اتفاق غزة ونقاط يوم القمة وأول رمضان: لا وقف معلنًا للحرب على غزة ورفح!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

هناك نقاط ترقب وتوتر، وربما تصعيد سياسى وأمنى غير محدد الأفق، حالة تعيشها المنطقة نحو ترقب متأرجح، إما الهدوء الدبلوماسى التام، أو الدمار وترقب  الأسوأ من الإدارة الأمريكية.

 

الآتى بين نقطة اليوم الأول لقمة القاهرة العربية الطارئة يوم ٢٧ الشهر الجارى، ونقطة أخرى لها دلالاتها السياسية والدينية والأمنية والإنسانية، نقطة أول يوم من أيام رمضان المبارك الأول من شهر آذار المقبل.

النقاط، فى توتر ومراوحة مع انشغال دبلوماسى أردنى مصرى، رفيع المستوى، بمشاركة عربية إسلامية دولية، وهناك قلق أمنى مشترك.

«الدستور»، بحسب مصادر دبلوماسية خاصة، كشفت ما قد يفكك طبيعة ما قد يكون من مسببات التوتر والتصعيد، إذ اتضح فى قراءات دبلوماسية أمريكية أوروبية أن دلالات اليوم الأول من رمضان فلسطينيًا إسرائيليًا، بالذات فى غزة والضفة الغربية والقدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، له نقطة توقف، للحد من انطلاق شرارة انتفاضة سياسية وشعبية، قد لا تتوقف فى داخل المدن الفلسطينية المحتلة، وإنما هناك تخوف إسلامى أمريكى من امتداد آثارها فى الشارع العربى خلال شهر رمضان.

 

* ما خفى فى جولة وزير الخارجية الأمريكى «مارك روبيو».

ما توفر لـ«الدستور» من معلومات قراءات حول الآتى، قالت مصادر دبلوماسية عربية أمريكية، إن ما خفى فى جولة وزير الخارجية الأمريكى «مارك روبيو» أنه جاء إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وبالتالى الجولة فى دول المنطقة، إنما هى إعادة استكشاف إدارة الرئيس ترامب لردود الفعل حول حالة: «الغضب المصرية- الأردنية والعربية الإسلامية حول طبيعة مبادرة الرئيس ترامب»، التى رفضت علنًا، لا للتهجير، لا لتوطين الشعب الفلسطينى خارج بلاده، وأن يكون إعمار غزة بيد أهلها وفق الخطة المصرية العربية الإسلامية التى لا تزال فى طور القراءة والتعديل بسرية عالية، على الأقل خلال هذه المرحلة.

يحمل وزير الخارجية الأمريكى «مارك روبيو»، أدق ملفات القضية الفلسطينية، كل ما يختص برد الفعل على مبادرة الرئيس ترامب، وطبيعة  المنطقة والعالم الإسلامى، بداية من فلسطين المحتلة، وهو الملف الذى م سُمى:

نقطة حرجة: «مرحلة شهر رمضان»، وهى تتفرع إلى دبلوماسية أمريكية بمشورة أوروبية وعربية، عن سبل التهدئة و/أو الاستمرار فى ضمانة الدول الوسطاء لاتفاق غزة، وهو ينهى مرحلته الأولى ويصطدم بتعنت أمريكى إسرائيلى حول ترتيبات المرحلة الثانية، وإدخال اشتراطات مبادرة ترامب فى لعبة الجزيرة والعصا، لتمرير ليس مجرد المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وليس إيقاف الحرب بشكل نهائى، المؤكد، وفقًا لمصدر دبلماسى واسع الاطلاع كشف لـ«الدستور» عن أن قيادات من البنتاغون والمخابرات الأمريكية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، تعمل على «وثيقة دولية»، لبنود إعلان إيقاف الحرب العدوانية على غزة، وأن الوثيقة، تضع فى فصولها محددات حالة إيقاف الحرب فى غزة والداخل الفلسطينى، وإيقاف الحرب فى إطار الحدود المصرية الإسرائيلية الفلسطينية، وأيضًا قد تتوسع الاتفاقية لتضع محددات دولية أمنية لصندوق إعمار غزة الدولى، وآثار استدامة المشروع.

* بعد إنجاز الدفعة السادسة من اتفاق غزة.

الاتفاق، بعد تهديدات الأطراف، حماس، والاحتلال، والوسيط الأمريكى بتدخل الرئيس ترامب، أصبح كل ما يتعلق «من ناحية إجرائية» وعملية وأمنية واضحًا، إذ إنه بعد إنجاز الدفعة السادسة السبت، تكون حركة حماس وفصائل المقاومة، أتمت وأفرجت عن 19 محتجزًا إسرائيليًا، لتتبقى دفعتان لتبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى للاتفاق، لإطلاق 11 إسرائيليًا أحياء أو أمواتًا.

بينما يتبقى فى غزة نحو 62 محتجزًا، بينهم 20 إلى 30 شخصًا ما زالوا على قيد الحياة، وفق التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية.

التى تردد لعبة السفاح نتنياهو، وحكومة الائتلاف اليمينى المتطرفة، وهى  تضغط باتجاه زيادة عدد المحتجزين الأحياء الذين سيُطلق سراحهم فى الدفعة المقبلة، بحيث يكون 6 وليس 3 فقط؛ لأن تقديرات تل أبيب أن 6 من أصل 11 محتجزًا سيفرج عنهم فى ما تبقى بالمرحلة الأولى للاتفاق، هم أحياء، و5 أموات.

ترامب يهدد، يربط خيط إيقاف الحرب، بخيط المبادرة التى يهدد بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، حالة عنجهية لرئيس أمريكى يعتقد أنه يستطيع شراء العالم وربما الكون الخارجى.

السفاح نتنياهو والكابينت الصهيونى، حركا أحجار الشطرنج باتجاه تغيير الترتيب المتفق عليه بموجب الصفقة، والذى نص على إطلاق «القسام» سراح ثلاثة بالدفعة السابعة، و8 محتجزين «حيًا أو ميتًا» بالدفعة الثامنة والأخيرة، بهدف الإسراع فى إنهاء ملف «المدنيين»، لتبقى قضية المحتجزين «العسكريين» فقط، وهو ما زاد قلق حماس من نية إسرائيلية بتسريع إطلاق المحتجزين «المدنيين» لاستئناف الحرب، الاستئناف الذى فهمت حماس أنه يأتى قبل رمضان، وردًا على نتائج قمة القاهرة ٢٧ الجارى، وذلك لمنع حمل أى رد على مبادرة ترامب، وبالتالى طى ملف بتهجير أهالى غزة ورفح.

* حماس والدول الوسطاء نجحت فى تهدئة الإدارة الأمريكية

حراك حركة حماس، وهى تحت بنود الاتفاق، وأوضاع القطاع المأساوية، وتعنت السفاح نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى والولايات المتحدة، من خلال الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض والبنتاغون، راقبت مسار دفعة التبادل السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وما سبقها ولحقها من تهديدات- غالبًا كانت مجرد انطباعات استكشاف للقوى- أمريكية وإسرائيلية ومن حركة حماس، إلى أن استطاعت مصر وقطر، عودة الصواب لرأى مشترك بضرورة حقن التوتر والدم، فالدارج أن كل جهة تضغط باتجاه مسار معين  لحرف الاتفاق، خاصة مع قرب انتهاء المرحلة الأولى، بحسب تأويلات الباحث الفلسطينى أدهم مناصرة،  وأيضًا وفق مصادر مشتركة.

عمليًا، كانت دبلوماسية حركة حماس الخارجية، تعى أهمية توفير فرص إنجاح مؤتمر قمة الدول العربية فى القاهرة، بما فى ذلك القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامى، لهذا حرصت حماس وفصائل «القسام» على البعث برسائل على ألسنة المحتجزين أثناء تسليمهم السبت للجنة الصليب الأحمر الدولى فى خان يونس، وذلك بمطالبتهم الحكومة الإسرائيلية بالمضى فى الاتفاق، باعتبارها السبيل الوحيد لإطلاق سراح بقية المحتجزين، ثم خرجت «حماس» ببيان أكدت فيه التزامها بمواصلة جميع مراحل الاتفاق.

السفاح نتنياهو، عاش  عقب مشاورات هاتفية واجتماعات سرية عقدها مع رؤساء الأجهزة الأمنية، حالة من مخاوف انتهاء وجوده السياسى، وأن الكابينت سيجتمع  لبحث الخطوات المستقبلية حول خيارات الاستمرار بالمفاوضات، أو الدخول فى مرحلة العناد والتعنت السياسى.

وسائل الإعلام  الإسرائيلية والدولية، أدانت تعنت السفاح نتنياهو، لهذا أظهرت دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية قرارها عدم تفجير المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد ساعات قليلة من دعوة ترامب لتل أبيب بحسم قرارها بشأن ما تريد فعله بعد انتهاء مهلته لـ«حماس» بإطلاق سراح جميع المحتجزين، وإلا فإنها ستلقى «الجحيم».

* صحة حماية ترامب الحرب بعد الاتفاق

.. سارعت الإدارة الأمريكية، ونفت تحليلات محللين إسرائيليين بأن الرئيس ترامب بدا أكثر حماسة لعودة الحرب من السفاح نتنياهو، لكن لا يُستبعد أن يكون ذلك فى سياق تكتيك لتوزيع أدوار بينهما، بهدف الضغط على «حماس» الوسطاء، وهذا أيضًا نفته أفراد من الوفود الفنية التى تشارك فى مسارات الدول الوسطاء.

* جمود أهوج

فى ذات السياق، قالت مصادر سياسية من حركة «حماس» لموقع «المدن»، اللبنانية: إنّ مفاوضات المرحلة الثانية تواجه «تعقيدات متزايدة»؛ نتيجة تقاطع العوامل السياسية الداخلية فى إسرائيل، وضغوط المقاومة، والتدخلات الدولية، خاصة بعد تصريحات ترامب الأخيرة، والتى أظهرت أنه يعيد خلط الأوراق.

التأكيد الجيوسياسى الأمنى الدقيق أن المرحلة نحو تهدئة ما قبل نقطة اليوم الأول من رمضان، فالوضع لا يحتمل انطلاق شرارة انتفاضة فى الداخل الفلسطينى، الضفة الغربية والقدس، لهذا اعتبر الجمود، حالة عمل أهوج «..»، فالمشهد التفاوضى يظهر الآن فى حالة جمود، وسط احتمالات التصعيد أو إعادة صياغة شروط الصفقة من جديد، مضيفًا أن المقاومة تدرك أن الاحتلال يسعى لاستعادة أسراه دون دفع استحقاقات وقف الحرب، ما يدفعها إلى تبنى نهج المراحل للحفاظ على قدراتها التفاوضية.

.. الآن، عمليًا، وفق ملفات الوفود والدول الوسطاء، إن وجود مراحل متدحرجة، ما يسمح للمقاومة بالمناورة والضغط السياسى والعسكرى لضمان تحقيق مكاسب داخلية للقطاع  أكبر، وربما تتجاوز تجربة المرحلة الأولى للصفقة، باتت المقاومة أكثر حذرًا من إمكانية تنصل الاحتلال من التزاماته فى المرحلة الثانية.

.. وقد لا تكون الحالة، قبل دخول شهر رمضان، فى نقطة عمل مثيرة للفوضى أو أى حراك سياسى أمنى، لهذا تم الحوار عن مدى: استعداد حماس لقبول سيناريو تمديد «المرحلة الأولى» أو إضافة مرحلة فاصلة تسمى «الانتقالية»، برغم المخاطر، والتقرب، والحالة فى داخل غزة ورفح، ومع نقص المساعدات الإنسانية وعدم إدخال المعدات والكرفانات، ووسائل حماية وإسكان وتسكين الآلاف ممن فقدوا بيوتهم وسبل معيشتهم، وهذا الأمر معتمد على عدة عوامل، تتعلق بتعنت السفاح نتنياهو، وتهربه من التزامات الاتفاق، لعل أهمها ضمانات ودور الدول الوسطاء وتصاعد مخاوف ما بعد مبادرة الرئيس ترامب والرد المصرى العربى الإسلامى الذى يعد، لمنع استشراء التدخل الأمريكى والثمن الذى سيُقدم لأهالى غزة ورفح ولـحركة «حماس» مقابل تمديد المرحلة الأولى أو صياغة مرحلة انتقالية.

أوساط متفائلة، تجد أن تصريحات الرئيس ترامب، قد لا توحى وكأنه يحاول إعادة تغيير التزاماته وعنوانه بعدما ما وصل له من مواقف مشددة من القيادات المصرية الأردنية، الملك عبدالله الثانى والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، إذًا نحن أمام تنسيق، ودول ضامنة ووسطاء، وربما صراع سياسى غير واضح المعالم، إلا أنه واضح التوجهات السياسية والأمنية فى مصر والأردن، وأن مؤتمر القمة واللقاء العربى لرؤساء دول محددة، قد يؤدى إلى تقوية توجيه المفاوضات، وهذا يعنى أن لا شىء مرحليًا يعوق إتمام مراحل اتفاق غزة أو تغيير الشروط وتسلسل المراحل، وبات، فى المنحنى المؤرخ البدايات الحراك المصرى الأردنى العربى الإسلامى والأممى، أن موقف الرئيس الأمريكى، وبالتالى الإدارة الأمريكية والبنتاغون، والمجتمع الدولى، والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ليس اختلال مراحل التفاوض لوضع مسارات المرحلة الثانية والثالثة والكشف عن نتيجة وثيقة إيقاف الحرب فى بعدها الأممى الضامن.

*عودة الانشغال الأوروبى بالملف الفلسطينى.. وإيقاف الحرب

قبيل مغادرته إلى فلسطين المحتلة للقاء قادة الكيان الإسرائيلى وعلى رأسهم السفاح  نتنياهو، شارك ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية فى تصدير بيان مشترك لدول مجموعة الدول الصناعية السبع على هامش اجتماعات مؤتمر ميونخ الأمنى السبت 15 شباط/فبراير الحالى.

سياسيًا واقتصاديًا، المجموعة تضم كلًا من وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى، وهى وفق انشغالها الخجول، أعادت دعمها السياسى والأمنى لتنفيذ كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل إليه بين دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية وحركة حماس.

الفت إلى أن أغلب أعضاء مجموعة السبع، كما يقول المحلل السياسى فى صحيفة السبيل الأردنية حازم عياد، أن عودة الانشغال الأوروبى، يفهم:

فى بيان ميونخ دعمهم الجهود المتواصلة التى تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لمتابعة العمل والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، لم يخل من شروط غير واقعية وخادعة أعادوا فيها التأكيد على إدانتهم حركة حماس بشكل لا لبس فيها.. وقد استطاعت الإدارة الأمريكية، إلزام المجموعة وضع بند: ضرورة ضمان ألا تعيد تشكيل صفوفها عسكريًا أو تشارك فى حكم القطاع، وأشاروا فى الآن ذاته إلى حق إسرائيل المتأصل فى الدفاع عن نفسها بما يتوافق مع القانون الدولى، وهو القانون الذى تمرد عليه ترمب؛ كونه لا يسمح بقمع الفلسطينيين فى أرضهم المحتلة أو حرمانهم من تقرير مصيرهم فيها.

.. والمثير، مرحليًا، أن عودة المجموعة الأوروبية، وما تضمن البيان الذى أسهم فى صياغته ماركو روبيو أكد بشكل واضح على تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذى لا يمكن أن يتحقق دون المضى قدمًا فى مفاوضات المرحلة الثانية، التى وضع لها سقوفًا سياسية مرتفعة تتصل بمستقبل المقاومة ودورها فى عملية الحوكمة لقطاع غزة، وهو ما عاد وأكد عليه روبيو خلال المؤتمر الصحفى المقتضب مع السفاح نتنياهو فى القدس المحتلة.

