لمن ستهدي مكتبتك الخاصة بعد رحيلك؟
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

​هل هناك أحد بعد يهتم أو يتعامل مع المكتبات والكتب الورقية؟ معقول اليوم وفي ظل ثورة تكنولوجيا الاتصالات هناك من يولي شأناً لشيء اسمه مكتبة أو كتاب؟

​السوشيال ميديا خطفت القارئ من عالم القراءة، وجعلته أسيراً لها تغدق عليه وتعطيه حسبما تشاء، ولم تترك له المساحة ولا الوقت ليتصفح كتاباً!

إذا سألت أحدهم: هل لديك الوقت لتطالع الكتب؟ يجيبك على الفور: لم يعد لدينا الوقت ولا الحافز الذي كان في السابق.

​أسئلة واجهتني بعدما انتهيت من فهرسة مكتبتي الخاصة، واستعنت بأحد المختصين بعلم المكتبات، وكانت فرحتي لا توصف، واعتبرت أنني أنجزت عملاً رائعاً كان يراودني كلما احتجت لكتاب، أذهب وأبقى نصف ساعة أحياناً لأجده بعدما وصلت أعداد الكتب عندي إلى ما يقرب من 3 آلاف كتاب.

​منْ همْ من أبناء جيلي أو أكبر لديهم نفس الهواجس، بل هم في مرحلة متقدمة بعد أن انتهوا من عملية التصنيف والفهرسة يبحثون عن الطريقة المثلى للاحتفاظ بالمكتبة وكيفية الاستفادة منها.

​البعض يعتقد، وأنا واحد منهم، أنه قد لا يكون أحد من أبناء أسرتك لديه الاهتمام بالمكتبة، وقد يتم توزيع الكتب أو بيعها بسوق الحراج أو سوق الجمعة والأحد، وتذهب كل جهودك بعد رحيلك عن هذه الدنيا.

​هناك حالات معدودة انتقلت فيها المكتبات الخاصة إلى عامة لأسماء معروفة وتحت سقف المؤسسات الوطنية للدولة، حيث وضع اسم صاحبها، تخليداً لذكراه.

​أيضاً، البعض سعى إلى إهداء مكتبته الخاصة إلى المكتبة الوطنية بالدولة، وبذلك ضمنوا الاستمرارية واستفادة الناس منها بشكل دائم.

​وقد يتبرع بها البعض إلى جامعات عريقة لديها مكتبات تاريخية يعملون على الاستفادة منها بعد فهرستها طبعاً وإعلاء اسم المتبرع على إحدى قاعات المكتبة.

​المسألة لها بُعدان، فني وزمني، أي العمل على فهرستها وفق نظم تصنيف ديوي العشري، أو أي تصنيف آخر، وقد دخلت برامج إلكترونية جديدة إلى علم المكتبات، والشق الثاني له علاقة بالعمر الزمني وديمومة المكتبة.

​بكل الأحوال، حبذا لو أقدمت المكتبة الوطنية على إنشاء مبنى للمكتبات الخاصة، بحيث يكون الحاضنة والحافظة لهذا المخزون الفكري والإنتاج الثقافي، ويوضع في متناول الباحث والقارئ، وفوق ذلك يكتب له صفة الاستمرارية.

زر الذهاب إلى الأعلى