3 أفكار بمقال واحد
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –
تنصت إليه وهو يزفّ إليك بشرى سعيدة، كأنه عثر على لؤلؤة مفقودة، هذا الانطباع شعرت به عندما هاتفني الصديق وضاح خالد الزيد وهو يتحدث عن كتاب نادر وصل إليه ليضمّه إلى مكتبته الخاصة، متمنياً أن ينال الكتاب وصاحبه شيئاً من التعريف به.
قصة كويتية بعنوان «يا ليلة دانة»، الصادر عام 1968 عن الدار الكويتية، للمؤلف الفلسطيني عبدالله الدنان، المولود عام 1931 في مدينة صفد، الذي عمل مدرساً للغة الإنكليزية في الكويت.
الرواية عبارة عن قصة الغوص على اللؤلؤ، تحكي تقاليد البحارة وعاداتهم وأساليب معيشتهم أثناء رحلتهم السنوية الشاقة، وهي توثيق للصراع الأبدي مع المحار المقيم في الرمال وبين الصخور في قاع البحر، نموذج رائع لذلك الإنسان الذي يقترب من حافة الموت، حتى إذا ما ابتعد يعاود الاقتراب، يفعل ذلك عشرات المرات كل يوم، تدفعه إلى ذلك غريزة الحياة، وشيء يلهب مشاعره وعقله لاكتشاف الأسرار في بطون المحار، وهو سواء نجح أو فشل، يغني لليل والبحر وللموج.. «يا ليلة دانة»..
فكرة الكتاب تعيد لنا شريطاً من الأفلام السينمائية التي أخذت شهرة واسعة، وبعضها بقي حبيس الملفات، لكنه كان عملاً فنياً رائعاً.
أول فيلم عن الغوص عام 1955 كان بإشراف سيف مرزوق الشملان، ومن إنتاج دائرة المطبوعات، وثاني فيلم وثائقي كان عام 1961، وصاحب الفكرة الشيخ جابر العلي الصباح وبإشراف سيف الشملان أيضاً، أما ثالث فيلم عن الغوص فكان عام 1956، وصاحب الفكرة المصور مصطفى الحموري، ثم جاء فيلم خالد الصديق «بس يا بحر» عام 1972، وفيلمان لهاشم محمد عن الغوص «العدان 1976»،
و«غوص الردة 1977»، تلاه فيلم «الغوص على اللؤلؤ في الكويت» للمخرج خالد النمش… وأفلام تسجيلية وتلفزيونية أخرى تم عرضها في مناسبات عديدة.
***
أما المقال المنشور الأسبوع الماضي بعنوان «مًن يعثر على مجلة العربي فله جائزة»، فقد تفاعل معه الكثير من المهتمين والقراء والأصدقاء، والجامع المشترك بينهم أنها كانت منبعاً للثقافة والمعرفة وشكّلت «القوة الناعمة»، ووضعت الكويت على خريطة الوطن العربي.
ما جعلني أعيد الكتابة عن هذه المجلة، ما علمته من «شيخ المفهرسين» الأخ عبدالرحيم التلالوة (أبويوسف) أنه قام بعمل كشافات تحليلية أيام رئاسة تحرير د. محمد الرميحي، أي عملية فهرسة علمية شاملة لمدة 25 سنة من العدد الرقم 300 إلى العدد رقم 600 (حوالي 300 عدد بأربع مجلدات)، استغرق العمل فيها وبأوقات خارج دوامه في المكتبة الوطنية، نحو 900 ساعة عمل، بعد أن وضع لها برنامجاً إلكترونياً خاصاً بها، ووفق قواعد الفهرسة الشاملة بحيث يغطي كل المداخل ورؤوس الموضوعات والأبواب الثابتة والمؤلف والموضوع.. هذا الجهد الشخصي من رجل محب ومخلص لعمله ومهنته ولـ «العربي» أيضاً… لم يجد مَن يتبناه ويعمل على طباعته أو نشره!
تبقى مسألة الفهرسة والحفظ والتخزين لكل أعداد المجلة منذ صدورها عام 1958 وحتى اليوم بصورة مستمرة ومتواصلة، وإتاحتها للباحثين، قضية في غاية الأهمية، لما لها من قيمة تاريخية.
***
نختم المقال بالإشارة إلى فيديو أرسله لنا الناشط محمد المعتوق العسلاوي، للفنانة ميا عيتاني، التي تدرس بجامعة لوكا أنيميشين في بروكسل، وهو مقطوع من فيلم يتكون من 24 إطاراً لراقصين صوفيين صغار مقطوعين يدوياً، إلى جانب لقطات وإضاءة متناوبة، على وقع أغنية مختارة، نسخة من قصيدة أندلسية وأداء للمنشد أحمد حويلي بعنوان «ألا أيها الساقي… أدر كأساً وناولها».