العنب والناطور: حماس تقاوم الاحتلال الإسرائيلى.. ومعاناة داخل غزة!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –
قال الرئيس الكوبى «ميجيل دياز كانيل»، ليس المرة الأولى، إن: «إسرائيل تواصل القضاء على الشعب الفلسطينى فى غزة، فى ظل إفلات تام من العقاب توفره الولايات المتحدة».
.. «بدك عنب ولا مقاتلة الناطور»، مثل شعبى دارج فى حياتنا.
.. عندما تمت فبركة مظاهرات، بعض من الشارع فى غزة، داخل بستان العنب الذى تلاشى، بدت الجموع وكأنها تبحث عن العنب ولا يهمها الناطور، حكاية جسدتها معاناة أكثر من ١٨ شهرًا من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح وتحولها المتزامن إلى الضفة الغربية والقدس.. وهى ما زالت حرب إبادة ومجازر وتجويع أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى.
*.. لمنع الفتنة.. حرية الرأى مصونة.. لكن ليس تحت حرب العدو.
.. وإذا جاز لى كمحلل سياسى واستراتيجيات، أراقب المشهد، وفق الحدث والأثر والمعلومات،.. أقول: لمنع الفتنة.. حرية الرأى مصونة لكل سكان غزة، من الأهالى الذين يعيشون تحت الحرب، ويلات حرب الإبادة التجويع، ومحاولات التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية، قضيتكم وقضية الأمة، لكم حق التعبير وإبداء الرأى، ليس هناك من مقدس، ومدنس، أنتم عشتم كل ظروف الحرب، عشتم مع حركة حماس وفصائل المقاومة، وأنتم كنتم النموذج المقاومة والصبر ودحر العدو الإسرائيلى الصهيونى المتطرف، دحرتم السفاح نتنياهو وجيش الكابنيت، وما زلتم تحت حراب الحرب، لكن ليس تحت حراب حماس، الصورة تفرق!.
.. ما قبل التظاهرات فى غزة، وفى ذات الوقت ما بعدها، صدمت الحقيقة واللايقين، الواقع، فى ظل حرب إبادة، عمليًا كان المنطق الذاتى محاكمة شخصية للكيفية التى تمت، وسط الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
فى المنطق الإعلامى، هناك صراع بين أن تصلك المعلومات جاهزة، أو أن تصل أنت للمعلومة، والحدث، أو الذى تم، فبركة لها مصدرها، ولهذا لا مجال لتبنى، أو اعتماد الرواية الإسرائيلية الصهيونية، خصوصًا بعدما ثبُت خلال أكثر من ١٨ شهرًا من الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة ورفح أن مصادر وادعاءات، وبيانات العدو الإسرائيلى، والكابنيت المتطرف، لا مجال او أى نسبة، تكون صحيحة، لذلك كان القرار، عندى النظر فى طبيعة الحدث وما وراء الأسرار، لأن الحقيقة أنه من الصعوبة أن تتم مثل هكذا مظاهرات فى أى مكان من القطاع، بمثل السهولة التى أعلن عنها.
.. الحدث، فى داخل القطاع، لهذا، الحياد يفترض أن مصادر المعلومات الرسمية، حتمًا مطلوبة ومهمة من حركة حماس، التى هى على الأرض وفى جحيم الحرب، وتقود المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وحالة غزة، تؤكد أن لكل حرب طبيعتها ومتطلباتها، لكن العلاقة مع الإعلام، ملابسك بسب الحرب واختلاف الإمكانيات بين حماس المقاومة، والكيان الصهيونى الذى يكذب ويضلل ويشيطن كل سكان قطاع غزة ورفح قبل شيطنة حماس.
.. الإعلام عليه أولا مواجهة السردية الإعلامية الإسرائيلية؛ ذلك أنها سردية عدوة وتعتمد الإخفاء والتظليل والرقابة، ومنع الصحافة والإعلام العربى من دخول القطاع، وهو الذى شهد، استشهاد عشرات الصحفيين والمصورين وغيرهم.
* شبكة أفيخاى لتضليل الشعب الفلسطينى.
للتاريخ والحقيقة، وفق المصدر الذى وردنى – موقع الشاهد الإعلامى- هنا تفاصيل صادمة عن خطة وخلية إسقاط المقاومة فى غزة، وهى نشرت، أكرر فى الشاهد، يوم ٢٦
مارس 2025، وحملت الشاهد مكان الخبر، من مكتبها فى غزة.
.. وفى التفاصيل، التى حصلت عليها «الدستور»، كان واضحًا منذ اللحظة الأولى التى استغلت فيها – حركة فتح/ بحسب المصدر- تظاهرة شعبية فى بلدة بيت لاهيا تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لترديد هتافات مناوئة للمقاومة أن هناك أمرًا ما دبر بليل.
فقد كان كافيًا فقط لأى عاقل معرفة ذلك بمجرد سماع هتافات عناصر السلطة التى سعت لوصم المقاومة بأنها «إرهابية» والمطالبة بتسليم سلاحها وإزاحة حركة حماس عن الحكم.
وتؤكد الوثيقة أن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، تحاول تنفيذ ما عجزت عنه خلال 16 شهرًا من خلال النار والتجويع بإسقاط المقاومة عبر تحريض الحاضنة الشعبية عليها بالاستعانة بمرتزقة الذباب الإلكترونى لحركة فتح والسلطة الفلسطينية ومطبعى العرب- تؤكد أن المعلومات من المصدر، الذى يحيلها إلى موقع «Evening Star» الدولى، وهو أزاح النقاب عن أن دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى شكلت خلية أزمة مُهمتها «تقويض حكم حماس» عبر تشجيع الاحتجاجات والعصيان المدنى فى غزة.
وكشف الموقع فى تقرير عن أن الخلية برئاسة الناطق باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى، مع شخصيات إقليمية مؤثرة.
هنا تتحفظ «الدستور» على نشر الأسماء، منعًا لأى فتنة. أبرز الأسماء التى أدخلت آليات وأدوات الفتنة داخل قطاع غزة، الذى قاومها، تقيم فى عدة دول منها تركيا، بلجيكا، إسرائيل، إيران، وعدة دول عربية، وأوروبية.
موقع «Evening Star» الدولى، وموقع الشاهد، نشرا تفاصيل تقول:
إن خلية أفيخاى تنسق مع ناشطين عرب وفلسطينيين مقيمين فى عدة دول، يُضخّمون رسائلهم المُناهضة لحماس على مواقع التواصل.
و.. وأنه يناط بهؤلاء العملاء:
*1:
تعزيز روايات تسلط الضوء على ما يعتبرونه إخفاقات حماس فى الحكم، ومعاناة سكان غزة فى ظل الحرب والحصار الإسرائيلى.
*2:
التركيز على نشر حملات التواصل لتأليب سكان غزة ضد حماس والمقاومة، إذ تُستخدم منصات مثل تويتر «X» وتيليجرام وفيسبوك لتداول مقاطع فيديو للمسيرات، وشهادات من غزيين محبطين، وانتقادات لقيادة حماس.
