المتاهة الإيرانية.. مفاوضات السلاح النووي تمنع شبح الحرب!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

إذا قلنا ان تسارع الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية، جعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدخل “متاهة” لا باب لها ولا مخرج؛ فإن ذلك حقيقي، وهي اليوم تركن إلى مفاوضات السلاح النووي لمنع شبح الحرب التي تريدها دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني !.

.. لكن هل فعلا، وجدت طهران، المدخل الرئيس نحو “المتاهة “..؟!.

 

.. في النظرة التحليلية الاستراتيجية، تعلم إيران النظام الولاية الفقهية، انها دخلت متاهة بعد أن تجاوزت ثلاثة مخاطر مفصلية منذ بداية، وربما قبل معركة طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣،ما ادي إلى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، التي ساندتها جبهات المقاومة والاسناد من لبنان حزب الله، واليمن الحوثيين، والعراق الحشد الشعبي، وما نتج عنها من حرب الإبادة الجماعية والتهجير، وما زالت عنوانا لحرب تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية والبنتاغون، يقودها السفاح نتنياهو وحكومة التطرف الإسرائيلي التوراتي المشبوة، وجيش الكابنيت.

 

*ثلاثة مخاطر مفصلية.

 

إيران، وفق المعلن من طرفها ومن الولايات المتحدة الأمريكية، تجلس على طاولة  المفاوضات، ليس لإتمام أو إعادة بحث ملف الأتفاق النووي، بل، أن ما يواجهها، أن المفاوضات لإلغاء كل الملف النووي الإيراني وتدمير المعدات والأسلحة والمعامل النووية.

أمام إيران ثلاثة مخاطر مفصلية، داخل متاهة طاولة المفاوضات، وهي:

*اولا:

 

المفاوضات  مقابل   وقف نوايا دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تريد الحرب ضد إيران.

*ثانيا:

الرئيس الأمريكي ترامب يريد مفاوضات وجها لوجه، اي مباشرة(..) بينما إيران تريدها من خلف الأبواب، اي غير مباشرة.

*ثالثا:

المفصل المستجد، أن إيران وامريكا، سيتفاوضان، دون دول وسيطة، على الاقل في المرحلة الأولى، وستتم العملية التفاوضية في سلطنة عمان، دون وسطاء من أوروبا وهذا مؤشر غير داعم لإيران مرحليا.

وسائل الإعلام الايرانية، والأميركية، كشفت عن الجهات والشخصيات التي ستقود المفاوضات:

وزير الخارجية الإيراني سيقود وفد التفاوض في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان

وسيمثل الولايات المتحدة في المفاوضات مبعوثها للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف

بينما وزير الخارجية العماني بدر البو سعيدي سيقوم بدور الوساطة في المحادثات غير المباشرة.

 

.. وفي ذات السياق، تحاول روسيا الاتحادية، بحسب تأكيدات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين؛ دعم موسكو للتسوية الدبلوماسية والسياسية.

و أن روسيا تدعم المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، إذ قد تسهم في تهدئة التوتر بين الجانبين.

 

*فاصل ونواصل.. حيرة الآتي من المفاوضات الأميركية الإيرانية.

 

هي متاهة وهي حيرة، بدأت تشغل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فقد شكل الآتي من أخبار  المفاوضات الأميركية الإيرانية، التي تبدأ السبت، بإعتبارها حصيلة المواقف التي يكررها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ مدة في شأن إيران والتي اختصرها عبر رسالته الشهيرة إلى المرشد علي خامنئي.

.. وعدا ترامب والإدارة الأميركية، هناك دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، إذ شكلت مؤشرات حثيثةٍ من  الإلحاح بالصيغة الأمنية والعسكرية  على المفاوضات، أو إعلان الحرب، ووفق ذلك تحركت القوات الأميركية في البحر والجو، فانتشرت حول إيران من قاعدة غوام إلى الخليج والبحرين الأحمر والمتوسط. وبحسب ما ينقل عن أوساط عدة فإن ما تريده الولايات المتحدة، وبالتالي الضغط الإسرائيلي من القيادة الإيرانية يختصر بثلاثة أشياء، منع إمكان وصول إيران إلى امتلاك الأسلحة النووية وضبط أسلحتها الصاروخية ووقف دعمها  لحركات المقاومة والاسناد والميليشيات المختلفة  في المنطقة وبعض  الدول العربية، والإسلامية.

 

ومنذ الايام الأولى لرئاسة ترمب، يشدد في مطالبته إيران بالاستجابة المطالب التفاوض، وضع مهلًا زمنية،  تحدث عن مهلة تنتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل، فيما أشار متابعون إلى مهلة شهرين للتفاوض. وإزاء ذلك تشددت إيران ثم أبدت مرونة، وتحدثت عن قبولها بمفاوضات غير مباشرة، ونقل عن قادتها أنهم سحبوا عسكرييهم من اليمن، وفسر ذلك بأنه خطوة على طريق فك الالتزام تجاه “الأذرع” الإقليمية، لكن الأهم من ذلك كان لجوء إيران إلى ما بقي لها من علاقات دولية وإقليمية علها تجد فيها ما يساعد على فك طوق النار المحكم الذي يلتف حولها.

 

في ذات المتاهة، نشطت طهران على خط  روسيا  التي بدأت للتو مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بهدف استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين ووقف الحرب في أوكرانيا، وتضامنت روسيا في المبدأ مع إيران من زاوية رفض اللجوء إلى القوة والتمسك بالدبلوماسية والتفاوض.

 

وحذرت موسكو على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف من أن توجيه ضربات للبنية التحتية النووية الإيرانية ستكون له عواقب “كارثية” على المنطقة بأسرها، وانتقد “إنذارات” ترمب لإيران واعتبرها “غير لائقة ونندد بها”

 

*تناقضات إيران.. وجدية الانحياز نحو استئناف برنامجها النووي أو تدمير.

من العاصمة الإيرانية طهران، كتب المحلل السياسي الإيراني “مجيد مرادي”، قراءات مهمة عن ما اطلق عليه [تناقضات إيران..]، نشر في موقع المدن الاخبار يوم الثلاثاء 2025/04/08، وفيه مؤشرات عن تضارب وتلاقي الأفكار والتناقضات من انطلاق عملية المفاوضات، وحددها:

*1:

 

بعد مضي عشرة أيام على رد إيران على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفينا لا تزال إيران تنتظر رد الولايات المتحدة على شروطها للبدء في التفاوض غير المباشر، أرسلت طهران رسائل شفوية متناقضة عبر السلطات السياسية والعسكرية.

 

 

*2:

بدأ علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي، تلك الردود خلال مقابلة إعلامية حيث قام بتهديد الولايات المتحدة بإنتاج السلاح النووي قائلًا إن “الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية ليس في مصلحة الأميركيين، لأننا حينها، سنضطر إلى التحرك في اتجاه آخر، وسيصبح امتلاك السلاح النووي مبررًا ثانويًا”،  في إشارة إلى أن الفتوى الشرعية للمرشد علي خامنئي حول حرمة إنتاج السلاح النووي التي تعدّ استراتيجية إيران الأصلية، تبقى ساري المفعول وتلتزم بها إيران، طالما لم تتعرض للضرب.

*3:

طالب قسيم عثماني، النائب في البرلمان عن مدينة بوكان ذات الأغلبية الكردية، الجمهورية الإسلامية بالوصول السريع إلى إنتاج السلاح النووي.

وقال إن”جشع الاستكبار العالمي هو من النوع الذي لا يترك أمامنا خيارًا سوى هذا المسار، والطريق الوحيد لمواجهة التعسف الاميركي هو التحرك بسرعة ودون توقف نحو صنع سلاح نووي كأداة للردع”.

*4:

دعا حزب “جمعية السائرون على خطي الثورة الاسلامية” المحافظ، في بيان رسمي، الرئيس مسعود بزشکیان ومجلس الأمن القومي، إلى اتخاذ قرارات فورية وفعلية لمواجهة التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني.

 

 

*5:

هدد حسين شريعت مداري، ممثل المرشد الايراني ومدير صحيفة “كيهان” المحافظة، باغتيال ترامب اقتصاصًا لدم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قُتل خلال هجوم أميركي قرب مطار بغداد بأمر من الرئيس ترامب.

وأثار هذا التهديد ردودًا غاضبة بين جميع التيارات السياسية التي اعتبرت أنه يشكل ذريعة لضرب إيران من قبل الولايات المتحدة، وفعلًا قامت هيئة مراقبة الصحافة الايرانية يوم الأحد الماضي، باصدار بيان تحذيري لصحيفة “كيهان” لنشرها محتويات تتعارض مع الأمن والكرامة ومصالح الجمهورية الإسلامية، وفق البيان، الذي اعتبر الموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية تجاه اغتيال  اللواء قاسم سليماني هو محاكمة المتورطين في ذلك، خصوصًا الرئيس الأميركي السابق، في محكمة مختصة ودولية وليس اغتيال الرئيس الاميركي.

 

*6:

حاول اللواء باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، التخفيف من حدة الموقف في إيران عبر القول إنه في رد إيران على رسالة ترامب، “تم التأكيد على أننا نسعى للسلام في المنطقة كما في المسألة النووية، نحن لا نسعى لامتلاك سلاح نووي، ونتابع احتياجات شعبنا في المجال النووي”.

اللواء باقري يؤكد: “لن نجري مفاوضات مباشرة، ولكن لا مانع من المفاوضات غير المباشرة، لأن إيران لا تغلق الأبواب وتترك المجال للمفاوضات غير المباشرة إذا تحركتم بصدق.

 

*”إيران انترناشيونال”، تحاور ديفيد بترايوس.

 

 

مرادي، ينقل ما يحدث في أجهزة إيران المختلفة، بما في ذلك الإعلام، ولفت إلى أنه:

خلافا لللهجة الهادئة التي اتخذها رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية، قال “ديفيد بترايوس، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، في مقابلة حصرية مع “إيران انترناشيونال”، إن الولايات المتحدة “لديها مشروع لعملية عسكرية لضرب إيران، ومثل هذه العملية لن تستهدف وتدمر الدفاعات الجوية والقواعد الصاروخية الإيرانية فحسب، بل ستستهدف أيضًا البنية التحتية النووية”.

” بترايوس”، كشف عن وجود “خطة شاملة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية والمراكز العسكرية الرئيسية”. وقال إن هذه الخطة وضعها هو منذ ما يقرب على 15 عامًا، وخلال الفترة التي كان فيها قائدًا للقيادة المركزية الأميركية، “وبالطبع تم تحديثها بانتظام حتى أن الولايات المتحدة مارستها عمليًا مرة واحدة على أراضيها”.

 

يركز مجيد مرادي  على دلالات  وأثر  تناقض المواقف أو الرسائل الإيرانية، الآتي عن توزيع الأدوار داخل النظام، ولكن لیس علی غرار المعتاد، حيث أن السياسي يأخذ على عاتقه توجيه التهديد العسكري النووي، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة ينتهج لغة سلمية دبلوماسية لتطمين المجتمع الدولي بعدم انجرار إيران نحو المشروع العسكري، وممثل المرشد في صحيفة “كيهان” يهدد باغتيال ترامب. وهكذا تريد إيران أن تقول للطرف الآخر إن جميع الخيارات بما فيها الخيار المستحيل، وهو اغتيال الرئيس الأميركي على الطاولة. كما يمكن القول إن تصريحات بترايوس أيضًا تندرج في سياق المراسلة المباشرة بين البلدين قبل بدء التفاوض غير المباشر بينهما.

 

.. عمليا:

الولايات المتحدة وإيران ستجريان محادثات نووية يوم السبت، والمراجعة تؤشر إلى حقائق منها:

*أ:

انسحب الرئيس ترامب، ابان ولايته الأولى من الاتفاق النووي الإيراني الأخير عام ٢٠١٨، ولم يلتقِ المفاوضون من البلدين وجهًا لوجه منذ ذلك الحين. ويواجه الآن تحدي تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

*ب:

صحيفة نيويورك تايمز، قالت ان

الرئيس الأمريكي  ترامب، أعلن يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ستجري مفاوضات “مباشرة” مع إيران يوم السبت المقبل في محاولة أخيرة للسيطرة على البرنامج النووي للبلاد، قائلا إن طهران ستكون “في خطر كبير” إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق.

