من “مهزلة” يوسف إدريس إلى “أول يوم” مشيل منير” عبقرية الماضي وإبداع الحاضر

النشرة الدولية – عبير العربي –

في واقع إبداعي آخر يضاف إلي رصيد تلك الموهوب بدقة، التي ربما تشكلت مفرداته بألوان و أشكال الفن الحقيقي، لعيد صناعة الفن القديم بشكل جديد، تقف أعماله على خشبة المسرح، فتراه جليا في إبداع ليس منطقي، يأخذك إلي عالم آخر من النشوة والبهجة والاستمتاع، لا يهزمك الملل مع كل عمل يقدمه على مسرح الفاييه بالإسماعيلية، فتصفق له في ترجي لأن يستمر يمتعنا بما يقدم، ويعلقنا بأدباء الماضي القريب، فنجلس بروح جمهور أناقة الماضي بصبغة الحاضر، إنه الموهوب حرفيا بأطياف الكتابة والأدب، والإخراج المسرحي، الشاطر بقوة مشيل منير، لا يقدم عرضا مسرحيا إلا ويرفع المسرح شعار كامل العدد.

على خشبة المسرح يعيد الدراما تورج والمخرج مشيل منير إعادة إنتاج مسرحية “المهزلة الأرضية ” والتى تعد من روائع الكاتب الكبير يوسف إدريس، والتي تتحدث عن صراع 3 أشقاء اتهموا بعضهم بالجنون من أجل الميراث والصراع الدنيوي، ليدخلوا بشقيقهم إلي طبيب نفسي ، للعلاج، ومع تصاعد عدد من الأحداث يتبين في النهاية أن الطبيب المعالج هو بالأساس مريض نفسي ويحتاج إلى الدخول مصحة نفسية، وتسرد المسرحية أيضا التخيل بأحدث وتفاصيل غير واقعية لا يراها إلا صاحبها ويحاول فرضها على كل من حوله، متهما كل من حوله بالجنون ، أو محاولة جنانه….

تكتشف وأنت تتابع الثوب الجديد للعرض المسرحي” المهزلة ” أول يوم” بفريق مسرحي مزهل الموهبة، أداء يستحق الاشادة، إتقان بارع للأدوار، تقمص ربما يصعب الانسلاخ عنه، لينتهي العرض بتسفيق حاد من الحضور، ولا ننسى التحدث عن ديكور المسرح الذي جاء يحمل مجموعة من الخيوط المتشابكة المتداخلة لتعكس كم التعقيدات والتداخلات والتشابكات التي تحيط بواقع المسرحية.

أبطال فريق العمل هم فريق أفا بشوي المسرحي هم، ديفيد روماني، بيتر عماد، مارتينا منير، فادي سعد، نينو يني، بطرس غالي، ريموندا خليل، بيتر حنا، رامي عماد.