أبرز ما ورد في جلسة لجنة اقتحام الكابيتول الأخيرة…”صراخ” في البيت الأبيض و “تغريدة ترامب”

النشرة الدولية –

عقدت لجنة السادس من يناير، التابعة لمجلس النواب الأميركي، جلسة استماع أخرى، الثلاثاء، حاولت خلالها ربط الرئيس السابق، دونالد ترامب، بأكثر المتطرفين عنفا الذين قادوا الهجوم على مبنى الكابيتول، عام 2021، كما ركزت على محاولة الكشف عن “الكذبة التي تسببت بالتطرف الجماعي”، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست“.

وفيما يلي خمس ملاحظات من جلسة الاستماع، تركز على العلاقة بين التطرف ومحاولات ترامب للبقاء في السلطة.

“الكذبة”

ذكرت الصحيفة أن اللجنة تهتم بشكل خاص بالكشف عن أصول هذا “التطرف الجماعي”، والذي تجلى في أخطر هجوم على مبنى الكابيتول منذ حرب 1812.

وتبحث اللجنة عن جذور الأسباب التي دعت أنصارا للرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى اقتحام مبنى الكابيتول التابع للكونغرس في السادس من يناير عام 2021، في محاولة لمنع التصديق على نتائج الانتخابات التي فاز بها جو بايدن.

ولهذه الغاية، دعوا يوم الثلاثاء شخصًا قال إنه انخرط في هذا الاقتحام، حيث تحدث ستيفن أيريس، الذي اعترف لاحقا بأنه مذنب بارتكاب سلوك غير مناسب فيما يتعلق بأنشطته في السادس من 6 يناير.

وشرح أيريس تجربته، وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي حفزته للمشاركة، بالأخص خطابات ترامب ودفعته إلى الاعتقاد بأن الانتخابات “قد سُرقت”، وأنه كانت هناك ضرورة كي يغادر منزله في ولاية أوهايو ليشارك في تجمع “أوقفوا السرقة (الانتخابات) الذي ألقى أمامه ترامب بعدها، ليتوجه أنصار الرئيس حينها إلى اقتحام الكابيتول.

وأضاف أمام اللجنة “لقد كنت متشددا جدا في وسائل التواصل الاجتماعي”، وقال: “كنت أنجذب نحو كل كلمة كان يقولها” ترامب.

وقال إنه حضر التجمع قرب البيت الأبيض، وإنه لم تكن لديه نية للسير نحو الكابيتول، إلا أن خطاب ترامب شجعه على المشاركة.

وأكد أيريس أنه لو كان على علم بأن مستشاري البيت الأبيض أعلموا ترامب أنه لا وجود لدليل حقيقي على “تزوير” في الانتخابات، لما كان قد شارك في التجمع.

كما استمعت اللجنة إلى جايسون فان تاتنهوف، المتحدث السابق باسم الجماعة اليمنية “أوث كيبرز”، والذي أصبح من أبرز معارضيها، الذي قال إن هذه الجماعات “تنتعش في البروباغندا” بالأخص “من خلال جذب الأشخاص الذين لا يعرفون أي شيء آخر من خلال الأكاذيب والمزاعم والبروباغندا والتي قد تتغلب عليهم في تلك اللحظات، أنا تغلبت علي في نقطة من حياتي أيضا”.

“المجانين”

وصف مستشارو ترامب أولئك الذين كانوا يحاولون الدفع قدما بمزاعم “تزوير” الانتخابات من خارج البيت الأبيض بـ “المجانين” وقادوا الجهود القانونية في مسعى لتغيير النتائج عبر محاكم ولايات عدة.

وشمل هذا الفريق المحاميين سيدني باول ورودي جولياني ومستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، وفي 18 ديسمبر عام 2020، أي بعد أيام على إقرار المحكمة الانتخابية فوز بايدن، قام هؤلاء الثلاثة برفقة رجل الأعمال، باتريك بايرن، بزيارة البيت الأبيض للتحدث على انفراد مع ترامب، حيث حاولوا إقناعه بحيازة أجهزة التصويت.

