التجنيد في إسرائيل بين الذكورية وشتيمة العربي؟
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

​إلى أي مدى تغرس الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي حالة الذكورية والمرتبطة بالفكرة والمشروع الصهيوني من أساسها؟

​نادرة بل قليلة الدراسات التي تناولت ظاهرة التجنيد الإلزامي في إسرائيل وشرح أبعادها الذكورية، بالرغم من رفض طائفة «الحريديم» للخدمة العسكرية ولأسباب دينية بحتة، وتمرد عدد من العسكريين الاحتياط وعدم امتثالهم لأوامر الالتحاق في حرب غزة… بقيت الظاهرة مدار تساؤل عن جدواها ومعناها؟

​الباحث الإسرائيلي داني كابلان يفسر في دراسته «الخدمة العسكرية كتأهيل للذكورية الصهيونية» الأمر بالقول إن الجيش هو البوتقة التي ينصهر فيها كل الإسرائيليين ويضعهم في قالب واحد من الذكورية.

​إن الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي تعتبر من مستلزمات الدخول إلى حياة البالغين، ففيه يكتسب المجند صفة «الذكورية التسلطية».

​ورغم أن الجيش الإسرائيلي هو جيش المجندين الوحيد الذي يطبق الخدمة الإجبارية على النساء، فإن المؤسسة العسكرية تقوم على نظام يكرس التمايزات على أساس الجنس.

​صورة الرجل اليهودي ترتبط بالقوة الجسدية والقوة الجنسية، لهذا أعيد بناء الذكورية الصهيونية لتكون ذكورية الجسد، وتحققت من خلال الاستيطان والدفاع الذاتي باستخدام القوة العسكرية.

​يمكن النظر إلى المشاركة في الجيش وتحديداً في الخدمة القتالية على أنها طقس تأهيل مديد لأن يصبح الفرد بالغاً ومواطناً إسرائيلياً ورجلاً، ويفسر النشاط العسكري بوصفه الاختبار النهائي للذكورية.

​تاريخ إسرائيل وارتباطها بالمحرقة اليهودية جعلا الخدمة العسكرية عاملاً ضرورياً في أمن الدولة وهدفاً قومياً.

​ومنذ قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948، كانت السردية الصهيونية تمجد الخدمة العسكرية والمشاركة في الحروب باللجوء إلى إشارات توراتية باعتبار أن الجنود ورثة تقليد من الشجاعة تبدي أول مرة في الحقبة التوراتية.

​يلخص محارب قديم من جيش الاحتلال الإسرائيلي موقع الخدمة العسكرية في السردية الصهيونية بقوله: «نشأت في بيت صهيوني علماني، وتربيت على الاعتقاد بأن هذا هو الوطن الأخير للشعب اليهودي… لو كان الأمر بيدي لاخترت أن أولد أشقر، مسيحياً في كندا وليس يهودياً إسرائيلياً… لكن هذا هو بيتي، ولحماية وجود البيت المادي تحتاج إلى الانخراط في الجيش والقتال… لم يكن هناك شك في ذلك، وهو لايزال يصح اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى