برغم المعاناة يبقى الجيش اللبناني
بقلم: الإعلامية أماني نشابة
النشرة الدولية –
في كل دول العالم، يحظى الجيش بمكانة مرموقة ممزوجة بالحب والوفاء لهم لما يقدمونه لبلادهم، مع العمل على تعزيز قوته حتى يكون قادراً على أداء مهامه.
«الجيش اللبناني» شكلت نواته الأولى تحت قيادة الأمير فخر الدين الثاني المعني في وقت مبكر من القرن 17 في عهد إمارة لبنان (1516-1840).
وجاء أول انتصار كبير في 31 أكتوبر 1622 ضد العسكر العثماني في معركة مجدل عنجر، هو تاريخ مشرف، سوف يبقى مشرفاً لا يمكن لأي مواطن شريف نسيانه أو إنكاره.
فعلى الرغم من أن عدد الجيش اللبناني لم يتعدى 5000 جنديا لبنانيًا ضد 12000 جندي عثماني، الا ان الانتصار كان حليف فخر الدين الذي تمكن من القبض على باشا دمشق نفسه.
لكن ما يحدث للجيش هذه الأيام، لا يدعو سوى ان نتساءل من هو المسؤول عن تدهور الوضع المعيشي للعسكري اللبناني، وهو ما عكسه السقف العالي المرتفع الذي انطلق منه قائد الجيش، العماد جوزيف عون، وهو يتحدث عن أحوال العسكريين الاقتصادية.
العماد عون، لم يتردد بانتقاد وبحدة عالية، الطبقة السياسية، ويتطرق لحجم التململ الذي يحدث داخل المؤسسة العسكرية، بعد أن وصل راتب العسكري ليس أكثر من 120 دولار، بعد ان كان قبل سنة ونصف ما يقارب ال 800 دولار.
الجدير ذكره أن تعداد الجيش اللبناني يصل الى 74 ألفاً، علماً بأنه في عام 2017 اتُّخذ قرار بوقف التوظيفات في القطاع العام، إلا أنه وفي إطار «التوظيفات العشوائية غير القانونية» التي سبقت الانتخابات النيابية الأخيرة أُدخل إلى الأجهزة الأمنية نحو 5000 عنصر معظمهم إلى الجيش اللبناني. ويبلغ عدد ضباط الجيش نحو 5 آلاف، وبات الملازم، أي الضابط الأدنى رتبة، يتقاضى حالياً 227 دولاراً أميركياً بينما يتقاضى الأعلى رتبة وهو اللواء 805 دولارات.
في سياق متصل كان نفى قائد الجيش المعلومات التي تحدثت عن فرار عسكريين في سبيل البحث عن مجالات عمل اخرى تؤمن راتباً افضل، وتطرق العماد جوزيف عون، يومها عن تأثير سلبي للوضع الحالي، خاصة لخفض موازنة المؤسسة العسكرية على معنويات العسكريين.
ووجع العسكريين اللبنانيين، كما هو مثل كل المواطنين من معاناة للأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة، لكن حالهم ووجعهم أصعب من ناحية عدم قدرتهم العمل في أي مجال آخر، اثناء عملهم في المؤسسة العسكرية، عدا عن أنهم يضعون دمهم على يدهم وهم المولجون بحماية البلد واستقراره».
في كل دول العالم، التي تحترم نفسها وكيانها، كيف لها أن تقبل أن يتلقى جيشها مساعدات سواء أكانت غذائية او مالية او حتى على شكل معدات عسكرية!
وفي هذا السياق نطرح السؤال غير البريء لماذا انخفضت موازنة المؤسسة العسكرية، على النحو التالي: الصيانة والمنشآت 60%، ونفقات الغذاء 40%، ونفقات التسليح والذخيرة 90%».
هو سؤال غير بريء، ولأن كل دول العالم تعمل على تعزيز قوة الجيش وترفع موازنته لانه يبقى صمام الأمان للوطن، لماذا عندنا تقليص ميزانيته؟
قالوا في حب الجيش اللبناني، يا سيف قاطع عالعدا منسّل حامي عرض ارزات موطنّا …مكشّر ع بغي وقسوة المحتل حتى حقول التبغ تتهنّا دمّك كرامة بهالارض منبّل عزّك شهامة وحق عاجنّا.