بما فى ذلك وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وأعلنت حماس، الإثنين، عن أنها ستوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة حتى إشعار آخر، وقالت إن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع. ولوح ترامب لاحقًا بإلغاء الاتفاق إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم فى السابع من أكتوبر 2023 بحلول يوم السبت المقبل.
وقال ترامب: «سيصعب التكهن بالنتائج» إذا لم تلتزم حماس بالموعد النهائى، مضيفًا أنه لا يعتقد بأن الحركة الفلسطينية المسلحة ستلتزم بذلك.
السفاح نتنياهو يعتمد على مروحة من الأهداف، العسكرية والأمنية والسياسية، بعدما توعّد الرئيس ترامب حماس بـ«الجحيم» فى حال «لم تفرج عن كل الرهائن» قبل «الساعة 12:00» من يوم السبت بعدما هددت حماس بإرجاء عمليات الإفراج المقررة السبت، فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار، بينما ما زالت الدول الوسطاء تعمل لوضع خطة للخروج من الأزمة، المؤشرات تدل على أن الإدارة الأمريكية والبنتاجون تعلم أن السفاح نتنياهو وضع إعادة الحرب، كخطة «ب»، يواجه بها حركة حماس، وردود الفعل الأردنية والمصرية والعربية، بالذات السعودية مما قد تؤول إليه خطة ترامب، وهو، أى السفاح، وحكومته المتطرفة يعملان على إثارة البلبلة والتهديدات ضد مصر والأردن.
* وهم صهيونى يسعى لضرب السد العالى لإغراق مصر!
المعارك الحربية والسياسية والأمنية تقف فى جانب، والإعلام الصهيونى، بتحريض مباشر من السفاح نتنياهو، وحكومة التطرف التوراتى، تعيد ملفات الوهم الإسرائيلى، وما حدث أن التضليل الإعلامى الصهيونى نشر ما وصف بـ[مخطط عسكرى إسرائيلى لضرب السد العالى لإغراق مصر]، وفى التفاصيل، التى جاءت ضمن حملات التصعيد والتوتر السياسى والأمنى بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلى، منذ بداية الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح منذ بدء معركة طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر ٢٠٢٣.
.. وفى التفاصيل:
نقلت وسائل إعلام عن مواقع إسرائيلية، سيناريو لضرب السد العالى فى أسوان جنوب مصر ووصفته بأنه «تصور للذكاء الاصطناعى»، فى إطار تصاعد حدة التوتر بين القاهرة وتل أبيب بسبب الحرب فى غزة.
المصدر يعود إلى موقع «نزيف» العبرى المتخصص فى الشئون العسكرية، بحسب وسائل الإعلام الأجنبية، سيناريو يمكن تنفيذه لضرب السد العالى فى مصر على أن تبدأ ساعة الصفر بمهاجمة السد العالى بالصواريخ التى تخترق التحصينات وغيرها من الأسلحة المتطورة التى تتسبب فى هدم هيكل السد أو إحداث انهيار متحكم فيه يؤدى إلى إطلاق المياه حتى تتدفق أسفل نهر النيل.
الموقع الإسرائيلى حدد أنه فى الساعات الثلاثة الأولى تبدأ موجات المياه ذات الكثافة الهائلة فى إغراق منطقتى الأقصر وأسوان، ما يتسبب فى تدمير فورى للبنية التحتية، وتغمر المياه القواعد العسكرية والمنشآت الصناعية على طول النيل وقتل آلاف الأشخاص فى الساعات القليلة الأولى معظمهم فى المناطق الريفية.
وبحسب السيناريو الذى تحدث عنه الإعلام الإسرائيلى أنه فى الساعات الثلاث التالية ينتشر الفيضان جنوبًا وتدخل منطقة القاهرة الحضرية التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة حالة الطوارئ مع تقدم موجة المياه، مع انهيار الكهرباء والتعطيل الكامل لأنظمة النقل والاتصالات حتى يبدأ الجيش بإخلاء المناطق التى غمرتها الفيضانات ومحاولة إنقاذ المدنيين.
وتصور الموقع الإسرائيلى أنه فى حال نجاح السيناريو الذى نشره ستغلق المناطق الصناعية فى القاهرة بالكامل، وتنهار أبراج المكاتب والمبانى القديمة، ويفقد الجيش المصرى السيطرة على مناطق وسط المدينة بسبب الفوضى، على أن يبدأ اللاجئون فى التحرك بشكل جماعى نحو المناطق الصحراوية المرتفعة، لكن العديد منهم سيغرقون.
.. وفى النتائج التى وضعها خيال السفاح نتنياهو، أنه بعد حدوث هذا السيناريو، فى مقدمته:
وقوع نحو 1.7 مليون قتيل إذا كان هناك إنذار مبكر والبنية التحتية لإدارة الأزمات تعمل بشكل جيد وتمكن جزءًا من السكان من الفرار أو الوصول لنحو 10.5 مليون قتيل.
وقال الموقع الإسرائيلى إن التأثير لهذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة المصرية على الاستجابة فى الوقت المناسب.
*.. وأيضًا، ضمن المعركة الإعلامية الصهيونية: خطة إسرائيلية لبناء مواقع عسكرية من الأردن وحتى لبنان.
الخطة الإسرائيلية تقتضى تمديد مهل الانسحاب بإظهار عجز الجيش اللبنانى عن تطبيق القرار 1701، بحسب ما تبين من مقالة الكاتب محمد علوش، فى المدن اللبنانية، الذى كشف الخطة، التى تبدو، ضمن المعركة الإعلامية الصهيونية ضد المنطقة ودول جوار فلسطين المحتلة، فى تفاصيلها:
*أولًا:
أن ما لم تقله إسرائيل بشكل رسمى هو نيتها البقاء فى نقاط محددة فى لبنان، كانت ثلاثًا منذ فترة وأصبحت ما بين 5 و7 نقاط اليوم، وبحسب المُعلن يرتبط هذا الوجود برغبة إسرائيل بالسيطرة الأمنية على الجنوب بغية تسهيل عودة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال فى الأول من مارس المقبل، ولكن ما هو غير مُعلن هو أن هذا الوجود الإسرائيلى يرتبط بكل الأحداث التى تجرى فى المنطقة، ومنها سوريا التى بدأ جيش العدو بناء مواقع عسكرية فيها، خارج المنطقة العازلة.
*ثانيًا:
تلفت المصادر إلى أن العدو الإسرائيلى يبني [موقعين فى جبل الشيخ، و7 مواقع على طول المنطقة العازلة من جبل الشيخ جنوبًا حتى مثلث الحدود السورية الأردنية الفلسطينية جنوبًا]، وبالتالى لا يمكن فصل هذا الأمر عن رغبته بالبقاء فى التلال الحاكمة فى الجنوب اللبنانى.
*ثالثًا:
الخطة الإسرائيلية تقتضى تمديد مهل الانسحاب مرة تلو الأخرى بهدف إظهار عجز الجيش اللبنانى عن تطبيق القرار 1701، وحشر حزب الله لدفعه إلى الرد على الاحتلال بما يُعيد الحرب التى يتمناها نتنياهو فى لبنان كما يتمناها فى غزة، والتفاوض مع لبنان على الخروج من القرى مقابل البقاء على التلال.
*رابعًا:
تؤكد المصادر، بحسب الكاتب علوش، أن لبنان الرسمى على دراية بهذه الخطة الإسرائيلية ولكن سُبُل مواجهتها تبدو قليلة، فهو خلال الساعات الماضية حرّك اتصالاته مع الأمريكيين ومع الفرنسيين، حيث يسعى لبنان للاستفادة من الموقف الفرنسى المراعى إلى حدّ بعيد المصلحة اللبنانية، لكن القرار كما يُدرك الجميع هو فى يد الولايات المتحدة الأمريكية.
*بين غزة ولبنان.. تقرير إسرائيلى يكشف «خطة إيرانية»!
.. وفى ثالث ما يروج له الإعلام الإسرائيلى، والأمريكى، تقرير مضلل، ويأتى ضمن الإعلام الصهيونى، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية تقريرًا جديدًا قالت فيه إنه «يجب على إسرائيل والولايات المتحدة أن تبذلا أقصى الجهود الممكنة لمنع إيران من إعادة بناء حركة حماس فى غزة أو المُخاطرة بمحو إنجازات الجيش الإسرائيلى خلال الحرب وتمكين حماس من تنفيذ هجوم آخر على غرار ما حصل يوم 7 تشرين الأول 2023».
