إرتفاع أعدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 41 قتيلا و215 جريحا.. والأمم المتحدة تدعو إلى وقف العنف التصعيد

أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى في موجة العنف الأخيرة في القطاع بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، إلى 32 بينهم ستة أطفال، في وقت أطلقت صفارات الانذار الاحد في منطقة القدس للمرة الاولى منذ بدء التصعيد المسلح المستمر .

وكشفت الوزارة أن الغارات التي تشنها إسرائيل منذ الجمعة أودت بحياة هؤلاء الأشخاص وأسفرت عن 215 جريحا، ولكن إسرائيل نفت ذلك.

وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، عن قلقها البالغ إزاء التصعيد “المستمر والخطير” للعنف في غزة ومحيطها بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل.

وحتى الآن أودت الضربات الجوية الإسرائيلية بحياة 41 فلسطينيا، من بينهم أطقال.

وتشير التقارير إلى إصابة أكثر من 100 فلسطيني وسبعة إسرائيليين بجراح. كما تعرضت المناطق السكنية في كل من غزة وإسرائيل للقصف ولحقت الأضرار بالمنازل؛ وباتت 31 عائلة في غزة بلا مأوى.

وقالت هاستينغز في بيان صدر يوم السبت: “الوضع الإنساني في غزة متردّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءا.”

ودعت إلى ضرورة أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل.

وقالت “يجب أن تحترم جميع الأطراف مبادئ القانون الدولي الإنساني بما في ذلك مبادئ التمييز وتوخي الحيطة والتناسب.”

وحذرت المسؤولة الأممية قائلة إن من المقرر أن ينفد وقود محطة توليد الكهرباء في غزة اليوم؛ وقد تم بالفعل قطع الكهرباء، مشيرة إلى أن استمرار تشغيل مرافق الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمستودعات والمواقع التي تأوي المهجّرين أمر ضروري، وغدت الآن معرضة للخطر.

وحثت على ضرورة ألا يتم تعطيل حركة العاملين في المجال الإنساني، ونقل الحالات الطبية الحرجة، والبضائع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود إلى غزة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

ودعت السلطات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المسلحة لأن تسمح على الفور للأمم المتحدة “وشركائنا في المجال الإنساني بإدخال الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ونشر العاملين في المجال الإنساني وفقا للمبادئ الدولية” وهذا يشمل على وجه التحديد ضمان الوصول والسلامة من خلال المعابر الحدودية الرئيسية.

وقالت: “نحن نقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف كافة لضمان الوفاء بالاحتياجات الإنسانية.”

وناشدت منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام، تور وينسلاند، لجميع الأطراف وقف التصعيد الفوري ووقف العنف، لتجنب التداعيات المدمرة ولا سيما على المدنيين.

وتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قتل أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، وواصلت سرايا القدس -الجناح العسكري للحركة- إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية دون الإعلان عن أي خسائر.

وتركزت الغارات الإسرائيلية على وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في حين قال الجيش الاسرائيلي إن آخر هجوم له في جباليا كان في وضح النهار، وزعم كعادته بأن الأطفال القتلى كانوا ضحية إطلاق خاطئ لصاروخ فلسطيني.

وتتواصل الرشقات الصاروخية من غزة باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، في الوقت الذي هدد فيه الجيش الإسرائيلي بضرب حركة الجهاد الإسلامي ضربة قاتلة.

ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخا وأيضا قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنة ناحال عوز شرق القطاع.

وكانت حركة “الجهاد” قد أكدت مقتل أحد كبار قادة جناحها العسكري في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان إن” سرايا القدس تزف القائد الكبير خالد سعيد منصور عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية الذي لقي حتفه جراء غارة إسرائيلية استهدفته مساء أمس بمدينة رفح”، وفقما نقلت “رويترز”.

وذكرت مصادر أن عملية استهداف منصور، أسفرت كذلك عن إصابة أكثر من 40 شخصا.

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وحثت الخارجية في بيان يوم تعليقا على العدوان الإسرائيلي، الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد بعد الغارات الجوية على غزة والهجمات الصاروخية على إسرائيل.

وكان السفير الأميركي في إسرائيل توم نايدز قد قال في تغريدة عبر “تويتر” إن “الولايات المتحدة تؤمن بشكل راسخ بأن لإسرائيل الحق في حماية نفسها.. إننا نتعامل مع مختلف الأطراف ونحث الجميع على التهدئة”.

دعا المجتمع الدولي السبت إلى ضبط النفس في أعقاب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة التي ردت عليها حركة الجهاد الإسلامي بقصف صاروخي.

دعا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الجانبين الى الهدوء لكنه قال إن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة لها الحق في الدفاع عن نفسها. وقال “نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد … نحن نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح مدنيين أبرياء في إسرائيل”.

قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة “بقلق بالغ” ويدعو جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب تصعيد جديد.

أكد بيتر ستانو في بيان أن “إسرائيل لها الحق في حماية سكانها المدنيين ولكن يجب القيام بكل ما يمكن لمنع نشوب نزاع أوسع من شأنه أن يؤثر في المقام الأول على السكان المدنيين من كلا الجانبين ويؤدي إلى ضحايا جدد ومزيد من المعاناة”.

قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها “تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل”.

وأضافت أن فرنسا تدعو “جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه”.

أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السبت أنها تدعم حقّ إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”.

وأضافت تراس التي تسعى لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية “ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين” داعيةً إلى “نهاية سريعة للعنف”.

أعربت روسيا عن “قلقها البالغ” ودعت الجانبين إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”.

وجاء في بيان للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة”.

ودعت زاخاروفا “كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد العمليات المسلحة وإعادة تفعيل وقف مستدام لإطلاق النار فورا”.

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الفلسطينيين “ليسوا وحدهم” في مواجهة اسرائيل.

وقال سلامي الذي تساند بلاده العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في مواجهة إسرائيل، عدوها الإقليمي الأبرز، في بيان “اليوم، كل القدرات الجهادية المعادية للصهاينة تقف صفا واحدا في الميدان وتعمل على تحرير القدس الشريف واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني”.

كذلك أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان أن “الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة الليلة الماضية تكشف عن طبيعته العدوانية”.

أعربت وزارة الخارجية عن “إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة”. وأكدت الوزارة “وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده”.

ودانَ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف “العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة”. وشدد على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل” لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، إنه يشعر “بقلق عميق”، محذراً من أن التصعيد “خطير جداً”.

تسعى مصر التي كانت وسيطًا تاريخيًا بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة، الى التوسط لوضع حد للعنف. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي ان الاتصالات مستمرة على مدار الساعة مع الجميع حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

دانت جامعة الدول العربية “بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الشرس على غزة”.

زر الذهاب إلى الأعلى