مع اقتراب وصول الوسيط الأمريكي الى لبنان… العهد يهلّل للتصعيد ويبحث في زواريب التسوية!
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
ايناس كريمة
يقترب موعد وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان من جديد للبحث في ملفّ ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. غير أن الظروف التي تُحيط بالزيارة هذه المرة تبدو مختلفة، إذ تأتي بعد خطاب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله والذي تضمّن تهديدات عالية السقف اضافة الى المسيّرات التي أطلقها “الحزب” والتي أوصلت رسالة واضحة عن استعداد “الحزب” لمزيد من التصعيد من خلال خطوات عسكرية جدية في حال عدم حصول تسوية مناسبة.
السؤال الأساسي في هذا الموضوع يكمن في امكان أن يحمل هوكشتاين عملياً جملة مقترحات من الجانب الاسرائيلي تكون بمثابة فرصة للتسوية تقبل بها السلطات اللبنانية من دون إحراج أمام الرأي العام اللبناني. فهل هذا هو المسار المتوقع أن ينطلق منه هوكشتاين؟
من الواضح أن المفاوضين في لبنان، “عهد” رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه “التيار الوطني الحر” يرغبون بالوصول الى تسوية جدية حول الحدود البحرية وعدم الذهاب نحو التصعيد رغم تهليلهم لتهديدات “حزب الله”. ولكن حتى لو اختار “العهد” التنازل مجددا فهو لا يبدو قادراً ، لا من قريب ولا من بعيد، على تقديم أي تنازل أمام الرأي العام في ظل الحملات السياسية والشعبية التي تحاصره، وبالتالي بات واضحاً أن الكرة أصبحت في الملعب الاسرائيلي وملعب الوساطة الاميركية.
فهل تتنازل اسرائيل فعلا؟
تؤكد المصادر بأنه من الصعب على اسرائيل تقديم تنازلات حقيقية واكثر جدية من تلك التي قدمتها سابقاً، بمعنى اخر أن من المستحيل أن تتخلى عن المنطقة في البلوك رقم 8 والتي تعرّج لأجلها خط 23 باقتراح هوكشتاين السابق.
وبحسب المصادر فإن إمدادات النفط والغاز التي تصدّرها اسرائيل الى أوروبا يجب أن تنسلّ عبر أنابيب تمرّ بجزء من البلوك 8، وبالتالي فإن التراجع عن المطالبة بهذا الجزء الصغير من البلوك ليس تراجعًا عن مساحة جغرافية ما وإنما عن منطقة استراتيجية يمرّ بها أنبوب النفط، يؤثر على مجمل التجارة بين تل أبيب والاتحاد الاوروبي.
لذلك فإنّ التنازل عن قانا وإن كان يبدو ممكناً اكثر من الخط المتعرّج الذي يقضُم الخط 23 ، الا أن لا معلومة واضحة توحي بأن هوكشتاين يحمل معه مبادرة صريحة بالتنازل الاسرائيلي عن كامل حقل قانا وبالتالي حصول لبنان عليه بالكامل. كل ذلك يخدم فكرة أن اسرائيل غير قادرة أصلاً على التنازل في السياسة، لأن تنازلها بعد تهديدات “حزب الله” يعني أنها قررت الانهزام قبل بدء المعركة!
من هنا يصبح الحديث عن تنازلات اسرائيلية قبل شهر ايلول وهماً او اقلّه صعباً، وعليه فإن التوترات ستتظّهر اكثر خلال الايام المقبلة وربما تحصل مشاغبات ميدانية وعسكرية قبل نهاية شهر آب ويصبح أيلول اكثر سخونة إذا ما استمر الواقع الديبلوماسي وعملية التفاوض ضمن السقف الحالي لكلا الطرفين.