*3:
الهدف- الفتنة؛ حال نجاح الحملة إضعاف حماس والمقاومة دون تدخل عسكرى إسرائيلى مباشر والبدء بتهجير سكان قطاع غزة منه.
*4:
إن الخطة البديلة الإسرائيلية تُقدم نهجًا جديدًا، إلا أنها تنطوى على مخاطر كبيرة.
ذلك أن حماس تمتلك جهازًا أمنيًا راسخًا، ورغم إحباطهم، قد لا يزال الكثير من سكان غزة يرون فى حماس المدافع الوحيد عنهم ضد دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.
*5:
لتعزيز نطاق حملة التحريض وتأثيرها، ستتعاون المجموعة مع شخصيات مؤثرة على منصات التواصل ووسائل إعلام محلية أخرى ومناصرين رقميين.
*6:
ستمنح الحملة ظهورًا فوريًا لدى جماهير رئيسية، مستفيدة من مصداقيتهم وشبكاتهم الشعبية.
وفى مقابل الأموال المتفق عليها، يمكن لهؤلاء المؤثرين مشاركة شهاداتهم المباشرة، وتكثيف دعواتهم للتحرك، وحشد متابعيهم لدعم خطة خلية أفيخاى.
.. ومع ذلك، الموقع الدولى استدرك بقوله: «رغم الدمار الواسع، وآلاف الضحايا، والأزمات الإنسانية الحادة، لا تزال حماس متحصنة فى غزة، وتواصل مقاومتها للقوات الإسرائيلية».
وفى مواجهة هذا الواقع، يبدو أن إسرائيل- وفق الموقع- تُغيّر تكتيكاتها، وتتجه نحو الخطة البديلة، التى تتضمن تأجيج المعارضة ضد حماس عبر الحرب النفسية، وحملات التواصل، وتعبئة النشطاء الفلسطينيين فى الخارج.
وأبرز الموقع أنه منذ 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوم طوفان الأقصى، شن الكابنيت الإسرائيلى، بقيادة السفاح نتنياهو، وبدعم أمريكى معلن، واحدة من أكثر حملاتها العسكرية عدوانية فى غزة، ونفذت غارات جوية وعمليات برية متواصلة، ما أدى إلى نزوح مليونى فلسطينى – واستشهاد- أكثر من 50 ألف شخص، بحسب معطيات رسمية.
مع ذلك، ورغم الخسائر الفادحة، لا تزال قيادة حماس على حالها، ويواصل مقاتلوها التمسك بسلاحهم، ومع غياب أى نصر واضح فى الأفق، تبحث دولةٍ الاحتلال الإسرائيلى، الآن عن استراتيجيات بديلة لإضعافها من الداخل.
*حماس برا برا.. مظاهرات غزة المضادة.
.. فى مواجهة ذلك، كتب المحرر السياسى، فى موقع «نيسان» الأردنى الإلكترونى، قراءة، تعد واحدة من أهم ردود الفعل، ضد الفتنة، وفيها:
*أولا:
أظهرت بعض القنوات الفضائية مسيرات محدودة فى غزة تطالب بوقف الحرب، وبدت تلك المشاهد فى إطار التحريض ضد الحركات المقاومة للعدوان الإسرائيلى على القطاع.
*ثانيا:
تداول الكثير من المعادين لفكرة المقاومة هذه المشاهد والأخبار فرحين بها، وأعادوا نشرها أو توسعوا فى تحليل هذه الانعطافة فى الموقف الشعبى، حسب وجهة نظرهم، من دون أن يتوقفوا للتدقيق فى الأمر أو حتى ينظروا إليه من زاوية أخرى، خارج خندق التحريض ضد حركة حماس.
*ثالثا:
فليس هناك شعب فى العالم يؤيد عن بكرة أبيه حروب بلاده ضد الآخرين، بغض النظر عن مدى شرعية تلك الحروب.
ففى كل البلدان تنشأ معارضة ضد الحرب، وهذا أمر متكرر يحدث فى جميع الدول.
*رابعًا:
الأهم هنا أن تلك الجهات التى فرحت بهذه المشاهد يجب أن تدرك أن هذه الاحتجاجات تشير إلى أن ليس جميع سكان القطاع مقاتلين، وبالتالى لا يجوز أن تُشن ضدهم حرب إبادة شاملة.
نعم، هذا يعنى أن هذه الاحتجاجات تدين أول ما تدين: حرب الإبادة الوحشية التى تنفذها القوات الإسرائيلية ضد القطاع، وبدعم معلن من الولايات المتحدة الأمريكية، التى نصبت نفسها حارسًا للقيم الإنسانية. فما ذنب الجرحى والمرضى فى المستشفيات لتتطاير أشلاؤهم تحت تجارب أمريكا لأسلحتها الفتاكة فى غزة؟ وما ذنب من لجأوا إلى المدارس والمساجد، أو من هربوا إلى العراء ولاذوا بخيامهم؟.
ولكن لمن الشكوى؟ ومراكز القرار العالمية باتت تحت هيمنة عصابات التوحش والإجرام!
*خامسًا:
أن هذه الاحتجاجات ليست ضد المقاومة أو حق الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه، بل هى ضد العنف غير المبرر الذى يعانى منه المدنيون فى غزة. فحتى أولئك المسالمين يواجهون مأساة إنسانية حقيقية، حيث تتعرض حياة الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين للخطر. فدعواتهم لوقف الحرب قد تكون تعبيرًا عن إحساس باليأس أو خوف من المزيد من الدماء، وليس بالضرورة رفضًا للمقاومة المشروعة.
*سادسا:
من الضرورى أن نضع الأمور فى سياقها الصحيح، فنحن بحاجة اليوم، إلى تحرك دولى جاد، يوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ويوفر حلولًا سلمية تحفظ كرامة الإنسان وأمنه فى غزة، أن نتساءل عن دور المجتمع الدولى فى إنهاء هذه المأساة المستمرة. فالقضية الفلسطينية ليست فقط قضية إنسانية بل أيضًا قضية سياسية معقدة، إذ أن قرار المجتمع الدولى تجاه هذه القضية لا يزال محكومًا بمصالح سياسية ضيقة.
*سابعا:
الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تتحمل مسئولية كبيرة فى الضغط من أجل وقف التصعيد، ولكن فى ظل حالة الانقسامات والاستقطابات السياسية العالمية، لا يبدو أن هناك إرادة حقيقية لوضع حد لهذا العنف المفرط. من الضرورى أن تترجم الأصوات المناهضة للحرب، فى كل العالم، إلى تحركات دبلوماسية حقيقية تؤدى إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
*حماس نحو السياسة بعد العسكر.. كيف؟
فى مواجهة من نوع مختلف، يقرأ الباحث السياسى فى صحيفة النهار البيروتية جاد فياض، الذى نشر يوم 26-03-2025، مقالة، فيها بعد يعالج الأحداث من منظور براجماتى، وأحيانا ليبرالى مختلط، فيقول:
«حماس» أجرت «مراجعة سياسية»، وباتت ترى أن «بالإمكان أن يكون هناك أفق لمسار سياسى يفضى لإقامة دولة فلسطينية».