 

*ج:

إذا جرت محادثات مباشرة، فستكون أول مفاوضات رسمية وجهًا لوجه بين البلدين منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما قبل سبع سنوات. وستأتي هذه المحادثات أيضًا في وقت حرج، إذ فقدت إيران دفاعاتها الجوية حول مواقعها النووية الرئيسية بسبب الضربات الإسرائيلية الدقيقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ولم يعد بإمكان إيران الاعتماد على قواتها بالوكالة في الشرق الأوسط – حماس وحزب الله وحكومة الأسد المخلوعة في سوريا – لتهديد إسرائيل بالرد.

 

*د:

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي،  كشف عن إجراء محادثات يوم السبت في سلطنة عُمان، لكنه قال إنها ستكون غير مباشرة، أي بمشاركة وسطاء بين الجانبين و”إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب أمريكا”.

 

*ه:

بأمر من مرشدها الأعلى، آية الله علي خامنئي، رفضت إيران الجلوس مع المسؤولين الأمريكيين في مفاوضات نووية مباشرة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي السابق. لكن بعد حديث ترامب يوم الاثنين، صرّح ثلاثة مسؤولين إيرانيين بأن آية الله خامنئي غيّر موقفه للسماح بإجراء محادثات مباشرة.

 

 

*و:

قال الامريكان  إنه إذا كانت محادثات السبت غير المباشرة محترمة وبناءة، فقد تُعقد محادثات مباشرة. وطلب المسؤولون عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علنًا.

 

*ز:. من شبه المؤكد أن إيران ستقاوم تفكيك بنيتها التحتية النووية بالكامل، وهو ما منحها قدرةً “أساسية” على صنع وقود قنبلة نووية في غضون أسابيع – وربما سلاح نووي كامل في غضون أشهر. وقد بدأ العديد من الإيرانيين يتحدثون علنًا عن حاجة بلادهم إلى صنع سلاح نووي، منذ أن أثبتت أنها عاجزة تمامًا عن الدفاع عن نفسها في سلسلة من تبادلات الصواريخ مع إسرائيل العام الماضي.

*ح:

في  زيارة للولايات المتحدة، أصرّ رئيس حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية  السفاح  نتنياهو على أن أي اتفاق ناتج يجب أن يتبع ما أسماه “النموذج الليبي”، أي أن على إيران تفكيك بنيتها التحتية النووية بالكامل وشحنها خارج البلاد. إلا أن جزءًا كبيرًا من معدات التخصيب النووي الليبية لم يُفرّغ من الصناديق قبل تسليمها للولايات المتحدة عام ٢٠٠٣؛ فالبنية التحتية النووية الإيرانية تعمل منذ عقود، وهي منتشرة في جميع أنحاء البلاد، ومعظمها تحت الأرض.

 

 

 

 

*ط:

يُحاول الرئيس ترامب، حلّ مشكلة من صنع يديه، تقول نيويورك تايمز. فقد أدى الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥ إلى شحن إيران ٩٧٪ من اليورانيوم المُخصّب إلى خارج البلاد، تاركًا كميات صغيرة داخلها، بالإضافة إلى المعدات اللازمة لإنتاج الوقود النووي. وصرح الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه آنذاك بأن الاتفاق هو أفضل ما يُمكنهم استخراجه. لكنه ترك لإيران المعدات والمعرفة اللازمة لإعادة البناء بعد انسحاب السيد ترامب من الاتفاق، واليوم لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج ما يزيد عن ستة أسلحة نووية في وقت قصير نسبيًا.

 

*ي:

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في أوائل فبراير أن معلومات استخباراتية جديدة أشارت إلى أن فريقًا سريًا من العلماء الإيرانيين يستكشف نهجًا أسرع، وإن كان أكثر بدائية، لتطوير سلاح نووي. ويُفترض أن السيد ترامب قد أُطلع منذ ذلك الحين على هذه النتائج، التي صدرت في نهاية إدارة بايدن، وقد زادت من إلحاح المحادثات. ويقول مسؤولو الإدارة إنهم لن ينخرطوا في مفاوضات مطولة مع طهران.

 

*ك:

 

قال مهدي رحمتي، المحلل السياسي المحافظ المقرب من الحكومة، في مقابلة هاتفية من طهران، مع صحيفة نيويورك تايمز: “من وجهة نظرنا، تُعدّ تصريحات ترامب بشأن المفاوضات إشارة واضحة وقوية لكل من إسرائيل وإيران. إنه يُعيق خطة إسرائيل للضربات العسكرية، ويُرسل نبضًا إيجابيًا علنيًا إلى إيران يُشير إلى تفضيله للدبلوماسية ورغبته في حل مشاكلنا”.

 

*ل: الحد الأقصى الذي  يمكن  لإيران  تقديمه، يعد بعيدا كل البعد عن المطلب الذي تحدث عنه مستشار الأمن القومي لترامب، مايكل والتز: التفكيك الكامل لمنشآتها النووية.

 

هذا يعني نهاية موقع نطنز للتخصيب النووي، الذي هاجمته الولايات المتحدة وإسرائيل بسلاح ستوكسنت السيبراني قبل 15 عامًا، والذي دأبت إسرائيل على تخريبه بشكل متقطع منذ ذلك الحين. كما يعني تدمير موقع فوردو للتخصيب، الواقع في قاعدة عسكرية تحت جبل، وتفكيك مجموعة من المنشآت الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، تحت أنظار المفاوضين الدوليين.

 

*م: الرئيس ترامب، يسعى سياسيا وأمنيا إلى (التفكيك الكامل للأسلحة النووية)، فسيُجبر على مواجهة أسئلة حول ما إذا كان قد حصل على أي شيء أكثر مما حصلت عليه إدارة أوباما قبل عقد من الزمن. وصف السيد ترامب هذا الاتفاق بأنه “كارثة” ومُحرج، مُشيرًا إلى أنه سيرفع جميع القيود المفروضة على الإنتاج النووي الإيراني بحلول عام 2030.

 

*ما كان من جولات المفاوضات التي فشلت؟

عن صفقة الاتفاق مع النووي الإيراني.. خطوات وحسم ممكن، نشرت التحليل التالي، الذي كان دليلا على مدى قدرة إيران في أعوام سابقة – من ٢٠١٥-الي ٢٠٢٢،والتحليل نشر في مقالات الدستور، يوم الأحد 28/أغسطس/2022، وفيه ما قد يثار من طرق للخروج من متاهة/أو لنقل مهابة إعادة المفاوضات مع ولاية الرئيس الأمريكي ترامب الثانية:

 

4 مراحل، استقرت عليها اتفاقية/ الصفقة الإيرانية  مع الغرب.. التي ستدخل حيز التنفيذ الكامل بعد 165 يومًا من توقيعها بشكل أولى.

مسودة الاتفاق النووي الإيراني، استراتيجية خطيرة، يقودها المفوض الأوروبي والأمريكي، الذي يلوح في الأفق، انه أسهم في  حلحلة  المراحل الأخيرة من المفاوضات.، بمعنى نزع الخطر الإيراني النووي،..وايضا:

هناك ما ظهر من البنود،التي  تأثرت نتائجها بتداعيات الحرب الروسية الأوكراني، بما يؤكد تذويب بوادر تشكيل تيار او حلف بين إيران والصين، وربما تركيا.

 

*إيران متحمسة للاتفاق.. والاحتلال الصهيوني يندد.

 

.. وفي ذات المقالة:كانت وما زالت مساعي  إيران لعقد اتفاق لتنظيم نشاطاتها النووية على غرار الاتفاق السابق الذي أبرمته معها الولايات المتحدة عام 2015 وانسحب منه بعد ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقابل تحريرها من العقوبات الدولية.

 

دولة الاحتلال الإسرائيلي أكدت استياءها من اتفاق، اعتبرته-قبل اعلانه-سيء مع إيران منذ سنوات وقد تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي الصهيوني  يائير لبيد قبل يومين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأوضح له أن إسرائيل تعارض العودة إلى الاتفاق النووي وأنها لن تكون ملتزمة فيه.

 

*وقف منظومة الخطر النووي الإيراني

 

في الأوسط كافة، كاد (….) ما رشح عن “مسودة الاتفاق”، التي  تتضمن أربع خطوات تدريجية في وقف خطر وعمليات  النشاط النووي الإيراني، بما في ذلك رفع العقوبات الغربية إيران النووية، مع تأكيدا إسرائيلية أميركية، دخول الخطوة الرابعة والأخيرة حيز التنفيذ بعد 165 يومًا من توقيع الاتفاق.

 

المراحل مثيرة للحوار، فقبل التوقيع على أي اتفاق، حددت المفاوضات خلال ال72 ساعة الاخيرة أن الجانبين يضعان المحاور الأخيرة على[اتفاقية / صفقة] تشهد إطلاق سراح السجناء الغربيين من قبل طهران مقابل رفع الدول الغربية عن الأصول الإيرانية وتخفيف العقوبات الأولية، لكن ما هي الأفكار الخطوات مدار البحث:

* الخطوة الأولى:

يوم التوقيع،(لم يحدد بعد) قيام إيران بتجميد تخصيب اليورانيوم، وسيسمح لها بالاحتفاظ باليورانيوم المخصب  المخزون  قبل ذلك التاريخ.

 

* الخطوة الثانية:

خلال30 يومًا تقوم  إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعرض الصفقة على الكونجرس الأمريكي للموافقة عليها.

* الخطوة الثالثة:

في اروقة الكونجرس، يتم وضع الاتفاق، لمدة  60 يومًا من موافقة الكونجرس،ما يتيح – بروتوكوليا – إخطار واشنطن مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قرارها بالانضمام إلى الاتفاقية.

 

*الخطوة الرابعة:

تقوم إدارة بايدن، بعد 60 يوما إضافية،برفع الاتفاقية إلى العلن، بمعنى؛ عودة الولايات المتحدة رسميًا إلى الصفقة، مع رفع الأطراف المزيد من العقوبات ووقف انتهاكاتها لاتفاق 2015.

 

*ما زال الترقب الحذر لنتائج المفاوضات النووية

 

أمنيا وعسكريًا، أمميا، ينتظر العالم بحذر شديد ما ستؤول إليه المفاوضات النووية من نتائج قد تغير خارطة وموازين قوى الصراع، في المنطقة والشرق الأوسط، والطبع أوروبا والولايات المتحدة.

 

يمكن رصد خطوات ما قبل الاتفاق، اذا ما تم:

*أ):أعلنت طهران، أنها تلقت ردا من واشنطن على “النص النهائي”، الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي.

 

*ب):أكدت إيران أنها ستنقل وجهة نظرها إلى الاتحاد الأوروبي، باعتباره منسق المحادثات النووية، بعد استكمال المراجعة للرد.

 

*ج):بحسب “أكسيوس”  الاعلامية؛ الاتفاق سيلزم طهران بنسبة محددة لتخصيب اليورانيوم.

*د):لن يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم أعلى من 3.67 بالمئة، ستمنع إيران من تخزين أكثر من 300 كلغ من اليورانيوم المخصب.

*ه):فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني حتى عام 2031.