التقرير الإسرائيلى يشير إلى طبيعة الإعلام الصهيونى الذى يتابع ردود الفعل حول الخفايا السرية بين السفاح نتنياهو وخطط الرئيس الأمريكى ترامب، وفيه:
*١:
إن تصريحات المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى أمام وفد «حماس» فى طهران يوم السبت الماضى، بشأن الحاجة إلى إعادة بناء غزة لا تترك مجالًا للشك فى طموح إيران إلى ترميم البنية التحتية لحماس، التى تضررت بشدة أثناء الحرب.
*٢:
«تبين التجربة أن عملية إعادة الإعمار هذه سوف تركز على حماس وليس على السكان المدنيين فى غزة».
.. وأنه بمساعدة إيرانية، ستتمكن حماس من إعادة بناء شبكتها تحت الأرض، فى حين تترك سكان غزة بلا مأوى أو حماية من القصف الذى ستضطر إسرائيل إلى تنفيذه ردًا على هجمات حماس التى، كما هى العادة، ستنطلق من داخل المراكز السكانية المدنية.
*٣:
«إن القوة الإيرانية المسئولة عن تسهيل عمل حماس هى قوة القدس، وتحديدًا الوحدة 190، التى تتولى عمليات التهريب. وتعتمد هذه الوحدة على مجموعة متنوعة من البنى التحتية المدنية المزعومة، بما فى ذلك منظمات المساعدات الإنسانية والجمعيات الدينية.
*٤:
«إن أمر خامنئى بإعادة بناء حماس يسلط الضوء على دور طهران فى الحرب وأهمية استعادة محور المقاومة لأمن إيران. لم يعد من الممكن السماح لإيران بالبقاء خلف الكواليس، والاختباء وراء شبكتها من الوكلاء.
*٥:
«على الرغم من نفى خامنئى، فإن أمن طهران يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرات محور المقاومة، الذى يعمل كدرع دفاعية لها. وعلى هذا، فإن توجيهاته بإعادة بناء حماس تؤكد على الحاجة الملحة إلى استعادة شبكة وكلاء إيران، بما فى ذلك حزب الله».
*٦:
«إن إسرائيل تعمل بنشاط على إحباط جهود إيران وحزب الله لإعادة إنشاء طرق التهريب ونقل شحنات الأسلحة. وفى الاستجابة لهذه التحديات، أنشأت إيران فى الأشهر الأخيرة طريقًا جويًا للتهريب من طهران إلى مطار بيروت، الأمر الذى استلزم اتخاذ إسرائيل تدابير مضادة بدعم أمريكى».
*٧:
يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة أن تعملا على الترويج لخطة استراتيجية شاملة لشن حرب شاملة ضد حماس. ويتلخص أحد العناصر الأساسية لهذه الاستراتيجية فى قطع العلاقات مع إيران، التى تشكل المصدر الأساسى للدعم المالى والعسكرى، وهى الموارد التى تحتاج إليها حماس الآن بقدر ما تحتاج إلى الهواء الذى تتنفسه.
* الخطة المصرية- العربية: إعمار بيد أبناء غزة
.. ذلك ما رشح من ملامح أولية الخطة العربية المرتقبة بشأن قطاع غزة ومنها أن يكون «إعمار بيد أبناء غزة» من دون تهجيرهم، وذلك بمواجهة تصلب الرئيس الأمريكى ترامب وراء مخططه لإخلاء القطاع، وفق تسريبات كشفتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
.. ونقلت المصادر عن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى، قوله إن القمة الطارئة فى القاهرة (تعقد فى 27 من الشهر الحالي) ستناقش خطة عربية بشأن الوضع فى غزة، وأن هناك أفكارًا عدة ومقترحات يجرى التنسيق بشأنها عربيًا لإعادة إعمار غزة بأيدى أهلها.
.. وتقوم الخطة المصرية- العربية لغزة على مبدأ: إعمار من دون تهجير
.. وأن الخطة هى لمواجهة إصرار الرئيس الأمريكى ترامب على تنفيذ مقترح تهجير سكان قطاع غزة، ودعوته مصر والأردن إلى استقبال فلسطينيين، لهذا، وفق المصدر أعلنت مصر عن عزمها تقديم تصوّر لخطة عمل متكاملة لإعادة إعمار القطاع يضمن بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، وهو تصور مصرى، بتنسيق أردنى فلسطينى عربى إسلامى مشترك، وما زال مجرد مشروع مطروح بسرية كاملة مع الدول العربية، ويعتمد على إعمار قطاع غزة ورفح بأيدى أبنائه وفق التصورات المصرية والعربية والإسلامية.
