كيف نجحت قمة القاهرة – قمة فلسطين فى خطاب الوحدة؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –
الدستور المصرية –
نعم استطعنا تنسيق التحدى مع المجتمع الدولى.
فى نتائج قمة القاهرة الطارئة – قمة فلسطين، التى حققت نقاطها التاريخية المفصلية، ها نحن أمام تحديات أعلنها الملوك الزعماء والقادة العرب بكل وضوح وصراحة.
.. استطعنا، أن نعيد سؤال المرحلة الصعب:
كيف نجحت قمة القاهرة – قمة فلسطين فى خطاب الوحدة:
.. لنعلنها: نعم استطعنا تنسيق التحدى مع المجتمع الدولى، مع بعضنا البعض، مع الصديق والعدو، مع كل القوى ومنعا انحراف البوصلة عن الحقيقة، لا للتهجير، نعم لإعمار غزة بإرادتنا وأيدى سكان غزة.
ذلك أن مسألة الوصول إلى اتفاق جوهرى معلن أمام الإدارة الأمريكية وبالتالى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أفضت إلى إطار جامع، أن لا مكان لطروحات تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه لا من غزة ولا من الضفة الغربية، و/أو تهويد القدس.
.. وأيضا، القرارات بينت انه لا خلاف عربى عربى، أو فلسطينى عربى، أو دولى أمنى، من العمل إلى اتفاق سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلى، وهو مسار قد جرى التداول به وبحثه طوال مراحل القضية الفلسطينية، وأن لا خلافات آنية وإن بشكل غير رسمى، على حقيقة سياسية وأمنية وعملية، تخص جهود مشروع السلام المطروح منذ سنوات، والملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، الآن تعمل على إعاده تأطير مفهوم السلام الفلسطينى الإسرائيلى، أو العربى الإسلامى، الإسرائيلى، لكن ضمن رؤية يحاول الرئيس الأمريكى ترامب التشديد عليها ووضعها بطرق ملتوية، هدفها الاستراتيجى المعلن، خدمة دولة الاحتلال، قبل النظر لما يريد دول المنطقة، البلاد العربية والإسلامية، تحديدا دول جوار فلسطين المحتلة، وبالتالى تصب فى سلام الشرق الأوسط، والذى تصطدم بالطموحات والخطط الإسرائيلية التى يريدها السفاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف التوراتى الإسرائيلية.
.. من هنا؛ استطاعت القمة، بجهود وتنسيق مصرى أردنى، وعربى خليجى تقوده المملكة العربية السعودية، وبقية دول المنطقة، أن تضع الإدارة الأمريكية أمام دورها المأمول بعيدا عن ميول نحون أمن دولة الاحتلال، ونسف الحقوق العربية الفلسطينية فى الأمن والأمان، بعبدا عن التهديد بالتهجير أو جعل مستقبل المنطقة مرهون بما
تنطلق منه الولايات المتحدة نحو رؤية أحادية، كأن يكون حق إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية، وتهويد القدس، أساسى، بالدرجة الأولى مع بحث مستقبل مشروع السلام، ولا مجال، بعد قمة القاهرة – قمة فلسطين، فقد وضعت أمام القمة أن كل الضغوط «الأمريكية – الإسرائيلية التى تمارسها سياسيًا وامنيا واقتصاديًا على دول المنطقة، بينما ترتكز دولة الاحتلال على ما حققته من نتائج الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية، العسكرية، التى قرنت بحرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، لتغيير موازين القوى، بما يسمح لها بفرض الاستسلام على الدول العربية وليس السلام الذى يواكب حقائق التاريخ والجهود التى تابعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
*حقيقة التحول فى المسارات.
القمة التى حققت نقاط تحول مركزية مؤثرة، وأوضحت حقيقة التطورات فى المنطقة، وفى طبيعة قوة التنسيق العربى بين دول مهمة صنعت التحول الذى كان فى مصاف المستحيل، وفق مسارات لها بعدها السياسى والأمنى والاجتماعى الجيوسياسى مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والمجتمع الدولى والأمم المتحدة، مقيمة دولية الضمانات الأمن والسلم.. والمسارات التى حققتها القمة العربية الطارئة فى القاهرة، وفق التحليلات الأولية تستند إلى:
*أولا- المسار الأول:
وحدة المواقف العربية والإسلامية التى صدرت بوعى ودبلوماسية فى القمة العربية الطارئة فى القاهرة، التى أساسها أن يتم إجهاض مشروع تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية.