ووفقا لما ذكرته باول في إفادتها، فإن مستشار البيت الأبيض حينها، بات كيبولوني، أتى بسرعة إلى المكتب البيضاوي للتدخل في النقاش، وهذا نجم عنه نقاش دام ست ساعات تحول إلى “مباراة للصراخ” بين مستشاري ترامب الخارجيين الذين دعموا “تزوير” الانتخابات، مقابل مستشاري البيت الأبيض الذين حاولوا إقناعه بأنه خسر الانتخابات وأن عليه قبول ذلك، وفقا لتعبير الصحيفة.

وانتهى الجدال بتعيين ترامب باول كمستشارة خاصة، وكان في البداية قد أراد منحها مهمة حيازة آلات التصويت، لكنه تراجع عن ذلك لاحقا، وعوضا عن ذلك كتب التغريدة التي ترى اللجنة أنها تسببت بالهجوم على الكابيتول.

التغريدة

وفي الساعات التي تلت الاجتماع، في التاسع عشر من ديسمبر تحديدا، غرد ترامب ما تراه اللجنة دعوة لأنصاره كي يحملوا السلاح ويقلبوا خسارته.

وقال فيها: “احتجاج كبير في العاصمة واشنطن في السادس من يناير. كونوا هناك، سيكون جامحا!”.

وكان ترامب يشير إلى تجمع “أوقفوا السرقة” في اليوم الذي تولى فيه نائبه، مايك بنس، مهمة التصديق على النتائج داخل مبنى الكابيتول.

وترى اللجنة أن الخطاب الذي ألقاه ترامب يومها ساهم في تحفيز الحضور، وقالت النائبة ستيفاني ميرفي، إنه خرج عن نص الخطاب الأصلي ليقول: “لأنكم لن تتمكنوا من استرجاع البلاد بالضعف. يجب أن تظهروا القوة ويجب أن تكونوا أقوياء”، و”لنسر معا إلى جادة بنسلفانيا”، أي إلى مبنى الكابيتول.

ترامب.. “أعمى بإرادته”

وترى اللجنة، وفقا لـ “واشنطن بوست”، أن ترامب كان يصدق أنه فاز بالفعل، وأن ما صدر عنه كان بسبب ذلك، لكنها وفي كل الأحوال ترى أنه يجب أن يخضع للمساءلة لنشره مزاعم حول “تزوير” الانتخابات وحث الناس على التعبئة ضد المشرعين.

وردت النائبة الجمهورية، ليز تشيني، الثلاثاء، على ادعاءات أشارت إلى أن بعض مستشاري ترامب كانوا سببا في تصديق ترامب فوزه بالانتخابات، وقالت: “هذا بالطبع، هراء، الرئيس ترامب هو رجل بعمر 76 عاما، وليس طفلا يتعرض للتأثير، وكأي شخص آخر في دولتنا، فهو مسؤول عن تصرفاته وقراراته الشخصية، دونالد ترامب لا يجب أن يهرب من المحاسبة من خلال الادعاء بأنه كان أعمى بمحض إرادته”.

ويستخدم وصف “الأعمى بإرادته” (willfully blind) في المجال القانوني وفقا لقرار من المحكمة العليا صدر عام 2011، بأن الأشخاص الذين يظلون عميانا بإرادتهم يحاسبون بنفس الشكل الذي يخضع له أولئك الذين لديهم الاطلاع الكامل”.

قالت اللجنة إنها ستركز الأسبوع المقبل على ما فعله، أو لم يفعله ترامب، يوم الهجوم.

وأشارت تشيني إلى أن أحد الاتهامات الكبيرة التي يخططون لتوجيهها، والتي سبق ذكرها في جلسات استماع سابقة، هي أن ترامب “لم يرفع سماعة الهاتف في ذلك اليوم ليأمر إدارته بالمساعدة”.

وبدلاً من ذلك، كان بنس هو من كان على الهاتف من مرآب السيارات في مبنى الكابيتول، محاولا إقناع وزارة الدفاع والأمن الداخلي بقمع العنف.

وذكرت تشيني أيضا مزيدا من المزاعم حول محاولات العبث بالشهود من جانب ترامب، وقالت إنه بعد جلسة الاستماع الأخيرة، التي شاركت فيها المساعدة السابقة للبيت الأبيض، كاسيدي هاتشينسون، حاول ترامب استدعاء شاهد لم تسمه.

زر الذهاب إلى الأعلى