تاجر واشنطن “بايدن” يبيع الوهم ..وينجح..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
صالح الراشد
باع الرئيس الامريكي جو بايدن الوهم للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، فصنع لهم طواحين هواء يحاربونها وعجل له خوار ، نجح بايدن في بيع وهم العداء الإيراني للعرب والوهم الأكبر بأن الصهاينة أشقاء يمكن أن يحموا ظهور المقاتلين العرب في مواجهاتهم ضد إيران نيابة عن الصهاينة، لقد أبدع الرجل الكهل في العبث في الفكر العربي وروج لهم بأنه صانع المستقبل المبني على الأمان والتنمية، لكنه كان يزرع الموت كشرط أساسي للتنمية الصهيوعربية، وأبرق لهم في ليلة لقاء الزعماء صواريخ تقصف غزة وكأنه يقول لهم: “ما لكم وغزة وفلسطين، فهذه قضية لا شأن لكم فيها”، وصمت الغالبية في إشارة واضحة على الموافقة على القصف وإسكات الفلسطينين.
بايدن حضر للمنطقة وهو يكتسي ثوب العار والخزي وعاد مرفوع الرأس منتصراً لذاته، فبايدن جاء وهو يحمل معاناة أوكرانيا التي غزتها روسيا، ويحمل فشله في التصدي لموسكو واكتفاءه بمشاهدة ما يجري، حضر للمنطقة والتقارير العسكرية تشير إلى عدم وجود جيش أمريكي أوروبي قادر على خوض أي حرب برية والإنتصار فيها، كون هذه الجيوش مدربة على الهجمات السرعية الخاطفة وليس على الحروب طويلة الأمد، جاء ويده ممدودة كمتسول يطلب الدعم العربي في الحفاظ على سعر النفط حتى لا يسقط مبكراً، جاء يطلب أن يستمر بيع النفط بالدولار حتى لا تنهار عملة الكذب والخداع التي أنقذها قرار بيع النفط بالدولار بعد الإخلال باتفاقية برايتون وودز وفضحية نيكسون الشهيرة.
لذا فقد جاء بايدن مستسلماً للواقع المر الذي فرضته على واشنطن سياستها المتعجرفة وبيعها لحلفائها دون مقابل، جاء ليفاجأ بالكرم العربي الأصيل بأنهم ذبحوا حصانهم الوحيد حتى يأكل ضيفهم، فقد توحد العرب خلف طلبه بمواجهة إيران والحفاظ على تعهدهم بدعم النفط والغذاء، وهو ما سيدخل العرب في مواجهة مستقبلية مع روسيا والصين، لقد كان بإمكان القادة العرب أن يستغلوا الموقف ويفرضوا شروطهم لتقديم المساندة للولايات المتحدة، وفي مقدمتها نيل فلسطين إستقلالها ووقف الإعتداءات الصهيونية، لكن بايدن استبق الجميع ولعب بذكاء ودهاء فزار فلسطين أولاً وباع الرئيس محمود عباس الوهم بدولة صعبة المنال، ومنحهم القليل من المال وزاد من فسحة التكنولوجيا المراقبة من قبل أجهزة الكيان.
لقد أراد بايدن من زيارته ضمان استقرار وضعه الخاص في البيت الأبيض وأراد عمل تحالفات إقتصادية قوية مؤثرة على الصعيد العالمي، وهو أمر لم يجده في القارة الأوروربية الواقعة في القبضة الروسية، فجاء يطلب العون والمدد ليجد نفسه صاحب القرار الأوحد بفرض الواقع الذي يُريد، ليعود مزهوا مختالاً فقد منح الصهاينة مكانة كبيرة وعقود بمليارات الدولارات وأظهر العين الحمراء لطهران، ونال صفة موحد العرب صوب الهدف الأمريصهيوني بعدما نال لقب الرئيس الفخري للكيان الصهيوني، لقد نجح بايدن في بيع الوهم وبضاعته الفاسدة الكاسدة، بعدما استطاع والإعلام التابع لدولته من زراعة الرعب من الخطر الإيراني والأمان مع الصديق الصهيوني، ليربح معركة العقول والقلوب العربية بجدارة وكفاءة.