مواقف عربية عارية .. والفلسطينيون يتوحدون
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –
أذهلتنا المواقف العربية من الهجوم الصهيوني على غزة، حين طلبت مجموعة من الدول العربية من حماس والجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني ضبط النفس وعدم التصعيد العسكري، فالدول العربية تريد من المتضرر أن يصمت ولا يدافع عن نفسه، فيما قالت للمعتدي يكفي ما قتلت ولنرجع أصدقاء ونحن نسامحكم بالدم البريء الذي أريق ولا نريد ديته ولا الثأر له، فنحن كعرب نخاف على شعبكم وعلى ما بقي من أهل غزة فأوقفوا القصف وأنتم يا أهل غزة لا تطلقوا صواريخكم.

هذه الرسالة العربية الكارثية التي صدرت وأتبعتها بعض الدول بشجب خجول واستنكار أكثر خجلاً، مما سيمهد الطريق أمام الصهاينة للإعتداء مجدداً على غزة في ظل الموقف الأمريكي المعروف، بتأييد واشنطن المطلق للقصف الصهيوني معتبرين أن الاطفال الذين استشهدوا مجرد أخطاء بشرية غير مقصودة، كما حصل باغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة، لتكون الرسالة الأمريكية بعد زيارة بايدن للمنطقة ان العرب وبالذات الفلسطينيين لا قيمة لهم في الحروب وانهم مجرد ضحايا إضافية.

وفي ظل هذه المواقف المعيبة عالمياً المُخجلة عربياً لم يتبقى لغزة غير سلاحها وأبنائها للذود عنها ونصرتها، وعليهم عدم الانجرار خلف تصريحات الكيان ان المقصود بالهجوم هو الجهاد الإسلامي، كون المقصود هنا تمزيق القوة العسكرية وفصل حماس وغيرها من المنظمات عن الجهاد، فالصاروخ حين يسقط وينفجر لا يطلب هويات القتلى ليتأكد من انتماءاتهم، مما يؤكد ان الهدف قتل كل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وحجر.

والمصيبة ان قنوات عربية فتحت شاشاتها لمجموعة من الناطقين باسم الكيان الصهيوني لتبرير سلوكه الإجرامي، لتكون هذه القنوات شريك كامل الشراكة بقتل الفلسطينيين من خلال توفير الغطاء الإعلامي للوحشية الصهيونية، ليأتي الرد على الصهاينة وأتباعه من أهل فلسطين بجميع المدن حيث خرج أبناء فلسطين في فلسطين التاريخية والضفة وغزة والقدس في مظاهرات ضد الهجوم الصهيوني، معلنين ان شعب فلسطين واحد وغير قابل للتقسيم ولن يرضى بالانفراد الصهيوني بجهات فلسطينية حتى لا يصرخ آخر الشعوب المُحتلة في العالم “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

زر الذهاب إلى الأعلى