في الصميم: ترامب يريد نهب العالم
بقلم: طلال عبدالكريم العرب

النشرة الدولية –

العالم، كُل العالم، يواجه اليوم مشكلة «عويصة» مع دولة عُظمى يتزعمها رئيس يمتلك حتى الآن القوة الأعظم على هذا الكوكب، عسكرياً ومالياً وعلمياً، إلى جانب هيمنة سياسية ودبلوماسية، لا أحد حتى الآن يضاهيها أو قادر على منافستها، ولا حتى روسيا أو الصين.

 

المشكلة الحقيقية أن مَنْ ينهب ممتلكات الغير يمكن ملاحقته، ومن ثم مقاضاته وعقابه، لكن ما العمل إذا كانت أميركا العظمى، برئاسة ترامب، هي التي تسعى إلى نهب وابتلاع أمم وأراضٍ وأموال لا تملكها؟

 

السيد ترامب صرَّح علناً برغبته في ضم جارته الكندية، وقناة بنما، وابتلاع غرينلاند الدنماركية، وغيَّر فعلاً اسم خليج المكسيك، المعروف منذ مئات السنين، إلى خليج أميركا، وليس مُستبعداً أن في جعبته المزيد، كإفريقيا مثلاً.

 

السيد ترامب تمادى أكثر بتصدُّقه على إسرائيل بأراضٍ عربية فلسطينية لا أحد يملكها غير أصحابها العرب، وأعلن عزمه شراء غزة، لكن لا أحد يعلم ممن؟

 

ترامب يريد ترحيل أهلها عن وطنهم. هو لم يكتفِ بذلك، بل يُريد إفراغ الضفة الغربية من أهلها، من أجل عيون الصهاينة.

 

إن ما ينوي فعله جريمة إنسانية يُعاقب عليها القانون الدولي. إنه ينوي القيام بتطهير عِرقي ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين.

 

السيد ترامب يريد قسراً نهب أموال شعوب لا يملكها عن طريق عقد صفقات مليارية إجبارية مع الخليج. يريد استنزاف النفوط العربية من أجل مصالحه، ويريد الضغط على الجميع، بحجة حماية أميركا لهم، رغم الامتناع عن الرد على كل الهجمات الإرهابية التي طالت السعودية والإمارات، وغض الطرف عن كل الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات، أميركا أساساً هي التي موَّلتها.

 

الواضح أن السيد ترامب يتعامل مع العالم بعيون التاجر المهيمن، ومع العرب بعيون الصهاينة، حتى جعلنا نشك في أن إسرائيل هي الآن ولاية أميركية، أو أن أميركا هي التي تحوَّلت إلى ذراع للصهيونية، تلبِّي طلباتها، مهما كانت، ومهما صعبت، فهل أصبحت أميركا العظمى دولة إسرائيلية؟

 

الخوف، كل الخوف، أن تُعيد أميركا تأهيل النظام الإيراني، واستخدامه، كما بالسابق، البعبع الذي يهدِّدنا متى ما تمرَّدنا عليها، أو رفضنا مطالبها، التي لا شك في أنها تخدم مصالح إسرائيل تحديداً، كما أننا لا نستبعد أن هناك صفقة قد تتم بين أميركا وروسيا، كأجزاء من أوكرانيا مقابل غزة والضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى