الأمانة العامة
بقلم: د. نرمين الحوطي

النشرة الدولية –

دعوة كريمة من صديق كريم وزميل يمتاز بعشقه للمسرح أ.نصار النصار لحضور مسرحيته «الأمانة العامة»، والتي عرضت ليومين فقط الخميس والجمعة الماضيين على مركز عبدالعزيز حسين الثقافي.

قبل أن أخوض في التحليل للمسرحية يجب علي أن أسلط الضوء على نقطة مهمة وهي أن العاشق للمسرح لا يهتم بما يواجهه من نواقص، فالعاشق للمسرح يقوم بتسخير ما يمتلكه من أدوات حتى لو كانت تلك الأدوات لا شيء! هذا ما تعلمته من أساتذتي، أن نسخر الأشياء ولا نتذمر منها وعليها، وهذا ما فعله نصار النصار كمخرج للأمانة العامة.

نبدأ سطور نقدنا، وهو ليس بنقد بل ملاحظات على مسرحية «الأمانة العامة» والتي قام بتأليفها نادر قطب، وكما ذكرنا قام بإخراجها: نصار النصار، أما الممثلون فهم كثيرون وجميعهم بلا استثناء أبدعوا في أدائهم التمثيلي وأخص «مصطفى أشكناني الذي أرفع له القبعة على هذا الأداء المتميز»، لكن وكما ذكرت في السابق هو ليس بنقد بل ملاحظات على مسرحية «الأمانة العامة» ولكم بعض هذه الملاحظات:

المسرحية تناقش قضية وفكرة محددة فهي تناقش واقعنا، وما يميزها أنها بدأت من حيث انتهى واقعنا.

حملت المسرحية مشاهد وحوارات عديدة رمزية سياسية «فالرمزية» هي المدرسة الوحيدة والمباشرة التي عندما نريد أن نخاطب السياسة نقوم بالاستعانة بها، ومثل ما قالوا: «اللبيب بالإشارة يفهم»، وتلك كانت حرفية وأسلوب المؤلف في كتابته لحوارات بعض الممثلين وقام بتوظيفها إخراجيا على المسرح بأسلوب متميز نصار النصار، ونقول لك: «الإشارات اوصلت»، ولكن الإطالة أ.نصار أتمنى منكم ومن مؤلف العرض الاستغناء عن بعض الحوارات التأكيدية في المستقبل إذا قمتم بعرضها مرة أخرى أو قمتم بتسجيلها لعرضها لأن المفهوم القضية «واصل» دون أي تأكيدات حوارية لذلك، فعلى سبيل المثال تسليط الضوء على المرأة أخذ مساحة حوارية كبيرة مع العلم أن المعلومة «اوصلت»، وغيرها من قضايا تعرضت لها المسرحية وكان الحوار نوعا ما مطولا.

ورغم هذا التطويل إلا أننا لم نشعر بالملل لكن من رأي شخصي أتمنى أن تبتعد عن الحوارات التأكيدية والتكرارية، وقبل ختام مقالي وجب علي أن أسلط الضوء على ديكور «الأمانة العامة» وهو من تصميم مهندس الديكور أحمد السلمان الذي أبدع في ديكوراته وأخص الفصل الثاني من المسرحية، وكيف قام السلمان بتسخير الرمزية ليحاكي به الواقع ويناقش الاقتصاد والسياسة من خلال الديكور وتوظيف الرؤية الإخراجية من خلال ديكوره «Chapeau» لجميع فريق «الأمانة العامة».

مسك الختام: لمن يملك القرار سؤال: لماذا لاتمنح تلك العروض المسرحية الفرصة بأن تعرض على مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي؟

زر الذهاب إلى الأعلى