 

و):أصرت إيران على  تقديم واشنطن لضمانات بعدم التخلي المستقبلي عن الاتفاق، بالإضافة لمطالب أخرى مرتبطة بنسب التخصيب والتقليل من قدرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف عن المواقع المعنية، وشطب اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

 

ز:في معلومات الإعلام الأميركي، والكونغرس، الرئيس الأميركي جو بايدن غير قادر على تقديم تعهد بعدم الانسحاب المستقبلي لأن الاتفاق النووي تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

 

ح):جيوسياسية، لعبت الدول الأوروبية، خلال تعليق المفاوضات النووية في فيينا،عدة أدوار منها   أن تتجاوز إيران دور روسيا كضامن في المفاوضات، وتدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، لإحياء الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عنها، موضحة أن إدارة بايدن ستتعاون بشكل كبير مع طهران في هذه المفاوضات، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

.. قد يحدث، ما يتم من صيغ حول الاتفاق النووي الإيراني مع أوروبا والولايات المتحدة معادلات تغيير طبيعة الصراعات والأزمات الدولية في الشرق والغرب، وتبقى إيران حالة اشكالية بكل تاريخها المشبوه الداعم لحركات التطرف والإرهاب، واللعب بمصائر الشعوب في المنطقة والعالم.

 

*.. هل ستكون جولات طويلة؟

 

ترقب السبت الآتي، يعيد إلى المواجهة ان  الاتصالات السياسية المفاوضات وتبادل الرسائل  بين إيران والولايات المتحدة من خلال سلطنة عمان حالة لم تنقطع.

عمان  لعبت ولا تزال تلعب دور الوسيط الصادق الحريص على الوصول إلى اتفاق بينهما، وتجنيب المنطقة المزيد من التوترات والصراعات والصدامات والحروب. كانت الاتصالات تتوقف من وقت لآخر، في ظروف تحكم حسابات هذا الطرف أو ذاك، وفق رؤية وزير الإعلام والثقافة اللبناني الأسبق غازي العريض، الذي لفت:.

 

الإدارات الأميركية المتعاقبة قبل عودة ترامب إلى الرئاسة منذ أشهر، كانت تريد الوصول إلى اتفاق. ترامب الأول انسحب من الاتفاق الذي وقعه أوباما عام 2015. بايدن حاول العودة إليه راغبًا في تحسين الشروط. تقدّم مشروع إيران النووي. ثم جاءت الحروب على غزة ولبنان والضربات الإسرائيلية ضد إيران. وإسرائيل كانت ولا تزال ترغب في عدم الوصول إلى اتفاق، وتصرّ على ضرب المنشآت النووية الإيرانية. نتائج الحرب المذكورة، وما يجري اليوم ضد الحوثيين، والضربات الأميركية العنيفة المتتالية التي تستهدفهم، أعطى جرعات متتالية لقادة إسرائيل لتكريس قناعتهم بضرورة توجيه ضربة قاسية ضد إيران، التي تراجع نفوذها بعد التطورات في لبنان وغزة وسقوط النظام السوري، وخروجها من سوريا عسكريًا وإقفال سفارتها، وإخضاعها لرقابة مشددة في لبنان، ومنع طائراتها من الهبوط في مطاره. الخيارات أمام إيران باتت محدودة، على حد قول وتهديدات ترامب “إما الاتفاق وإما الآتي أعظم، والقصف المؤلم الذي لا مثيل له ينتظرها”. مع تكرار ترامب دائمًا: “لا نريد استهداف النظام. نريد رؤية الشعب الإيراني عظيمًا ويعيش بأمان في دولة متطورة وإيران لديها حضارة غنية..”.

 

.. وهو يركز بالتحذير:

ماذا ستفعل إيران في وجه “الجراّفة” الأميركية- الإسرائيلية؟

لا أحد يملك سّر الجواب. لكن تجربة السنوات السابقة، وخصوصًا الأشهر الأخيرة، تشير ربما إلى احتمال الدخول في بازار جديد، قد يأخذ وقتًا لإنجاز الصفقة أو سقوطها.. والطريق صعب.

 

 

أفق المفاوضات  الأميركية الإيرانية، يتقاطع، ويتزامن مع حروب وعمليات تصعيد، قد تنقل العالم والمجتمع الدولي إلى جبهات مفتوحة من الحروب، طويلة المدى، وإذا ما تحققت المفاوضات، وما يرافقها من محادثات غير المباشرة يمكن أن تضمن مناقشات حقيقية ومثمرة قد يلتزم بها جميع الدول التي تحاول منع الحرب، وهو اساس الإطار المفاوضات وأبعادها الجيوسياسية لكل آسيا الوسطى، والمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى