بحماية عسكرية.. مغادرة أول سفينة حبوب أوكرانية منذ فبراير الماضي متجه إلى لبنان.. والأمم المتحدة ترحب

النشرة الدولية – الأمم المتحدة –

دخل اتفاق اسطنبول “البحر الأسود”، بين روسيا وأوكرانيا بشأن توريد الحبوب، حيز التنفيذ الفعلي، اليوم الإثنين، بعد إنطلاق أول سفينة محملة بالحبوب من ميناء أوديسا، وعلى متنها ما يقارب 26 ألف طن من حبوب الذرة، متجهة إلى ميناء طرابلس في لبنان، بحسب ما أعلن وزير البنية التحيتة الأوكراني.

ومن جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ترحيبا حارا بإبحار السفينة إم/ في رازوني، وهي أول سفينة تجارية تغادر ميناء أوديسا الأوكراني منذ 26 فبراير الماضي، ومحمّلة بـ 26,527 طنا من الذرة.

ويأتي تحرك هذه السفينة والتي أحيطت بموكب من السفن العسكرية لحمايتها، بموجب مبادرة البحر الأسود للحبوب الموقعة في إسطنبول في 22 يوليو الماضي.

ومن المقرر أن تصل السفينة إلى موقع التفتيش في المياه الإقليمية التركية غدا الثلاثاء،  وبعد التفتيش، ستنتقل إلى وجهتها النهائية في طرابلس شمال لبنان.

وفي بيان له أمام الجمعية العامة اليوم الإثنين، عبر الأمين العام عن أمله في أن تكون هذه هي السفينة الأولى من بين العديد من السفن التجارية التي تتحرك بما يتماشى مع مبادرة البحر الأسو التي تم التوقيع عليها لجلب الاستقرار والإغاثة اللذين تمسّ الحاجة إليهما للأمن الغذائي العالمي.

كما أعرب الأمين العام عن سروره بأن السفينة غادرت بأمان، لافتا إلى أن ذلك بفضل الجهود الحثيثة، والإشراف العام، والتنسيق من قبل مركز التنسيق المشترك.

ونوه إلى “إن السفينة، محمّلة بسلعتين متوفرتين، وهي الذرة والأمل”. وأوضح قائلا إنها محمّلة بأمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعتمدون على سلاسة العمل في موانئ أوكرانيا لإطعام لأسرهم. وقال “يُعدّ ضمان توفر الحبوب والأسمدة والمواد الغذائية الأخرى ذات الصلة بأسعار معقولة للبلدان النامية، واجبا إنسانيا.”

وأضاف أن الأشخاص على شفا المجاعة بحاجة إلى هذه الاتفاقات لكي تنجح من أجل البقاء على قيد الحياة. وتحتاج البلدان التي على وشك الإفلاس إلى تفعيل هذه الاتفاقات من أجل الحفاظ على اقتصادات زاخرة.

ودعا غوتيريش إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقال”بينما لا تزال هذه الحرب المأساوية مستعرة، تعمل الأمم المتحدة كل يوم لتقديم الإغاثة لشعب أوكرانيا، ولأولئك الذين يعانون من آثار الصراع في جميع أنحاء العالم.”

وكان مركز التنسيق المشترك قد وافق على الإحداثيات والقيود المحددة للممر البحري الإنساني الآمن وأبلغ عن هذه التفاصيل وفقا لإجراءات الملاحة الدولية.

وقد طلب المركز من جميع المشاركين فيه إبلاغ السلطات العسكرية والسلطات الأخرى ذات الصلة بهذا القرار لضمان المرور الآمن للسفينة.

كما تحقق المركز من قدرة السفينة على المغادرة ومن جاهزية الميناء في أوديسا قبل هذا التفويض.

بمجرد مغادرتها أوديسا، من المتوقع أن تصل السفينة إلى موقع التفتيش في المياه الإقليمية التركية يوم غد 2 آب/أغسطس. وبعد خضوعها للتفتيش، ستتجه إلى وجهتها النهائية في طرابلس بلبنان.

ويراقب مركز التنسيق المشترك الممر الآمن للسفينة عبر الممر البحري الإنساني الآمن.

وتسمح مبادرة البحر الأسود بخروج أحجام كبيرة من الصادرات من ثلاثة موانئ أوكرانية: أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وجنبا إلى جنب مع التسهيل المتفق عليه للوصول دون عوائق للمنتجات الغذائية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، فإن ذلك سيجلب الإغاثة والاستقرار لأسواق الغذاء العالمية ويساعد في معالجة أزمة الغذاء العالمية.

وأفاد بيان منسوب إلى المتحدث باسمه صدر في وقت سابق اليوم حول أول سفينة شحن تبحر كجزء من مبادرة البحر الأسود للحبوب، بأن “المغادرة الأولى هي إنجاز جماعي لمركز التنسيق المشترك (JCC) الذي تم إنشاؤه في إسطنبول تحت رعاية الأمم المتحدة، ويتألف من ممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الروسي وتركيا.”

وأضاف البيان أنه منذ ذلك الحين تعمل الأطراف، بمساعدة الأمم المتحدة، بلا كلل لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها ضمن تلك المبادرة.

وتابع البيان يقول: “يحيي الأمين العام جهودها (الأطراف) ويعرب عن امتنانه لتركيا على قيادتها.”

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة ترحب ببدء مركز التنسيق المشترك عمله لتنفيذ صفقة صادرات الحبوب الأوكرانية
السفينة تغادر بأمان

كما أعرب الأمين العام عن سروره بأن السفينة غادرت بأمان، “وذلك بفضل الجهود الحثيثة، والإشراف العام، والتنسيق من قبل مركز التنسيق المشترك.”

وتماشيا مع الروح الإنسانية للمبادرة، يعتزم برنامج الأغذية العالمي أيضا شراء وتحميل وشحن 30,000 طن متري من القمح من أوكرانيا، على متن سفينة مستأجرة للأمم المتحدة، وسينشر البرنامج المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.

وأشار غوتيريش إلى أن مغادرة السفينة هي أول نتيجة ملموسة لمبادرة حبوب البحر الأسود.

وقال: “لقد كانت رحلة طويلة منذ أن قدّمت اقتراحا لقادة الاتحاد الروسي وأوكرانيا في نهاية نيسان/أبريل.” وقد عملت الأطراف بلا كلل للوصول إلى هذا المعلم.

وتابع يقول إن الفضل يعود إلى الالتزام: “بعد التحدّث إلى زملائي، أعلم أنهم عملوا عمليا طوال الليل، وناموا لمدة ساعة واحدة فقط – مثل جميع الوفود الأخرى في مركز التنسيق المشترك.”

أوكرانيا تتعهد

وأعلن الناطق باسم الرئيس الأوكراني/ بأن بلاده ستبقى ضامنة للغذاء العالمي، وأنها لا تريد تكرار المجاعة التي شهدتها البلاد في ثلاثينيات القرن الماضي.

وأشار إلى أنه من المرجح خلال أيام مغادرة سفينة أخرى محملة بالحبوب متجهة إلى الصومال، بحسب وزارة البنية التحتية الأوكرانية، إلا أن تلك السفينة بالتحديد سترافقها قطع عسكرية وفقا للجيش الأوكراني، لأن المسار الذي الذي ستسلكه السفينة خلال إبحارها سيشهد عملية إزالة الألغام.

وتابع أن السفن الحربية الأوكرانية سترافق سفينة الحبوب، المزمع انطلاقها، إلى نصف الطريق إلى المياه الإقليمية، ومن بعدها سترافقها قطع عسكرية تركية إلى الموانئ التركية، ومن بعدها إلى الموانئ العالمية.

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت صباح اليوم مغادرة أول شحنة حبوب أوكرانية ميناء أوديسا الأوكراني، الإثنين، بموجب اتفاق دولي مبرم مع روسيا في اسطنبول.

وميدنيا، نقل مراسلنا عن الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية تحاول – حتى اللحظة – تعزيز قدراتها العسكرية في جنوب البلاد، خاصة في خيرسون وزاباروجيا، بنقل قوات من المناطق الشمالية الشرقية إلى المناطق الجنوبية، خاصة بعد إعلان الجانب الأوكراني إحراز تقدم في الجنوب.

وكان مركز التنسيق المشترك قد وافق على الإحداثيات والقيود المحددة للممر البحري الإنساني الآمن وأبلغ عن هذه التفاصيل وفقا لإجراءات الملاحة الدولية.

وقد طلب المركز من جميع المشاركين فيه إبلاغ السلطات العسكرية والسلطات الأخرى ذات الصلة بهذا القرار لضمان المرور الآمن للسفينة.

كما تحقق المركز من قدرة السفينة على المغادرة ومن جاهزية الميناء في أوديسا قبل هذا التفويض.

بمجرد مغادرتها أوديسا، من المتوقع أن تصل السفينة إلى موقع التفتيش في المياه الإقليمية التركية يوم غد 2 آب/أغسطس. وبعد خضوعها للتفتيش، ستتجه إلى وجهتها النهائية في طرابلس بلبنان.

ويراقب مركز التنسيق المشترك الممر الآمن للسفينة عبر الممر البحري الإنساني الآمن.

 

زر الذهاب إلى الأعلى