مع إنتهاء زيارة بايدن للمنطقة.. قمة إيرانية روسية تركية في طهران لتنسيق المصالح الثلاثية المشتركة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء أن بلاده ستواصل القتال “ضد المنظمات الإرهابية” في سوريا قريباً، وأضاف أن تركيا تعتمد على دعم روسيا وإيران “في مواجهة الإرهاب” ومشيراً إلى أن “الكلام لا يكفي”.

وقال “ما ننتظره من روسيا وإيران هو دعمهما في مواجهة الإرهاب”، بعدما عدّد الفصائل الكردية الرئيسية التي تنشط في شمال شرق سوريا على الحدود التركية حيث يهدّد بشنّ عملية عسكرية منذ شهرين.

وأكد الرئيس التركي أن وحدات حماية الشعب الكردية “تتخذ خطوات لتقسيم سوريا بدعم أجنبي” مضيفاً أن تخليص البلاد منها “سيعود بالفائدة على الشعب السوري”.

ونفذت أنقرة أربع عمليات في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي واستهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال أردوغان إن تركيا ستستهدف مرة أخرى وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها جماعة إرهابية، على الرغم من معارضة روسيا وإيران.

وأشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، بـ”التعاون الطويل الأمد” بين إيران وروسيا، داعياً لتعزيزه بين البلدين الخاضعين لعقوبات من دول غربية.

وقال خامنئي وفق بيان نشره موقعه الالكتروني، إن “التعاون الطويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بفائدة عميقة على البلدين”، مشيراً إلى وجود “العديد من التفاهمات والعقود بين البلدين، بما في ذلك في مجالي النفط والغاز، يجب أن تتم متابعتها وتنفيذها بالكامل”.

وبخصوص المسألة السورية، قال رئيسي في خطاب بثه التلفزيون إن إيران تدعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا.

وأضاف “مصير سوريا يجب أن يقرره شعبها دون أي تدخل أجنبي… الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية المحتلة يزعزع استقرار سوريا… الوجود القوي للجيش السوري سيساعد في الحفاظ على وحدة البلاد”.

“تقدم في مفاوضات تصدير الحبوب”
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحراز تقدم في المحادثات حول تصدير الحبوب الأوكرانية، شاكراً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بحسب ما أعلنه مسؤول في الكرملين.

وقال بوتين متوجّهاً إلى إردوغان في تصريحات أوردها الكرملين في بيان “بفضل وساطتكم، أحرزنا تقدّماً. لم تحلّ كل المسائل بعد، هذا صحيح، لكن هناك حركة وهذا أمر جيّد”.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن “وثيقة نهائية” ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، في أعقاب مباحثات بهذا الشأن استضافتها تركيا.

واستضافت إسطنبول الأربعاء مباحثات بين موسكو وكييف لكسر الجمود في تصدير الحبوب من أوكرانيا الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا رداً على الغزو.

وتهدف الاتفاقية التي تم التفاوض عليها من خلال الأمم المتحدة إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب المحجوزة في الصوامع الأوكرانية عبر البحر الأسود بسبب الهجوم الروسي.

وثيقة تفاهم إيرانية-روسية
أعلنت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط، الإثنين، وشركة غازبروم الحكومية الروسية توقيع “وثيقة تفاهم” قيمتها نحو 40 مليار دولار، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي التابع لوزارة النفط الإيرانية.

ويأتي الإعلان بعيد وصول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طهران، للمشاركة في قمة إيرانية-روسية-تركية، لبحث الملف السوري، وتداعيات غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال المكتب الإعلامي لوزارة النفط الإيرانية إن شركة غازبروم ستساعد إيران في تطوير حقلين للغاز (حقل كيش وحقل  غاز البارس الشمالي) إضافة إلى 6 حقول نفطية أخرى.  وذكر المكتب أن غازبروم ستشارك أيضاً في استكمال مشاريع إنتاج الغاز السائل، وبناء خطوط أنابيب.

وتمتلك إيران أكبر ثاني مخزون للغاز عالمياً بعد روسيا، غير أن العقوبات الأمريكية عليها منعتها من الوصول إلى التكنولوجيا المطلوبة لاستخراج تلك المواد كما بطأت تطوير قطاع تصدير الغاز

قمة ثلاثية
أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء، وصول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طهران للمشاركة في قمة إيرانية-تركية-روسية حول سوريا. وهذه أول سفرة لبوتين خارج بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وسيعقد بوتين مع إردوغان لقاء ثنائياً مرتبطا بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأظهرت لقطات بثّها التلفزيون الرسمي بوتين وهو ينزل من الطائرة في مطار مهرآباد بطهران، في ثاني زيارة خارجية له منذ بدء قواته هجوماً واسعاً في الأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير.

وتستضيف طهران القمة الثلاثية وتركّز على ملف النزاع في سوريا تجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان اللذين سيعقدان بدورهما لقاء ثنائيا يرتبط بتداعيات غزو موسكو لأوكرانيا.

ووصل أردوغان إلى طهران ليل الاثنين، وأقام له رئيسي صباح الثلاثاء استقبالا رسميا في مجمع سعدآباد التاريخي في شمال العاصمة، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني يوم الثلاثاء، إن بوتين وصل إلى إيران، في أول زيارة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ غزو أوكرانيا، لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي بخصوص الصراع السوري.

ويستضيف رئيسي أردوغان وبوتين في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار “عملية أستانا للسلام” الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ العام 2011.

وأدت كل من روسيا وإيران وتركيا دورا محوريا في النزاع السوري منذ اندلاعه. وقاد دعم موسكو وطهران للرئيس بشار الأسد إلى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.

وأكد الكرملين لدى الإعلان عن القمة هذا الشهر أنها ستخصص لملف سوريا.

ويلوّح أردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

وتخشى أنقرة وجودا قويا لأكراد سوريا عند حدودها، ما قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.

ويرى خبراء أن أردوغان سيسعى للحصول على موافقة إيران وروسيا لشنّ العملية، إلا أن ذلك دونه حسابات معقّدة، إذ سبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن “تُحجِم” أنقرة عن شنّ الهجوم، بينما حذّرت طهران من عملية تؤدي الى “زعزعة أمن المنطقة”.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الاثنين “بطبيعة الحال، في الوضع الدقيق الحالي، أحد المواضيع على جدول أعمال الاجتماع هو أنه عوضا عن اللجوء الى الحرب والتسبب بموجة جديدة من اللاجئين السوريين، يمكننا المساعدة في حل المشكلة من خلال الوسائل السياسية”.

وأضاف “خلال زيارتي أنقرة وسوريا، حملت رسالة الرئيس (الإيراني) بشأن قدرتنا على التعامل مع الأزمة الأمنية بين سوريا وتركيا”، معتبرا أنه في قمة الثلاثاء “يمكننا تحقيق الهدف المهم من عملية أستانا، وهو خفض التوترات في مناطق النزاع بسوريا”.

Back to top button