جولته؛ «روبيو» الدبلوماسى سيصل فى جولته: الإمارات والسعودية التى تستضيف اجتماع الخماسية العربية قبيل القمة العربية المقررة فى العاصمة المصرية القاهرة فى السابع والعشرين من الشهر الحالى شباط/ فبراير، وهى قمة حاسمة يتوقع أن يقرر فيها مسار المرحلة المقبلة وحدود الحراك السياسى والميدانى الأمريكى فى المنطقة، وتحديدًا قبل نقطة الوصول إلى الأول من رمضان المبارك.

صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم الأحد، بالقول إن وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو سيبحث مع السفاح  نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر، استئناف المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس فى قطاع غزة، مع مبدأ دبلوماسى مضطرب إلى حد ما:

إن إدارة ترامب لا تبحث عن التصعيد وترغب فى تمرير اتفاق وقف إطلاق النار وصولًا الى المرحلة الثانية من الاتفاق ومناقشة اليوم التالى، بعد أن بات مطلبًا عربيًا وإسلاميًا وفلسطينيًا مهمًا لتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار والإعمار لقطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

.. العالم، وبلادنا من مصر والأردن، ودول جوار فلسطين، والمجتمع الدولى، يراهنون على نجاح قمة القاهرة فى وضع مؤشر أخضر على هدوء الخرائط ومنع السفاح نتنياهو وأيضًا الرئيس الأمريكى ترامب من إعادة رسم الخرائط أو إشعال المنطقة والعالم.

* إعادة الموضع.. المواجهة.

ليست مرحلة عادية، ولا ظرفًا عابرًا ما يمر به الأردن، وبالتالى مصر مع التنسيق المشترك؛ دول المنطقة والعالم، منذ أن تولى المتهور دونالد ترمب قيادة التصادم الأمريكى مع أغلب دول العالم، هو ظرف استثنائى بامتياز، وفى قلبه مخاطر.

هذا ما أطلقه نقيب الصحفيين الأردنيين «راكان السعايدة».

ولا أدرى إن كنا تحسبنا مسبقًا لاحتمالية فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة، وحضّرنا أنفسنا جيدًا للتعامل مع شطحاته وتهوره، وهو الذى ليس بيننا، كدولة، وبينه ود مذ رئاسته السابقة.

.. ولفت النقيب السعايدة: المهم هو كيف ندير علاقاتنا مع أمريكا فى المرحلة الحالية، والأهم كيف نقرأ التطورات، ونعيد التموضع الإقليمى الدولى، هذا يحتاج إلى فهم المدى الذى يمكن لترامب واليمين الصهيونى أن يبلغوه فى إنفاذ خطة تهجير أبناء قطاع غزة والضفة الغربية إلى الأردن ومصر ودول أخرى.

.. وكشف نقيب الصحفيين الأردنيين، عن أنه مع الأخذ فى الاعتبار:

*١: أن رفع ترامب سقف مخططه إلى أقصى حد ربما ليس أكثر من تكتيك لانتزاع أكبر قدر من المكاسب، أى هو ضخم مطالبه ليأخذ شيئًا محددًا.

*٢: هذا الشىء ربما تكون خلاصته: ضم المنطقة «ج»، والتى تعادل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، والحاق الباقى بالأردن ضمن سياق حكم ذاتى، فدرالية، كونفيدرالية، أيًا تكن الصيغة المهم إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية.

*٣: معنى هذا أن الأردن سيكون المسئول عن الأمن فى الضفة الغربية، وربما قطاع غزة ما لم يتم إلحاق إدارته بمصر، والمعنى الحرفى لهذا أن الأردن سيكون المسئول عن التصدى لأى شكل من أشكال المقاومة للاحتلال الإسرائيلى.

*٤: هذا سيناريو واقعى، وسبق أن طرح مرات عديدة فى سنوات سابقة، وإن كان عند الإسرائيليين بعض المحاذير من هكذا سيناريو.

 

*٥: أن الأردن المستهدف رقم واحد فى المشروع الأمريكى- الإسرائيلى، وقد صيغت طول السنوات السابقة الكثير من الجمل ذات الدلالة من مثل: الوطن البديل، الخيار الأردنى.

وكلها كانت ضمن بنك أفكار أعدت بتفاهمات تحتية بين أمريكا و«إسرائيل» كحلول لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى وأبدى، وأى تصفية للقضية هو حتمًا على حساب الأردن، بكل ما يعنيه ذلك من تغييرات جوهرية كبرى، ليس هذا وقت تفصيلها.

*٦: ما يميز التخطيط الأمريكى- «الإسرائيلى» أنه يحضّر، وبشكل تدريجى طويل المدى، الأرضية المناسبة لإنفاذ مخططاته ومشاريعه فى الوقت الذى يراه مناسبًا، والتنفيذ عندما تكون الأرضية مهيأة يصبح ممكنًا.

..* السؤال  الاستراتيجى: كيف نستدرك..؟

أول الاستدراك هو الاعتراف وأن ندرك أن التحالف مع أمريكا ليس أبديًا، هى دولة تحكمها مصالحه أولًا وأخيرًا، وأن ندرك أن «إسرائيل» ليست حليفًا بل عدوًا لا ينظر إلينا إلا ساحة لتصفية القضية الفلسطينية.

هذا الإدراك مقدمة الاستدراك، الذى لا بد أن يفضى إلى التالى، وفق نقيب الصحفيين الأردنيين:

* أولًا: إعادة تقييم العلاقة مع أميركا و«إسرائيل» تقييمًا استراتيجيًا عميقًا، وفهم أبعاد التحالف الذى يربطنا بهما، وغايته، وتحديد مصالحنا ومصالحهما من هذا التحالف.

* ثانيًا: إعادة التقييم ستفضى إلى فهم ألا عواطف فى تحالفات المصالح، فهى ليست أبدية، بل ترتبط بالمصالح، وهذا يستدعى إعادة النظر فى كل الاتفاقيات معهما، أى أن تنتهى مع «إسرائيل»، ويعاد ضبطها مع أمريكا.

* ثالثًا: المباشرة فى بناء شراكات اقتصادية، تشمل المياه والغاز، مع مصادر جديدة ومتنوعة، لكسر القيود التى تكبلنا، وبما يوسع هامشنا فى المناورة السياسية ويجعل لرؤيتنا ومنطقنا فى شئوننا وشئون الإقليم مكانًا ومكانة.

* رابعًا: إعادة تصميم اقتصادنا وموازنتنا بالاعتماد على الذات أكثر، وتقليل الاتكاء على المنح والمساعدات خاصة من أمريكا.

* خامسًا: مقاربة علاقاتنا الخارجية مع مصالحنا أولًا وأخيرًا، سواء كان إقليميًا أو دوليًا، ومن شأن هذا المسار أن يدفع كل الأطراف الإقليمية والدولية للسعى إلى علاقات وتفاهمات مصلحية مشتركة متوازنة.

* سادسًا: التخطيط ورسم السياسات على أساس أن ظهر الأردن مكشوف، عربيًا وإسلاميًا، دون أن يمنع ذلك من العمل المستمر على جعل الدول العربية والإسلامية تتبنى رؤيتنا وتصطف لجانبنا فى المفاصل الحساسة.

علينا أن نمتلك الشجاعة والإرادة لفعل ذلك، إنها فرصة تاريخية لنا، فالفرص تولد أحيانًا من قلب المحن.

.. فى السياق الآتى، تعد قمة القاهرة، نقطة جيوسياسية أمنية قبل كونها سياسية، حضارية إنسانية، معها أن يفهم العالم أن إيقاف الحرب، يعيد الأمن والأمان ويعزز السلام ويفتح الطريق نحو دولة فلسطينية مستقلة، على أراضى ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

.. لننتظر.

زر الذهاب إلى الأعلى