.. ومن منطق العنوان: «حماس» وهدنة الـ10 سنوات… نحو السياسة بعد العسكر؟، ينطلق نحو رؤية، يؤشر فيها على مقولة، إنه:
عاد البحث داخل أروقة «حماس» إلى طرح قديم – جديد يتحدّث عن هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل تمتد لأكثر من عشر سنوات، كان قد تطرّق إليه قادتها التاريخيون فى مراحل سابقة، على رأسهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، عبدالعزيز الرنتيسى، وخالد مشعل، وذلك إفساحًا للحلول السياسية، كون الحلول العسكرية لم تقدّم نتائج إيجابية لجهة إقامة دولة فلسطينية وإضعاف إسرائيل، وواقع غزّة اليوم مثال على ذلك.
لم تطرح «حماس» هذا المقترح بشكل رسمى بعد، لكن تقارير أشارت إلى احتمال قبول الحركة بهدنة طويلة الأمد تقدّم من خلالها ضمانات بأن لا تهاجم إسرائيل طيلة الفترة، وتفاوض خلالها المجتمع الدولى للضغط بهدف تأسيس دولة فلسطينية، إلّا أن الكرة فى الملعب الإسرائيلى ومدى قبوله بهذا النوع من الاتفاقات مع «حماس»، كون الاتجاه الغالب هو الحلول العسكرية لا السياسية فى تل أبيب.
«فياض» يستند إلى الباحث والكاتب السياسى مراد حرفوش، الذى يرى أن حوارات داخل حركة حماس قد استجدت بعد إجراء تقييم داخلى، يربط هذا الطرح بـ«إطار سياسى تريد حماس العمل وفقه لتأسيس دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، وليس ظروفها الموضعية الحالية بعد الحرب».
عمليًا، وفق فياض وحرفوش:
*1: خيار مسلّح بديل
هذا الطرح القديم – الجديد يشكّل بجوهره نقيضًا لفكرة العمل المسلّح التى قامت عليها «حماس»، الحركة التى انتقدت منظمة التحرير الفلسطينية على سلوك المسارات السياسية بدل العسكرية وطرحت نفسها كخيار مسلّح بديل عن السلطة الفلسطينية، لكن القيادى موسى أبومرزوق قال فى وقت سابق إن «لا غبار على مفاوضة الاحتلال، فكما تفاوضه بالسلاح تفاوضه بالكلام».
*2: مراجعة سياسية
حماس أجرت «مراجعة سياسية»، وباتت ترى أن «بالإمكان أن يكون هناك أفق لمسار سياسى يفضى لإقامة دولة فلسطينية»، وهو متغيّر بموقف الحركة منذ انطلاقتها، و«بعدما كانت ترى أن العمل العسكرى هو السبيل الوحيد لمواجهة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية، صارت تطرح أفكارًا سياسية»، لكن هذا الواقع لا يعنى انفتاحها على تسليم سلاحها أو تغييبها عن المشهد السياسى، وبرأى حرفوش، هذه الأفكار «غير مطروحة».
*3: العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
على هامش المسار السياسى الذى قد تريد «حماس» انتهاجه، بدأت عملية تفكير داخل الحركة بشأن العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية واحتمال الانضواء داخلها.
يستدرك فياض: لكن كرة الهدنة الطويلة الأمد فى الملعب الإسرائيلى أيضًا، إلّا أن تل بيب تسير فى اتجاهات مختلفة تمامًا، وقد نسفت هدنة قصيرة المدى قبل أيام قليلة وعادت إلى الحرب لأنها تعمل وفق مبدأ «تحقيق السلام من خلال الحرب»، والنزعات اليمينية المتطرفة فى القيادة الإسرائيلية لا تبدو منفتحة على حلول سياسية مع «حماس». وبدوره، يستبعد حرفوش أيضًا تفكير إسرائيل بهدنة طويلة أو مسار تفاوضى، لأن تركيبة الحكومة اليمينية «تؤمن بأسلوب الضغط العسكرى لتصفية القضية الفلسطينية»، ويقدم معطيات، يخلص منها إلى أن: ظروف «حماس» تبدّلت بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 وتلقيها ضربات عسكرية قوية جدًا وغير مسبوقة، وبعد الضربات التى تلقاها محورها، إيران و«حزب الله»، وانكفائه جزئيًا عن دعمها بشكل فاعل ومدّها بالمال والسلاح. كلها متغيرات فرضت على الحركة الفلسطينية انتهاج مسارات جديدة بطابع سياسى، لكن إسرائيل فى موقع آخر مختلف، تسعى لترسيخ معادلات جديدة بفائض قوتها.
*حرب الجوع على غزّة.. الأزمة خطيرة.
.. ربط مقومات وواقع الأحداث فى ظل الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، تعيدنا إلى حقائق منها أنه تسود مخاوف من تفاقم أزمة المجاعة فى قطاع غزة، وذلك وسط العدوان الإسرائيلى المُتجدد على القطاع وتوقف مخابز جديدة عن العمل خلال الأسابيع الماضية بفعل إغلاق المعابر وحالة الحصار المُطبق.
الواقع، أوردت بعضًا من تفاصيله تقارير صحيفة «العربى الجديد» القطرية، وهى أشارت إلى أن هناك توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية الشهر الجارى.
ونقلت عن مدير عام شبكة المنظمات الأهلية فى قطاع غزة، أمجد الشوا، قوله: مع استمرار إغلاق المعابر الحدودية للقطاع للأسبوع الرابع على التوالى، فإنَّ المرحلة الحالية بمثابة اختبار حقيقى حتى نهاية هذا الشهر، لنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز، بالإضافة إلى النقص الحاد فى الوقود لتشغيل المخابز.
.. الحقيقة، منذ بداية معركة طوفان الأقصى، فى السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣، ذات المجاعة ونفس أسلوب الاحتلال، فالأمر ينسحب على عمل المطابخ الخيرية «التكيات» حيث اضطرت المؤسسات والجمعيات إلى تقليص حصص المواطنين، خاصة مع غياب اللحوم والدواجن وغيرها من المواد الأساسية.
عدا عن أن كميات المواد المحددة المستخدمة فى إنتاج الوجبات الغذائية تتقلص بشكل واضح، فى ظل نفاد غاز الطهى، وأيضًا نفاد أصناف عديدة من المواد الغذائية، مشددًا على أن هناك تحديات كبيرة تواجههم خاصة مع استمرار النزوح من مناطق مختلفة، وقد أُغلقت بعض التكيات أبوابها.
أيضًا: هناك مؤشرات على وجود حالات سوء تغذية، أو بشكل أدق، فقر دم لدى الأطفال وغيرهم. وهذه مؤشرات، بطبيعة الحال، ناتجة عن نقص كبير فى العديد من الأصناف والمواد الغذائية الأساسية، وفق الشوا.
مدير عام شبكة المنظمات الأهلية فى قطاع غزة، يحذر من أن القيود المفروضة تهدف بشكل واضح إلى فرض حالة من التجويع الشديد على الشعب الفلسطينى، مطالبًا المؤسسات الدولية بالتحرك على كل الساحات الدولية من أجل بذل جهد حقيقى للضغط على الاحتلال الإسرائيلى لفتح المعابر، وأيضًا لتوضيح الصورة الكاملة عما يحدث فى قطاع غزة.
