المرأة في الدين الإسلامي: تجلٍّ إلهي ورمز للخلق.. وفي ضوء حديث الرسول محمد: تكريم ورعاية
بقلم: الكاتبة : دنيا صاحب - العراق
المرأة في ضوء حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: تكريم ورعاية

في الدين الإسلامي، تُعتبر المرأة شريكة أساسية في بناء المجتمع وتحظى بمكانة رفيعة من التكريم والتقدير. كما قال جلال الدين الرومي: “إنَّما المرأة من نور الله، فهي ليست مجرَّد حبيبة أو حتى مخلوقة، بل هي خَـلاّقة.” تعكس هذه المقولة الفهم العميق لدور المرأة في نظر الرومي، حيث يراها أكثر من مجرد مخلوق بشري. في تصور الرومي، المرأة تحمل في جوهرها نوراً إلهياً يعكس تجليات الخلق والحياة، فهي “خَـلاّقة” بمعنى أنها قادرة على ابتكار الحياة وإحيائها، وتجسد الطاقة الإلهية التي تنبع منها الرحمة والجمال والحكمة.
الإسلام منح المرأة حقوقًا عديدة، منها المساواة في الإنسانية والكرامة، كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” [النساء: 1]. تؤكد هذه الآية على المساواة بين الرجل والمرأة، وتبرز كرامتهما المتساوية.
المرأة في الإسلام تمثل رمزاً للرحمة والجمال والحكمة، وتلعب دوراً محورياً في تربية الأجيال وبناء المجتمع. هي طاقة خلاقة قادرة على إحداث التغيير في مختلف المجالات، فتظل شعلة النور التي تقود العالم نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتوازنًا.
المرأة في ضوء حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: تكريم ورعاية
في اليوم العالمي للمرأة، نحتفل بدور المرأة العظيم في المجتمع ونكرم جهودها وتضحياتها. ومن بين أعظم ما يمكن الاستدلال به في تكريم المرأة هو ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة التي تعكس عمق مكانتها في الإسلام.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: “استوصوا بالنساء خيراً”. هذا الحديث يعبر عن أسمى درجات الاهتمام والرعاية التي يوليها الإسلام للمرأة. فقد أوصى النبي الكريم، الذي هو أصدق قدوة للمسلمين، بمعاملة النساء باللطف والرحمة، وحث على احترام حقوقهن وحسن التعامل معهن. كانت هذه الوصية جزءاً من تعاليم الإسلام التي جعلت من حقوق المرأة جزءاً أساسياً من المنظومة الأخلاقية للدين.
وفي حديث نبوي آخر، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”، مما يبرز الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تربية الأجيال ورعايتها. فالأم في الإسلام ليست فقط مصدر الحب والرعاية، بل هي أساس لبناء المجتمع ومن خلالها يتحقق النمو الإنساني والتقدم الحضاري.
وفي حديث نبوي آخر، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “النساء شقائق الرجال”، مؤكداً بذلك أن المرأة جزء لا يتجزأ من بناء المجتمع، وأن لها دوراً قيادياً مكملًا لدور الرجل في تطور الحياة والازدهار. من خلال هذا الحديث، يدرك المسلمون أن المجتمع لا يمكن أن يحقق التقدم دون مشاركة المرأة الفاعلة في جميع المجالات.
الإسلام لم يُعطِ المرأة دوراً محدوداً أو هامشياً، بل اعتبرها شريكًا أساسيًا في بناء المجتمع. ففي هذا اليوم، نستذكر تلك التعاليم النبيلة ونحتفل بمساهمات المرأة في جميع مجالات الحياة