*ثانيا- المسار الثانى:
منع تدمير مشروع الحق الفلسطينى فى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو حزيران عام 1967، وفق ضمانات دولية وأمنية.
*ثالثا- المسار الثالث:
إقرار واعتماد خطة إعادة إعمار غزة بأيدى أهلها وسكانها، وفق الخطة المصرية العربية، والتى قدمت محاوره ومراحله لتكون الرهان العربى على مستقبل قطاع غزة وعودته إلى طبيعة العلاقة المتكاملة مع الدولة الفلسطينية، مرحليًا مع خطط نحو دور رئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية.
* رابعا- المسار الرابع:
اتفاق عربى مهم، أننا مع لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة بإشراف السلطة الفلسطينية.؛ وهو مسار يعلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع تهويد القدس، مع تحميل المجتمع الدولى مسئولية وقف الانتهاكات التى تستهدف الشعب الفلسطيني.
*خامسا: المسار الخامس:
تبنى أساس المصرية، التى تهدف إلى دعم التعافى المبكر وإعادة بناء قطاع غزة على مراحل مع حشد دعم دولى لتنفيذها.
*سادسا- المسار السادس:
التوافق على عقد مؤتمر دولى للإعمار فى القاهرة خلال الشهر الأسابيع المقبلة، قد يكون بعد اجازة عيد الفطر المبارك، ليكون منصة لجمع التعهدات المالية وضمان استدامة الجهود الرامية إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح.
*سابعا- المسار السابع:
توافق القمة، دعوة المجتمع الدولى إلى تقديم كل أشكال الدعم المادى والمالى للخطة المصرية باعتبارها الإطار الأكثر شمولية لإعادة إعمار القطاع.
سيتمّ، وفق القرارات، تقديم مسار لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار، وتشكيل لجنة لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر،
*ثامنا- المسار الثامن:
تحديد الإطار لاعتماد خطوات أمنية تتضمن تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية فى كل من مصر والأردن بهدف تولى مسئولية الأمن فى القطاع تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إليه.
*تاسع- المسار التاسع:
التنسيق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، والمنظمات الدولية المعنية، لإمكانية نشر قوات حفظ سلام دولية فى الأراضى الفلسطينية عبر مجلس الأمن، كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار ومنع تكرار المواجهات العسكرية فى المستقبل، بالإضافة إلى التعامل مع مسألة سلاح الفصائل الفلسطينية من خلال «أفق سياسى واضح»، يضمن معالجة هذا الملف وفق ترتيبات مدروسة تضمن الاستقرار فى القطاع.
*عاشرًا- المسار العاشر:
تخصيص 7 مناطق فى غزة لتوفير الإسكان المؤقت لـ1.5 مليون فلسطينى.
*الخطة المصرية هى المشروع العربى الذى نجح عبر التنسيق المشترك الذى قادته مصر والأردن، ونجاح السعودية ليكون البديل لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحيث تكون مانعة لأى شكل من أشكال التهجير القسرى من غزة أو الضفة الغربية، عدا عن أن الخطة، ومسارات نتائج الوفاق العربى الإسلامى، جعل قمة القاهرة ووجود الملوك والقادة العرب فى قمة طارئة، مفصلية، تاريخية، تعبر عن إرادة مشتركة، محورها أن القاهرة، والتنسيق الفاعل سياسيًا وضمن نطاق المحافظة والدفاع عن الأمن القومى العربى، محطة أساسية، تلبى رغبة طموحات الشعوب العربية وشعوب المجتمع الدولى التى تقف ضد الحرب وضد الإبادة الجماعية وضد التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ونجحت القمة عمليًا، التحدى جعل مناقشة التطورات المستجدّة والخطيرة حول القضية الفلسطينية، وتحديدًا البحث فى مشروع بديل لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وفرض سيطرة أمريكية عليه، عدا عن توجه السفاح نتنياهو وحكومة التطرف الإسرائيلى التوراتى المشبوة، للعودة إلى الحرب، بتعطيلها اتفاق غزة، وعدم التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والمثير للجدل، أن الاحتلال يسعى للتعنت وتحريض الإدارة الأميركية، والمجتمع الدولى، بالقول انه «ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها فى الجهاد الإسلامى وعودة رهائننا».
.. أيضا، القمة وعبر المشاورات وكلمات الملوك الزعماء والقادة، تابعت ما يخص الدعوة لإعادة إدخال المساعدات الإنسانية الأغذية والعلاج والوقود، والخدمات المتعلقة بالسكن والتعليم والصحة وإعادة التأهيل، ونفى النزاعم الإسرائيلية من أن المساعدات أصبحت المصدر الرئيسى لإيرادات حركة حماس فى غزة.
*قوة حراك وتوقيت القمة يكشف عنجهية دولة الاحتلال والسفاح نتنياهو.
.. فى الأفق، نرى القمة قد وضعت الإدارة الأمريكية والبنتاجون وكل من دعم الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، أمام طبيعة الحراك الجيوسياسى الأمنى العربى الإسلامى، ذلك أن تداعيات وصورة الحدث الذى انطلق من قمة القاهرة – قمة فلسطين، عزز إرادة، تعنى رفض محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، الذى يريد طمس الحقائق بالتهديد للعودة إلى الحرب، ويسعى الإعلام الإسرائيلى المتطرف، مع الإعلام الأمريكى والغربى، إلى جعل المنطقة تعود إلى ترهيب الحرب وتوسعها من جديد، ومما يطرح ان دولة الاحتلال؛ تستعد لاستئناف الحرب العدوانية على غزة، بما فى ذلك حرب الإبادة التجويع، بعدما رفض السفاح نتنياهو والكابنيت مواصلة المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذى انتهت مرحلته الأولى يوم السبت الماضى.
.. عمليًا، تدل حقائق الموقف من نجاح القمة، أن الألاعيب التى يلعبها السفاح نتنياهو، وحكومته اليمينية المتطرفة باتت فى عين الحدث، وأن الاحتلال وافق على مقترح قدمه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ويقضى باستمرار وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان وحتى عيد الفصح اليهودى. ولا يشمل مقترح ويتكوف إنهاء الحرب. ورفضت حركة حماس هذا المقترح، مثلما أن المنطقة تستعد لجولة مكوكيه تبدأ من زيارة «ويتكوف» لدولة الاحتلال وقد تشمل عده دول فى المنطقة.
*.. وفى حقائق قمة القاهرة.. حماية الأمن القومى العربي.
قد لا نرنو إلى القول «شكليا»، إن قمة القاهرة، نبهت عمليا، إلى خطورة المشروع الصهيونى الإسرائيلى، الذى كان وما زال يمثل تهديدًا، جذريا وجديًا لكل مقومات الأمن القومى العربى، وهو التهديد الذى واكب قيام دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، منذ نكبة فلسطين العام ١٩٤٨، وإلى اليوم.
.. القمة، توجهت نحو حقائق كاشفة، وضعتها أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، كما هى الآن مكشوفة أمام الإدارة الأمريكية، التى تعلم أن المشروع الصهيونى الإسرائيلى المتطرف، مشروع قديم جديد، يشتمل على الرؤية الكاملة للوضع الإقليمى، والذى تسعى فيه دولة الاحتلال لتكون الدولة الأكثر تفوقًا وتقدمًا، وصاحبة اليد العليا على كل الدول المحيطة، الأمر الذى يخالف حقائق وقرارات اتفاقيات تفاهمات دولية بحفظ حقوق الشعب الفلسطينى، وكل دول جوار فلسطين المحتلة، وبالتالى صلب العلاقة العربية العربية والعربية العالمية.
بعد قمة القاهرة، ليس من المؤكد، أن تبقى الإدارة الأمريكية تابعة لسياسة الحرب، أو دعم الطموحات الإسرائيلية، ذلك أن الاحتلال بدعم أمريكى عسكرى ولوجستي معلن، تتابع وتدعم ما تطمح إليه حكومة اليمين المتطرف التوراتى، وقد أعلنت أنها نحو أن تتولى إرث الولايات المتحدة الأمريكية، ودورها فى ضمانة حفظ الحقوق الشرعية والقانونية والأممية لكل فلسطين، وهى مراحل من العلاقة الأمريكية مع دول المنطقة، والدول الموازنة فى جوار فلسطين، الأردن، مصر، لبنان، سوريا وبالتأكيد دور دول الخليج العربى، والسعودية تحديدا.
.. المسارات، وفق القمة، تبدأ وحراكها العملى، مع أدوار تقوم عليها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، ومجلس التعاون الخليجى، وغيرها من الدول، الاتحاد الأوروبى، الافريقى والدول الكبرى،.. واليوم، فى الأفق، أن لا مجال لتكون غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وكل فلسطين المحتلة ضحية تعنت إسرائيلى أو عدم فهم أمريكى أو أوروبى أو دولى معين، ولن يكون، على الاقل اذا فهمنا كيف تدار الأزمات والمفاوضات «التنسيق المصرى الأردنى، السعودى، العربى المشترك»، لهذا، قد يكون الآتى أن لا مجال لأن تعيد دولة الاحتلال الإسرائيلى من نشر مواقفها أو اعتمادها على الخطط الترامبية حول تهجير الشعب الفلسطينى من قطاع غزة والضفة الغربية و/أو إجهاض حلم بناء دولة فلسطينية مستقلة.
.. وفى المحصلة، السياسة العربية، وإدارة القمة العربية الطارئة فى القاهرة، كشفت بقوة ووضوح ما ينطوى عليه المشروع الصهيونى الإسرائيلى، النابذ للسلام أو إيقاف حرب الإبادة، أو سياسة التهديد- بقوة السلاح الأمريكى والغربى- لكل استحقاقات الأمن القومى العربى، وهو الدور الأساس فى حفظ أمن المنطقة والأمن العالمى والدولى، ولا تستطيع الإدارة الأمريكية أو أى دوله فى العالم، من التهاون بالدور السياسى والأمنى للدول العربية الموازنة وصانعة القرار الجيوسياسى فى المنطقة والمجتمع الدولى، عدا عن وزنها الحضارى والاقتصادية وموقعها فى الجغرافيا الأمنية والسياسية، ودولة قطبية مثل الولايات المتحدة الأمريكية تدرك ذلك جيدا.
.. ليس سرًا، وهذا فى صالح دول المنطقة ودورها المحورى وبالتالى قدرتها على صنع القرار الوطنى الأمنى القومى، ليس من الأسرار، القول بأن القمة أدركت ان الرد على اى مبادرة أميركية، يقع ضمن فهم أن الولايات المتحدة الأمريكية، وربما بعض الدول الأوروبية والكبرى روسيا والصين، وغيرها تعمل على أن يكون تدخلها، وفق العلاقات المشتركة، فى كل التفاصيل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية فى كل هذه الدول، فلم يعد هناك وجود لأى فاصل بين الإدارة الأمريكية والشؤون التى تخص اى دولة، من واقع الاتفاقيات والأعراف الدولية.
*الإعلام الأمريكي.. رؤية حول القمة..
تقرير نيويورك تايمز نموذجًا.
العنوان الذى اختارته صحيفة نيويورك تايمز لتغطيتها حول قمة القاهرة كان: «دول عربية تقترح بديلا لخطة ترامب بشأن غزة»، وأضافت:
فى محاولة للتصدى لدعوة الرئيس ترامب إلى «تطهير» غزة، بدأ القادة العرب فى تحديد رؤيتهم الخاصة للفلسطينيين فى المنطقة.
.. وفى تفاصيل التقرير، الذى قد يكون نموذجًا لما رصده الإعلام الأمريكى والغربى لمسارات القمة، قالت الصحيفة:
*1:
ردت الدول العربية على اقتراح الرئيس ترامب بطرد الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية على شاطئ البحر برؤيتها الخاصة يوم الثلاثاء، حيث أيدت خطة لإبقاء السكان هناك وإعادة بناء المنطقة وتحويلها إلى جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، بدون حماس فى الحكومة.
*2:
نشأت الخطوط العريضة للاقتراح المضاد من قمة طارئة عقدت فى القاهرة، حيث وافقت الدول العربية على خطة مصرية لإنفاق 53 مليار دولار لإعادة بناء غزة ولكن ليس كما اقترح ترامب نقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
*3:
تعرض القادة فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط لضغوط كبيرة للتوصل إلى مخطط قابل للتطبيق لإعادة إعمار غزة وتأمينها وحكمها فى وقت يتأرجح فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وتبدو إسرائيل، بدعم من ترامب، وكأنها تمتلك اليد العليا فى المفاوضات بشكل متزايد.
*4:
قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى مؤتمر صحفى إن الخطة العربية «تضع مسارا لسياق أمنى وسياسى جديد فى غزة». وأكد على أهمية الانتهاء من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.
*5:
وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى رفض الاقتراح العربى على وسائل التواصل الاجتماعى، ووصفت أفكاره بأنها «عفا عليها الزمن» وقالت إنها فشلت فى إدراك التهديد الذى تشكله حماس على إسرائيل والمنطقة.
*6:
قالت حماس إن خطة إعادة الإعمار التى اقترحها الزعماء العرب ودعمهم لإبقاء الفلسطينيين فى غزة «مرحب بها».
*7:.
لم يصدر أى رد فعل فورى من إدارة ترامب.
*8:
قدم الزعماء العرب جبهة موحدة ضد فكرة ترامب، حرص واحد منهم على الأقل على الثناء على الرئيس الأمريكى لدعمه وقف إطلاق النار وهو النوع من التدخل الذى قد يتقبله الزعماء العرب بكل سرور.
*9:
الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى قال فى كلمة ألقاها فى القمة إن اتفاق وقف إطلاق النار «لم يكن ممكنا لولا مساهمات الرئيس ترامب وإدارته، والتى نأمل أن تستمر». ورفض هو وغيره من المتحدثين تهجير الفلسطينيين بالقوة، لكنهم لم ينتقدوا ترامب بشكل مباشر.
*11:
ينص الإطار المصرى على تشكيل لجنة من التكنوقراط وشخصيات أخرى غير تابعة لحماس تتولى إدارة غزة لفترة أولية.
*12:
قال مسئولون فى حماس إنهم على استعداد لتسليم السيطرة على الشئون المدنية إلى لجنة حاكمة لم تكن المجموعة جزءًا منها، طالما أن مستقبل غزة بعد الحرب يتحدد من خلال «الإجماع الوطنى» الفلسطينى، وفقًا لبيان صدر يوم الثلاثاء.
*12:
تدعو الخطة المصرية أيضا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى نشر قوة حفظ سلام دولية لتأمين غزة والضفة الغربية التى تحتلها إسرائيل، لكنها لا تحدد البلدان التى قد ترسل قوات.
*13:
تتجنب الخطة الإجابة على أحد أكثر الأسئلة شائكة على الإطلاق: ما إذا كان ينبغى نزع سلاح حماس، التى لا تزال بعد 15 شهرًا من الحرب القوة الأكثر نفوذًا فى غزة، وكيف يمكن تحقيق ذلك.
ورغم أن عددًا من الدول العربية- بحسب نص تقرير النيويورك تايمز – ترغب فى تفكيك الجناح العسكرى لحماس، فإن إعلان الثلاثاء لم يدع حماس صراحة إلى إلقاء سلاحها. بل إن اللغة المستخدمة فى الإعلان كانت غامضة إلى حد ما، حيث اقترح أن تتولى «مؤسسات فلسطينية شرعية» إدارة الأمن والأسلحة على أساس مبادئ قوة مسلحة واحدة وسلطة شرعية واحدة.
*14:
فى الأسابيع الأخيرة، سارعت الدول العربية إلى التوصل إلى بديل لمقترح ترامب فى فبراير/شباط بإجبار الفلسطينيين على النزوح من غزة إلى مصر والأردن. ورفضت أغلب دول العالم خطته، حيث قال البعض إنها تعادل التطهير العرقى.
وقد رفضت مصر والأردن وحلفاء عرب آخرون للولايات المتحدة هذه الخطة بشدة، قائلين إنها ستدمر أى أمل متبق فى إقامة دولة فلسطينية وتزعزع استقرار المنطقة.
*15:
يبدو أن ترامب قد خفف من موقفه مؤخرا، حيث قال إنه «لا يفرض» فكرته بشأن غزة على أحد. ولكنه نشر أيضا مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعى يصور «غزة ترامب»، ومع تبنى الحكومة الإسرائيلية المتشددة لمقترحه، لا يزال العالم العربى يشعر بقلق عميق.
*16:
قامت إسرائيل مؤخرًا بطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم فى الضفة الغربية المحتلة واستبعدت السماح لهم بالعودة، مما أدى إلى تكثيف المخاوف العربية من أن إسرائيل ستحاول ضم المنطقة.
وتقول إسرائيل إنها ترد على التهديد المتزايد من جانب المتشددين فى الضفة الغربية. وينفى الجيش الإسرائيلى أى عمليات إخلاء قسرى، لكنه قال إنه أمر الناس بمغادرة المبانى القريبة مما أسماه مخابئ المتشددين.
*18:
ضمت القمة العربية التى انعقدت فى القاهرة ممثلين عن كل الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية البالغ عددها 22 دولة، فضلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبى. ولكن زعماء اثنتين من أقوى دول الخليج المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تغيبوا عن القمة وأرسلوا ممثلين بدلًا منهم، الأمر الذى أثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك دعم عربى موحد لخطة مصر.
*19:
بحسب الاقتراح الذى تمت الموافقة عليه يوم الثلاثاء، فإن اللجنة الحاكمة الانتقالية من شأنها أن تمهد الطريق أمام السلطة الفلسطينية، الهيئة المعترف بها دوليا والتى تدير أجزاء من الضفة الغربية، «للعودة» إلى غزة. وكانت السلطة تدير غزة حتى استولت حماس، التى فازت فى الانتخابات البرلمانية فى عام 2006، على القطاع بالقوة فى عام 2007.
ويزعم المسئولون العرب – بحسب النص الحرفى من نيويورك تايمز – أن غزة والضفة الغربية لابد وأن تتحدا فى دولة واحدة، ولابد وأن يتم الربط بينهما فى أى محادثات حول غزة. وحتى الآن بدا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مترددًا فى إبداء موافقته على أى ترتيب للحكم لا يمنحه السيطرة الكاملة على غزة.
*20:
بحسب مسودة الخطة التى اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، فإن الفلسطينيين فى غزة سيبقون فى وحدات سكنية مؤقتة مصنوعة من حاويات شحن فى سبعة مواقع فى مختلف أنحاء القطاع، حيث يعيش فى كل منها ستة أشخاص فى المتوسط.
وفى المرحلة الأولى، والتى تستمر ستة أشهر وتتكلف ثلاثة مليارات دولار، سيتم إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، ونقل 1.2 مليون شخص إلى وحدات سكنية مؤقتة مسبقة الصنع، والبدء فى إعادة تأهيل 60 ألف وحدة سكنية مدمرة جزئيا.
وفى المرحلة التالية، والتى تقدر مصر تكلفتها بنحو 20 مليار دولار وتستمر حتى عام 2027، سيتم إعادة بناء المرافق والمساكن الدائمة، واستخدام الأنقاض لتوسيع مساحة غزة إلى البحر. وسيتم بناء مناطق صناعية وميناء للصيد وميناء بحرى ومطار خلال المرحلة النهائية بتكلفة 30 مليار دولار وتستمر حتى عام 2030، وفقًا للمسودة.
وفى هذا الإطار، من المرجح أن تدفع دول الخليج الغنية بالنفط تكاليف إعادة إعمار غزة، رغم أن المسئولين المصريين اقترحوا أن تساهم أوروبا أيضًا فى تقديم الأموال. وفى يوم الثلاثاء، وافق المشاركون فى القمة على عقد مؤتمر للمانحين فى القاهرة لحشد التمويل والاستثمارات «فى أقرب وقت ممكن».
….ووفق التقرير، حقائق كاشفة عن القوة التى فرضتها قمة القاهرة فى وسط حراك عربى دولى إسلامى، يترك أمام المجتمع الدولى وشعوب المنطقة ان فى عالمنا فرصة للتنسيق المشترك الجاد.