وذكر الشوا أنه «بحسب المعلومات والتقارير المتوافرة، فإن هناك نقصًا حادًا ونفادًا لكثير من المواد الطبية، ونحن أمام مرحلة صعبة خلال الأيام المقبلة مع بدء نفاد مواد أساسية كالأرز والدقيق وغيرها وغلاء أسعارها».
وكان الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى أكد، فى تقرير سابق، أنه بسبب العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة ارتفع مؤشر غلاء المعيشة هناك بشكل حاد بلغت نسبته 490%.
وذكر الجهاز الحكومى أن الرقم القياسى لأسعار المستهلك سجل فى فلسطين ارتفاعًا حادًا نسبته 14.75% خلال نوفمبر الماضى مقارنة مع أكتوبر الماضى، بواقع 28.61% فى قطاع غزة.
أما فى ما يتعلق بقطاع المياه، فقد أوضح الشوا أن هناك مشكلات كبيرة، سواء فى توفير الوقود لتشغيل محطات تحلية المياه، أو لضخ المياه من الآبار، أو حتى لتوفير قطع الغيار ووقود نقل المياه، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية هى مرحلة من التجويع، والعطش، ونقص الدواء، وافتقار المقومات الأساسية للحياة.
معابر غزة الحدودية أغلقها الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، ويمنع إدخال أى من المساعدات أو البضائع التجارية منذ 2 مارس الجارى، بذريعة إخلال حركة حماس بالاتفاق الموقع لوقف إطلاق النار، ورفضها مقترح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وبدأ الاحتلال الإسرائيلى فى 18 مارس الجارى عملية عسكرية جديدة فى القطاع زعم أنها تستهدف تحقيق الضغط العسكرى على حركة حماس، بهدف إجبارها على الاستمرار فى القبول بمقترح ويتكوف والإفراج عن المزيد من الأسرى.
وشدد نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، سام روز، يوم 7 مارس الجارى، على أهمية إعادة إدخال المساعدات إلى غزة «التى وفرت فترة راحة ضرورية للسكان الذين عانوا الكثير على مدى الأشهر الـ16 الماضية، بسبب الحصار والبؤس الذى يواجهونه».
وأكد أن الأسر الفلسطينية فى غزة تواجه مرة أخرى حالة من عدم اليقين، مع تضاؤل الإمدادات فى الأسواق، وتعرض الخدمات الإنسانية الرئيسية مثل المساعدات الغذائية والمخابز والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحى للخطر مجدًدا.
وحذر المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، يوم الأحد الماضى، من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية ومخاطر استمرار سياسة التعطيش التى تنتهجها إسرائيل فى إطار إبادتها الجماعية للقطاع.
*فى عين الإعلام.. تضليل داعم لخطط الاحتلال.
«ليس من المستهجن أن نرى أو نقرأ، أو تصيبنا الدهشة من التغطية الإعلامية، السياسية التى وجهتها آلة الإعلام الأمريكية، أو الأوروبية والإسرائيلية، عدا عن بعض المنصات والصحف فى البلاد العربية والإسلامية، ومنها صحف فلسطينية (..).
الحدث ممكن أن يتم تقديمه وفبركته، أو /و الدعوة إليه، سواء فى أثناء الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهو حدث، نوع من الحركة الشعبية وحرية الرأى، بدأ وتكرر فى جبهات الحرب التى كانت تساند وتقاوم مع حركة حماس، سواء فى لبنان أو العراق أو إيران أو اليمن.
أى اعتصام أو تظاهرة، داخل غزة وكل فلسطين المحتلة، أمر طبيعى، قد يكون نتاج مجهود شعبى أو قيادات وفصائل تختلف فى فهمها لحرب حركة حماس الإسلامية، وهى حرب مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وضد حرب السفاح نتنياهو وجيش الكابنيت المتطرف، الذى يستمر فى حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
*بيان حماس حول التظاهرات فى بيت لاهيا.
قال المكتب الإعلامى الحكومى لحركة حماس فى غزة، الأربعاء، إن الشعارات المعارضة للحركة التى رفعت فى احتجاجات خرجت ضدها الثلاثاء، كانت عفوية ولا تعكس الموقف الوطنى العام.
وأضاف المكتب، فى بيان: «أى شعارات أو مواقف عفوية يصدرها بعض المتظاهرين ضد نهج المقاومة لا تعبر عن الموقف الوطنى العام، بل تأتى نتيجة للضغط غير المسبوق الذى يتعرض له شعبنا، ومحاولات الاحتلال المستمرة لإثارة الفتنة الداخلية، وصرف الانتباه عن جرائمه المستمرة».
وأفاد بأن حق الفلسطينيين فى التعبير عن آرائهم والمشاركة فى المظاهرات السلمية مشروع وجزء أصيل من القيم الوطنية التى نؤمن بها وندافع عنها.
وأشارت إلى أن احتجاجات الثلاثاء «تعكس الضغط الهائل والمجازر اليومية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى».
وأوضح أنه «ومع استمرار العدوان الإسرائيلى واستهداف المدنيين، قد يسبب ذلك حالة من الغضب العارم والاستياء الشعبى وهو أمر طبيعى فى ظل هذه الجرائم المتواصلة».
ودعا المكتب الإعلامى إلى «الوحدة الوطنية وأن يوجه الغزيون كل جهودهم لمواجهة الاحتلال ومخططاته».
وتظاهر فلسطينيون ضد حماس فى شمال غزة، الثلاثاء، فيما بدا أنه أكبر احتجاج ضد الحركة المسلحة منذ هجماتها على إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023.
*محور المقاومة فى يوم القدس العالمى.
ما أشارت إليه مقاربات تحليلية عن موقف حماس من الحدث، كان لافتًا أن فعاليات يوم القدس العالمى، التى أقيمت فى غير عاصمة ومنها بيروت، الأربعاء، شهدت ظهورًا لعدد من قادة «محور المقاومة»، وفى طليعتهم الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، والقيادى فى حركة «حماس» خليل الحية، بالإضافة إلى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين زياد النخالة، وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثى.
الظهور له بُعده السياسى والأمنى والاجتماعى، إذ علقت مصادر عربية، أبرزها لبنانية، معنية بالشأن العسكرى على مشهد كلمات «القادة» بالقول إنَّ الرسالة الأساسية هى موجهة لإسرائيل، ومفادها أنَّ «محور المقاومة لم ينتهِ بل ما زال قائمًا ومستمرًا مع قادته الجدد بعد اغتيال قادة سابقين، أبرزهم الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله».
وذكرت المصادر أنَّ المعنى الأساسى من الظهور الموحد لجميع قادة «محور المقاومة» أساسه أنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وفى المنطقة لم تُلغ دور المحور من جهة، فيما الرسالة الثانية تشير إلى أن قضية القدس ما زالت قائمة.
*الحرب نحو تصعيد شامل.