.. والخطة، مدار البحث، تأتى وفق ما أكد عليه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والملك الأردنى عبدالله الثانى، الأربعاء، على وحدة موقف بلديهما بشأن غزة، وشدَّدا على أهمية البدء فى إعادة إعمار القطاع على الفور دون تهجير سكانه.
وكان المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المصرية قال إن السيسى تلقى اتصالًا هاتفيًا من العاهل الأردنى، وشهد الاتصال تأكيدًا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وحرص القيادتين على التنسيق المشترك فى القضايا الإقليمية كافة، بما يصب فى مصلحة الشعبين المصرى والأردنى ويدعم مصالح جميع الشعوب العربية.
.. وأنه إشارة عملية على ما شدد الزعيمان (الرئيس المصرى والملك الأردنى) على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فورى مع عدم تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وضرورة وقف الممارسات التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية والقدس.
.. ومن مؤشرات الخطة المتداولة ما نبه إليه مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، قال فى تصريحات صحافية الأسبوع الماضى، إن السلطة الفلسطينية لديها خطة بشأن غزة تتضمن ما قد يؤدى إلى التعافى المبكر لمدة 6 أشهر، ثم تعافى الاقتصاد لمدة 3 سنوات، وأخيرًا إعادة الإعمار لمدة عشر سنوات، وهذا الأمر ما زال تحت الدراسة والتشاور عربيًا وخليجيًا بالذات، برغم أن مصر لم تطرح بنود الخطة، وما زالت تحت السرية العالية، ولا تفاصيل إلا القول إن الخطة تشتمل: [المقترحات لإعادة إعمار قطاع غزة ورفح]، عدا أن مصادر لـ«الدستور» أكدت أن الخطة ما زالت تحت التنسيق والتشاور فى المستويات السياسية والأمنية، عدا عن دراسة الأبعاد اللوجستية وتمويل الإعمار بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية.
.. ووفق المصادر الدبلوماسية الخاصة لـ«الدستور» فقد لفتت إلى أن مصر والأردن يعملان معًا لإنجاح المساعى لعقد اجتماع عربى قد يعقد فى السعودية قبل القمة العربية، وأن هذا الاجتماع مرشح للتوسع، ومشاركة الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية للمساهمة فى دراسة تبعات وتحديات الخطة والمقترح المصرى العربى، بشأن إعمار غزة ورفح.
.. وفى ذات السياق، قال وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، فى أعقاب لقاء الملك عبدالله الثانى والرئيس الأمريكى ترامب فى البيت الأبيض: «الأردن أوضح للإدارة الأمريكية أن ثمة خطة عربية- مصرية- فلسطينية، من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى من القطاع، وهذا هو الموقف العربى الإسلامى الفلسطينى الواضح، والذى أكده الملك لترامب»: العرب سيأتون إلى أمريكا برد على خطة غزة.
الوزير الصفدى أوضح فى مقابلة مع قناة «المملكة» الرسمية، أن «ترامب يقول إنه يريد أن يتعامل مع موضوع إعادة الإعمار فى غزة لأنه له اعتبارات إنسانية»، مضيفًا أن «الرد كان واضحًا بأننا نقدر هذه الاعتبارات لكننا نعتقد أننا نستطيع أن نتعامل مع الاعتبارات الإنسانية من خلال إعادة الإعمار دون تهجير أهالى القطاع».
… وفى خلاصة القول حول الخطة وملامحها، هناك تأكيد أن:
مصر ترد أولًا بأول على تصريحات ترامب وبشكل سريع، وهذا يؤكد أنها اتخذت قرارها النهائى وستتحمل تبعاته مهما كانت، وهى وفق تنسيق مشترك مع الأردن، متمسكة بعدم إخراج أهل غزة وتوطينهم فى مكان آخر «لاحظ: مكان آخر وليس فقط مصر».
.. والمهم:
مصر تقول إن لديها أكثر من خطة، لإعادة إعمار غزة من دون إخراج سكانها، وأن كل ذلك بتوافق وتنسيق ورؤية عربية إسلامية، لها أبعادها المستقبلية على الأمن القومى والوطنى.