شهر محرم
بقلم: صباح العنزي

النشرة الدولية –

ها نحن قد دخلنا في شهر محرم شهر الله المعظم الذي عظمه عن باقي الشهور، وكان من الأشهر الحرم ألا وهي ذو العقدة وذو الحجة ومحرم ورجب

يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم..)

فما الذي يجب علينا في هذا الشهر الفضيل وكيف لنا ألا نظلم أنفسنا فيه؟

كل معصية يرتكبها الإنسان فهي ظلم لنفسه، لأنه بذلك يوردها المهالك في الدنيا والآخرة ولا ننسى أن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان أشد عند الله وأكبر والاعتداء على حقوق الغير لهو اشد المعاصي والآثام لأن الله عدل فلا يرضى لعبد أن يظلم في رحاب مملكته.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أعان ظالما على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب آيس من رحمة الله».

وقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده».

وفي قصص الظلم والمظلومين لآيات للشاهدين وعبرة للمتقين فأول الظلم على وجه الأرض كان قتل قابيل لأخيه هابيل حسدا وبغضا ومعصية لأمر الله سبحانه وتكبرا على قضائه.

وفي شهر محرم هذا لقصة يندى لها الجبين ويعتصر فيها القلب حزنا وألما لما لها من ذكرى أليمة شديدة على الإسلام والمسلمين ألا وهي حادثة قتل سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام، وقد مدحه رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

ففي هذا الشهر الحرام قتل الحسين من الفئة الباغية الظالمة التي لم تراع حرمة هذا الشهر فقد قتلوه بأشد وأبشع قتلة ونحروه ظلما وعدوا، أفلا يستحق سبط النبي أن نقيم له العزاء؟ ألا يستحق ريحانة الرسول أن نذرف الدمعة حزنا وأسفا عليه؟

ونحن بهذا الشهر الفضيل شهر الله الحرام الذي حرم فيه القتال على المسلمين يجب علينا كمسلمين أن نذكر سبط النبي وأن نترحم عليه وأن نعزي أنفسنا وأهلينا وبعضنا البعض بذكرى شهادته، فلا يوم كيومك يا أبا عبدالله أيها الشهيد المظلوم

عظّم الله أجورنا وأجوركم أيها المؤمنون بذكرى استشهاد شهيد الإسلام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام سبط النبي صلى الله عليه وآله.

زر الذهاب إلى الأعلى