ما بعد الحدث، لا فائدة من مقاطعة أو مقاتلة ناطور كرم العنب، غزة تبلد، وفى حرب إبادة، وما يجرى، مناخ متاح للتعبير عن مأساة الحرب، التى يقودها السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل واضح وسافر، لهذا ليس سرًا، ما يقوم به الجيش الإسرائيلى الكابنيت الشاباك، وخلية أفيخاى، إذ هناك من يعمل طوال ٢٤ ساعة من اليوم، على إنذار سكان 8 أحياء فى غزة بإخلاء منازلهم، وهكذا أحياء أخرى، عدا ما يحدث فى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
الناطق باسم الجيش الصهيونى، المتطرف أفيخاى أدرعى، نشر فى منشور عبر «إكس»: «هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم»؛ «من أجل سلامتكم عليكم الانتقال فورًا إلى جنوب وادى غزة إلى مراكز الإيواء المعروفة».
وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلى إنذارًا إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين فى أحياء الزيتون الغربى والشرقى، تل الهوا، البلدة القديمة، الشيخ عجلين، الشيخ، توسعة النفوذ والرمال الجنوبى».
*الضغط على دول جوار فلسطين الأردن ومصر.
عمليًا، وبالتوافق والدعم من الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس ترامب، والبيت الأبيض، تعمد دولة الاحتلال الإسرائيلى بالضغط على دول جوار فلسطين المحتلة: الأردن ومصر لفتح حدودهما وتهجير أهالى غزة، وهو الأمر الذى رفضته مصر والأردن، بالتنسيق المشترك على مستوى القيادة العليا، الملك عبدالله الثانى والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وأيضًا مع تشاركية شعبية وطنية من شعوب البلدين، وكل الأمة، الرافضة للتهجير أو تصفية القضية الفلسطينية.
.. وفى تباين من حيث المداولات المفاوضات بين الدول الوسطاء، والآمنة لاتفاق الهدنة، سعيًا لاتفاق إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، هناك ضغط على مصر العربية لفتح حدودها وتهجير أهالى غزة.
صحيفة «العربى الجديد»، وفق مصادرها المصرية، قالت إن الاحتلال الإسرائيلى يسعى لإحراج القاهرة من خلال مخطط يهدف إلى تهجير أهالى قطاع غزة بالقوة، وإجبار مصر على فتح الحدود مع غزة، عبر تكثيف الضربات على مدينة رفح جنوب القطاع، بالتحديد فى المناطق المتاخمة للحدود مع مصر، كما حدث فى تل السلطان، فى محاولة للضغط على القاهرة، فى ظل تزايد المجازر الإسرائيلية بحق الغزيين، يأتى ذلك بعد إعلان القاهرة رفضها عدة مرات الاستجابة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية فى هذا الصدد.
وكان الجانب الإسرائيلى قد أبلغ المسئولين فى القاهرة، رسميًا، رفضه المقترح المصرى بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، رغم موافقة حركة حماس. ووفقًا للمصادر المصرية، فإن جميع المقترحات التى قدمتها القاهرة خلال الأيام والساعات الماضية فشلت جميعًا، فيما رفضت الإدارة الأمريكية تقديم أى ضمانات بشأن الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وكشفت المصادر أن آخر المقترحات التى قدمتها القاهرة، وقوبلت بالرفض من جانب إسرائيل، كانت هدنة إنسانية خلال أيام عيد الفطر، مؤكدة أن المقترح لم يلق أيضًا قبولًا أو ترحيبًا لدى المبعوث الأمريكى لشئون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وشددت المصادر على أن هناك اتجاهًا لفرض مزيد من الضغط الميدانى على حركة حماس، من أجل دفعها للقبول بالشروط الإسرائيلية والأمريكية.
ويأتى المخطط الإسرائيلى فى وقت وضعت فيه تل أبيب شروطًا تعجيزية لوقف إطلاق النار فى غزة، والتى جاء فى مقدمتها إخراج قيادات المستوى الأول السياسى والعسكرى فى حماس من القطاع ونزع سلاح الحركة بالكامل. وبحسب قيادى فى الحركة، عرضت إسرائيل أكثر من مرة خلال المفاوضات، طيلة الأشهر الماضية، إخراج قائمة تضم ثلاثة آلاف اسم من قيادات وأعضاء الحركة وكتائب القسام من القطاع، مؤكدًا أنها القائمة ذاتها التى قدمتها تل أبيب للأردن مؤخرًا ضمن مبادرة قالت إنها تهدف لإنهاء الحرب فى القطاع. وأضاف القيادى أن إسرائيل بعد أن فشلت فى تمرير شرطها خلال المفاوضات المباشرة مع الوسطاء، طيلة الـ18 شهرًا الماضية، قررت طرحه عبر اتصالات وضغوط إقليمية.
فى السياق ذاته، المهم أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، الأربعاء، قال مشددًا على أن بلاده ستظل تبذل كل ما فى وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، مشيرًا إلى استمرار الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة والمضى قدمًا فى تنفيذ مراحله كافة. ودعا السيسى فى كلمة باحتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، التى أقيمت بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الشركاء والأصدقاء إلى حشد الجهود الدولية من أجل وقف نزيف الدم وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
*الاحتلال الإسرائيلى يخفى الأهداف الحقيقية لعملية غزة.
ما قد يفهم أن الأحداث فى غزة هى من وضعت المجتمع الدولى أمام فوهة البندقية، ولهذا هناك من يسأل عن سبب استئناف السفاح نتنياهو الحرب على غزة.. وعن ماهية اللغز.، ويجيب على كل ذلك الكاتب السياسى فى موقع المدن، بسام مقداد، باحثًا فى مصادر المعلومات والأسرار عبر مراكز صحافة روسيا الاتحادية، وهو رصد الإجابات فيرى:
*1:
استئناف السفاح نتنياهو حربه.
على عكس حربه على حزب الله ومواصلة احتلاله واعتداءاته اليومية على لبنان، لا يحظى استئناف السفاح نتنياهو حربه على حماس فى غزة بتأييد الإسرائيليين. ووصفت وسائل الإعلام العالمية مظاهرة الإسرائيليين، الأربعاء المنصرم، المناهضة للحرب على غزة، بأنها الأكبر فى الفترة الأخيرة.
*2:
ورقة الرهائن الرابحة.
هذا طبعًا ليس لأن الإسرائيليين «يحبون» حماس ويكرهون حزب الله، بل لأن حماس تمسك بيدها ورقة الرهائن الرابحة. ومنذ 7 أكتوبر 2023 لا أولوية بالنسبة للإسرائيليين تتقدم على مسألة تحرير كل الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
هذه القضية التى تحرك احتجاجات الشارع الإسرائيلى ضد نتنياهو، يستخدمها هو فى أوسع حملة بروباجندا فى العالم ضد القضية الفلسطينية، وليس ضد حماس فقط.
*3:.
منبر الأمم المتحدة
نظم استقبال ترامب فى المكتب البيضاوى لعدد من الرهائن الذين أطلقت سراحهم حماس، استخدم منبر الأمم المتحدة ليتحدث أحد الرهائن السابقين عن فترة احتجازه وما واجهه من معاملة على يد الفلسطينيين. وقد أجلسه إلى جانبه فى قاعة مجلس الأمن الدولى مندوب إسرائيل فى المنظمة الدولية، وأخذ الرهينة السابق إيلى شرابى يحدث مندوبى الدول كيف تستأثر حماس بالقسم الأكبر من المساعدات الإنسانية التى تصل القطاع، ويقول إن ليس فى غزة أبرياء.
*4:
استأنف الحرب على غزة لإنقاذ نفسه.
الإسرائيليون لا يرون أن إطلاق سراح الرهائن يشكل أولوية بالنسبة للسفاح نتنياهو، بل يرون أنه استأنف الحرب على غزة لإنقاذ نفسه من الأحكام القضائية التى تنتظره، والأهم لإطالة عمره السياسى، وهو الذى يطمح أن يكون مكانه إلى جانب بن جوريون فى تاريخ إسرئيل.
*5:
إعادة الرهائن المحتجزين.
نقل موقع Detaly الإسرائيلى الناطق بالروسية فى 24 الجارى عن والد أحد الرهائن قوله فى مقابلة مع إذاعة Canbet الإسرائيلية «لا تقولوا لى إن استئناف العمليات الحربية هو عودة الرهائن». وقال إنه لا يثق بأى حكومة أو سلطة عسكرية فيما يتعلق بإعادة الرهائن المحتجزين فى غزة. وأضاف قائلًا «إن حكومتنا، كما قلنا منذ البداية، ليست مهتمة بتحرير الرهائن، بل هى مهتمة ببقائها». وقال «نحن» فى مأزق.
*6:
ترامب طلب وقفًا لإطلاق النار.
حين تسلم ترامب السلطة طلب وقفًا لإطلاق النار، وحصل عليه، لكنه فقد اهتمامه بالأمر بعد ذلك. ورأى أن المبادرات الأمريكية تلقى الترحيب، لكن فى نهاية المطاف لا يزال فى غزة 59 رهينة.
وأشار الوالد الإسرائيلى إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة بحلول اليوم الخمسين، وأن المرحلة الثانية تفترض وقف العمليات الحربية. لكن نتنياهو، ولأسباب شخصية لعينة خرق الاتفاق، ورفضت إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
*7:
حادثة لافتة وقعت للسفاح نتنياهو فى قاعة المحكمة.
الموقع الإسرائيلى عينه نقل فى 24 الجارى أيضًا عن القناة 12 الإسرائيلية حادثة لافتة وقعت للسفاح نتنياهو فى قاعة المحكمة فى تل أبيب، وتظهر مدى الغضب الذى يثيره السفاح لدى الإسرائيليين. خلال استماع المحكمة فى تل أبيب أقوال نتنياهو، اقتحم قاعة المحكمة العميد الإسرائيلى المتقاعد Asaf Agmon الذى فقد حفيده فى الحرب مع حزب الله فى لبنان، وبدأ الصراخ بوجه نتنياهو قائلًا «انزعوا عنه رمز النضال من أجل تحرير الرهائن». وأضاف «إسمح لى أن أريك أين هى أبواب الجحيم! إنها هناك، حيث استشهد حفيدى. انزع رمز الرهائن، أنت تقتل الرهائن، أنت تضحى بهم، انزع الرمز».
*8:
«7 أكتوبر مؤامرة السفاح نتنياهو».
زعيم «الشارع الروسى» وحزب «إسرائيل بيتنا» الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان كتب فى 22 الجارى مقالة لموقع Walla ونقلها إلى الروسية فى اليوم التالى موقع zahav الإسرائيلى.
عنون ليبرمان نصه بالقول «7 أكتوبر مؤامرة السفاح نتنياهو» وأرفقه بآخر ثانوى «من الواضح أن المسئولية الرئيسية عن أحداث السابع من أكتوبر تقع على عاتق نتنياهو، وليس من قبيل الصدف أنه يعرقل إنشاء اللجنة الرسمية للتحقيق».
استهل ليبرمان نصه بالقول إنه إذا كان من الجائز استخدام مصطلح «مؤامرة»، فهو يجوز استخدامه فقط فى سياق الحديث عن رئيس «حكومة 7 أكتوبر» بنيامين نتنياهو. وعاد بالذاكرة إلى اتفاق تشكيل ائتلاف مع حزب الليكود العام 2009، وأشار إلى أن أحد بنود الاتفاق كان ينص على أن «الهدف الاستراتيجى لإسرائيل هو الإطاحة بحكم حماس فى غزة». وقال إنه منذ ذلك الحين كل ما كان يقوم به نتنياهو هو محاولات تعزيز وضع حماس لتكريس حكمها فى غزة كبديل للسلطة الفلسطينية وعباس.
*9:
شراء للوقت فى السلطة.
يتوقف ليبرمان عند جميع اتفاقات وقف إطلاق النار التى عقدها السفاح نتنياهو مع حماس، وكان يعارضها ليبرمان، معتبرًا أنها كانت بمثابة شراء للوقت فى السلطة واستسلامًا للإرهاب. كما توقف عند المراسلات الشخصية بين الراحل يحيى السنوار ونتنياهو التى كشف عنها رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى الأسبق مائير بن شبات، وسلم نتنياهو واحدة من رسائل السنوار كتب فيها «مخاطرة محسوبة».
*10:
مركز موشيه ديان فى جامعة تل أبيب
موقع Vesty الإسرائيلى الناطق بالروسية والتابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» نشر فى 24 الجارى نصًا لمدير منتدى الدراسات الفلسطينية فى مركز موشيه ديان فى جامعة تل أبيب المحل Michael Milstein. وضع المحلل عنوانًا لنصه «رهائن أم مستوطنات؟ الحكومة تخفى الأهداف الحقيقية لعملية غزة».
استهل المحلل نصه بالقول: منذ أسبوع والخبراء يحاولون فهم هدف عملية «الشجاعة والسيف». هل تهدف إلى جعل حماس أكثر مرونة فى مفاوضات صفقة التبادل، أم أنها بداية لخطة أوسع تؤدى إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة؟».
وقال إن حالة عدم اليقين والضبابية التى تحيط بصناع القرار والتلميحات الصادرة عن وزير الدفاع مثيرة للقلق.
* أ:
التصريح بأن إسرائيل تنوى الاستيلاء على المزيد من الأراضى الفلسطينية وضمها، هو مجرد صيغة أخرى للفكرة الشائعة بأن «العربى لا يفهم إلا عندما تُسلب أرضه». فالفكرة لم تثبت صحتها فى حرب الأيام الستة. إذ اندلعت بعدها حرب يوم الغفران. ومن غير المرجح أن يكون هناك تحليل جاد وذاكرة تاريخية وراء هذا التصريح.
ويقول إن الشكوك تتعزز فى أن هذا مجرد غطاء لضم القطاع، والذى أعلنه بالفعل بعض كبار المسئولين فى الحكومة علنًا، ووصفوه بأنه «عقيدة استراتيجية رصينة».
ويضاف إلى ذلك، الارتياح الواضح لكون جيش الدفاع الإسرائيلى لا يعارض هذه المرة فكرة التوزيع المباشر للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ما يعنى عمليًا إنشاء إدارة عسكرية مسئولة عن السكان المدنيين.
*ب:
تلمح وزارة الدفاع إلى إنشاء هيئة لتشجيع الهجرة الطوعية من غزة. وهذا يعزز الشعور بأن قوة الخيال فى إسرائيل اليوم أكثر أهمية من السياسة الرصينة. وكل الدول العربية ترفض هذه الفكرة، بما فيها السعودية، التى توضح أنه لن يكون هناك تطبيع فى ظل هذا السيناريو. كما ترفضها أيضًا الدول الأخرى مثل ألبانيا والسودان وسواهما. والوسيط ستيف ويتكوف تحدث فى مقابلته الأخيرة عن إعادة إعمار غزة، لكن ليس عن الترحيل أو ريفييرا المتوسط.
*تقرير صحيفة ذا صن البريطانية.
.. النموذج الأسوأ الذى قدم متابعات ملاحقة إعلامية مضللة وغير حيادية، ما نشرته «صحيفة ذا صن» البريطانية؛ ذلك أنها اعتمدت على سيل من الصور والفيديوهات والأخبار الإسرائيلية والامريكية وكان أغلبها من مصادر منصات ومواقع مشبوهة، يمكن أن تكون من مجموعات الذباب الإلكترونى.
شاهد مئات الغزيين الشجعان يهتفون «حماس خارجًا» مع اندلاع احتجاجات سلام نادرة ضد حرب النظام الإرهابى مع إسرائيل، بحسب تقرير صحيفة «ذا صن» البريطانية.
نداء من أجل السلام، شاهد مئات الغزيين الشجعان يهتفون «حماس خارجا» مع اندلاع احتجاجات سلام نادرة ضد حرب النظام الإرهابى مع إسرائيل
وتأتى الاحتجاجات فى الوقت الذى اندلعت فيه احتجاجات مناهضة لنتنياهو فى الأجزاء المجاورة من إسرائيل.
التقرير كتبه الصحفى البريطانى «نيك باركر هارفى. جيه»
.. ونُشرت فى 26 مارس 2025، وهو، أراه كمحلل إعلامى وسياسى، يقدم نموذجًا للإعلام الغربى، الذى يدعم حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهذا يدعونا لكشف، التقرير يسرد:
*1:
هذه هى اللحظة المذهلة التى يهتف فيها الفلسطينيون الشجعان بشعارات مناهضة لحماس فى أكبر الاحتجاجات التى شهدها معقل الجماعة الإرهابية فى غزة.
*2:
أظهرت مشاهد نادرة مئات المتظاهرين، أغلبهم من الرجال، ينزلون إلى الشوارع فى بيت لاهيا شمال القطاع الساحلى وهم يهتفون «حماس بره بره!» و«حماس إرهابية».
*3:
شارك مئات الفلسطينيين الشجعان فى مظاهرة تطالب بإنهاء الحرب فى بيت لاهيا شمال قطاع غزة. حقوق الصورة: وكالة فرانس برس
طفل فلسطينى يحمل لافتة مكتوبًا عليها «كفى قتلًا وتدميرًا» خلال مظاهرة مناهضة للحرب فى غزة.
*4:
تجمع الكبار والصغار بين المبانى المدمرة وهم يهتفون من أجل إنهاء الحرب.
*5:.طالب الفلسطينيون بإنهاء الحرب، رافعين لافتات معادية لحماس ولافتات مؤيدة
وأظهرت لقطات غير عادية المتظاهرين وهم يحملون لافتات تحمل شعار «نريد أن نعيش بسلام» و«أوقفوا الحرب» يوم الثلاثاء.
*6:.
ساروا بين المبانى التى تعرضت للقصف الإسرائيلى والتى أطلقتها إسرائيل بعد الهجمات القاتلة التى شنتها حماس فى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
*7:.
تجمع الحشد بعد أسبوع واحد من استئناف إسرائيل لغاراتها الجوية بعد أن رفضت حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
*8:.
تم تفريق المسيرات لاحقًا بوحشية من قبل عناصر ملثمين من حماس مسلحين بالبنادق والهراوات.
*9:
كان من بين المتظاهرين الذين تجمعوا بالقرب من المستشفى الإندونيسى فى الجزء الشمالى من قطاع غزة الذى يبلغ طوله 25 ميلًا، عدد من الأطفال.
ودافع أنصار حماس فى وقت لاحق عن المجموعة واتهموا المشاركين فيها بـ«الخونة».
*10:
تأتى الاحتجاجات فى الوقت الذى احتشد فيه الآلاف فى مظاهرات مناهضة للحكومة فى إسرائيل مؤخرًا.
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الأربعاء، المعارضة بتأجيج «الفوضى» ردًا على الاحتجاجات ضد قيادته.
وتأتى الاحتجاجات المناهضة لحماس فى الوقت الذى انتشرت فيه الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو فى جميع أنحاء إسرائيل، بما فى ذلك خلال هذا الحاجز على الطريق بين القدس وتل أبيب فى 26 مارس/آذار.
وردًا على هذه المزاعم، اتهمت حماس إسرائيل بالتخلى عن الاتفاق الأصلى الذى تم التوصل إليه فى يناير/كانون الثانى الماضى.
*11:
إسرائيل تشن عملية برية على غزة بعد أن استخدمت حماس «الهدنة كغطاء لهجوم آخر فى 7 أكتوبر»
وبحسب شبكة «سى إن إن»، دعت رسائل على مواقع التواصل الاجتماعى إلى تنظيم تسعة احتجاجات أخرى ضد حركة حماس فى أنحاء غزة.
وقال أحد المتظاهرين، الذى لم يذكر اسمه الكامل،: «الناس تعبوا.
«إذا كان خروج حماس من السلطة فى غزة هو الحل، فلماذا لا تتنازل حماس عن السلطة لحماية الشعب؟»
*12:
لم تعلق حماس بشكل مباشر على الاحتجاج، لكنها ألقت باللوم يوم الأربعاء على نتنياهو فى استئناف الحرب.
استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد نحو شهرين من وقف إطلاق النار.
واتهمت حماس برفض مقترح أمريكى جديد لإطالة أمد التهدئة.
*13:
منذ عام 2007، تحركت حماس لتصبح القيادة الفعلية فى غزة – بعد فوزها فى الانتخابات الفلسطينية، أطاحت بمنافسيها بالقوة.
لقد كانت هناك انتقادات مفتوحة لحماس فى غزة منذ بدء الحرب فى عام 2023، فى الحياة الواقعية وعلى الإنترنت.
اندلعت الحرب فى غزة بسبب الهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذى أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 مدنى وأسر 251 آخرين.
.. فى التحليل:
تقرير ذا صن، يبدو معد بطريقة الذكاء الاصطناعى، الكاتب يسوق البركة والتضليل، يحاول رسم صورة من الواقع، لكنه مربكة لعدم وضوح الحدث ومن كان سببه، وهو يستعمل مصطلحات الإعلام الإسرائيلى الصهيونى، وبالتالى، تظهر حالة حرب الغرب الإعلامية ضد قطاع غزة، وكل طبيعة القضية الفلسطينية التى اأفرزتها، أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، بقوة الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
.. هذا النمط من الحقائق المضللة، يبرز سقوط الإعلام الغربى الأمريكى، وفق غياهب أكاذيب السردية الصهيونية.
.. ما زالت الحرب تمتد، وتتطور محاورها، المؤسف أن الكابنيت الصهيونى، يخطط لجعل الاجتياح البرى على قطاع غزة ورفح، على شكل «جيوب».. وفق الأهداف العسكرية والأمنية.
المحلل الفلسطينى أدهم مناصرة، حذر فى مقالة مهمة نشرها فى المدن اللبنانية، من أن التوغلات العدوانية الإسرائيلية، تضمن حركة نزوح كبيرة لسكان القطاع.
يرى مناصرة:
بينما يدخل استئناف الحرب على غزة يومه الثامن، يتخذ التوغل البرى الإسرائيلى حتى اللحظة أسلوب «الجيوب»، بموازاة تحشيد عسكرى على حدود القطاع، ما يطرح تساؤلات بشأن سيناريوهات العملية البرية ومدتها فى ظل الحرب المتجددة على القطاع.
ويُلاحظ أن هذه الجيوب تشهد ركودًا نسبيًا ومثيرًا للاستغراب، وخاصة ما يتعلق بتموضع قوات الاحتلال المتوغلة عند شارع صلاح الدين وسط القطاع منذ أيام، وعدم تقدمها غربًا، وإبقائها شارع البحر مفتوحًا، بالرغم من «قدرتها» عملياتيًا على التوغل أكثر وإحكام السيطرة على محور نتساريم!
.. وفق الخطط، كما أبرزها المقال:
قوات الاحتلال إلى جانب وجودها أصلًا على طول محور فيلادلفيا قبل استئناف الحرب، فإنها عملت على التوغل فى 4 جيوب.
*التوغل الأول:
عند حى تل السلطان غرب رفح الذى طوقته أخيرًا من جميع الجهات.
*التوغل الثانى:
عند محور نتساريم الذى أعادت القوات الإسرائيلية السيطرة على جزء منه بعد تقدمها خلال الأيام الماضية من السياج الشرقى وصولًا إلى شارع صلاح الدين، مع إبقائها شارع البحر مفتوحًا.
* التوغل الثالث:
فى شمال بيت حانون وشمال غربها.
*التوغل الرابع:
فى بيت لاهيا بمسافة توغل تتراوح بين 1000 و2000 متر.
حركة «حماس» تقول أن التوغل له عدة أهداف، أبرزها الضغط التفاوضى، وأيضًا مخططات بعيدة المدى، حيث أن كل ما يفعله الجيش الإسرائيلى، من إجراءات تفصيلية بغزة تخدم الرؤية والاستراتيجية العامة للاحتلال، أى أن التوغل بهذا الشكل بالترافق مع ضربات جوية تستهدف:
*أ:
اغتيال قيادات سياسية وعسكرية بالحركة، وتدمير أكثر من 100 سيّارة يُزعَم تبعيتها لكتائب «القسام»، كلها بمثابة خطوات إسرائيلية متدحرجة، تندرج فى سياق الجاهزية لأى قرارات جديدة من المستوى السياسى الإسرائيلى. وتابع: «الآن تقف الدبابات فى نقاط تمكنها من التقدم سريعًا إلى عمق القطاع فى أى لحظة تتلقى فيه أمرًا بإعادة احتلاله».
وبالرغم من أن تفاصيل المشهد الميدانى تبدو متفرقة، إلا أنها تتصل فى جوهرها بخطة رئيس الأركان الجديد لجيش الاحتلال إيال زامير.
*ب:
أن هناك دبابات إسرائيلية مزودة بأجهزة تتبع استخباراتية، وتقف فى أماكن تسهل مهمتها الرامية إلى رصد معلومات عن أهداف لـ«القسام» و«سرايا القدس» وقادتهما، وأيضًا أماكن وجود المحتجزين الإسرائيليين.. وهى غاية ألمح إليها المراسل العسكرى للتلفزيون العبرى الرسمى، ضمنًا، حينما نوه بأن الأمر فيه مخاطرة على حياة المحتجزين فى غزة.
*ج:
قوات الكابنيت والشاباك، تتواجد حاليا فى مناطق ذات تأمين عالٍ لها، بحكم عدم وجود احتكاك مباشر مع المقاومة فيها، كما أنها تضمن بذلك حركة نزوح كبيرة لسكان القطاع، باعتبارها تمثل «الضغط الشعبى الأكبر»، أى أن الاحتلال يلعب بأوراق ضغطه المتدرّج.
*د:
يعمق الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، التوغلات بمناطق جديدة فى القطاع، وأن يزيد جيوب التوغل شرق غزة والمنطقة الوسطى، فى سياق توسيع السيطرة التدريجية.
*ه:
خطة رئيس الأركان الإسرائيلى الجديد إيال زامير التى استعرضها أمام المستوى السياسى قبل نحو أسبوعين، تتضمن سيناريوهات ومراحل متعددة، مرتكزة على عنصر الغموض والمفاجأة؛ لضمان «النجاح»، وبما يستخلص العبر مما تسميها إسرائيل «المناورة البرية» التى نُفذت بالقطاع سابقًا فى خضم الحرب.
وبينما تتبع خطة زامير فى هذه المرحلة ضربات جوية مركزة لاغتيال قيادات «حماس» السياسية والعسكرية، مع توغلات برية فى عدة جيوب، فإن جيش الاحتلال وجّه الفرقة 36 التى أدت مهامها فى لبنان، إلى حدود قطاع غزة.
*و:
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك استعدادات متواصلة لتوسيع العملية العسكرية، مشيرة إلى اعتقاد لدى قيادة الجيش بأن القضاء على «حماس» يتطلب استعادة السيطرة على كامل القطاع.
*ز:
يبرز سيناريو آخر بقوة، وهو أن ينفذ الاحتلال عملية برية كبيرة فى وسط القطاع الذى لم يشهدها حتى الآن، خلافًا لما جرى فى شمال القطاع وخانيونس ورفح. ويعتقد الاحتلال أن «الشل الكامل» لقدرات حماس، يتطلب توغلًا واسعًا بالمنطقة الوسطى التى يدعى أنها تحتضن بنى تحتية لـ»القسام».
*ح:
فرض حكم عسكرى على القطاع والسيطرة على المساعدات، لكن المراسل العسكرى لـ«مكان» أوضح أن «اللغز الأكبر» بخصوص وجهة التوغل البرى، يرتبط بموقف البيت الأبيض، وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب.
.. الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، بدأت تتغير، سيناريوهات واشاعات وتعرض بدول جوار فلسطين المحتلة، عدا عن استمرار حرب الاغتيال ات والإبادة الجماعية والسعى لسياسة التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية.
.. حقيقة مخيفة، هناك فى الخفاء ضغط من الإدارة الأمريكية، لمنع اى تضامن أوروبى أو توافق من حيث المبدأ، ما يريدك الرئيس ترامب ان يقتل النواطير ويأكل العنب.