هل استفدنا؟!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

بعد 32 عاماً على ذكرى الغزو العراقي الغاشم، هل استطعنا أن نتعظ ونستفيد، من أزمةٍ هزتنا، وعشنا خلالها أياماً سوداء ظننا أننا سنفقد بها وطناً، بل فقدناه «إلا»؟!.

في الغزو، كان التفافنا شعباً وقيادةً حول الكويت، أهم العوامل التي ساهمت بأن نحافظ على الوطن، وأن نستعيده بفضل حكمة القيادة السياسية مقاومة الشعب، وايمان المجتمع الدولي بعدالة موقفنا، فعادت الكويت، وانتهى الغزو الغاشم، بعد 7 أشهر مليئة بالدروس والعبر، وكان يجب أن نخرج منها بأهم درس، هو كيف نحافظ على الوطن؟!.

لم يكن الغزو حدثاً سهلاً، بل كان صدمة، بقت آثارها لسنوات قليلة لاحقة، نفسياً ومعنوياً، في ما خلفته من آثار سلبية في نفوسنا، الا انها أزمة كان يجب أن تجعلنا ندرك كم نحن بحاجة لأن نلتف حول الكويت، حتى لا نشعر بمرارة الاقتراب من فقدها من جديد لا سمح الله.

اليوم، وبعد مرور ٣ عقود ونيّف على ذكرى الغزو الأليمة، فذاكرتنا السياسية، خلال السنوات العشر الأخيرة، على أقل تقدير، مليئة بمواقف، وأزمات هزّت النظام الديموقراطي، وعيشتنا وضعاً بعيداً عن الاستقرار السياسي الذي ننشده، فعلاقات السلطتين التنفيذية والتشريعية أبعد ما تكون عن مبدأ التعاون الذي فرضه الدستور، هذا الحصن المتين للكويت، فشهدنا حقبة عدم استقرار تعيش خلالها الحكومة أشهراً فقط، ولا يكمل مجلس الأمة مدّته، فحكوماتنا تستقيل ومجالسنا تُحل قبل إكمال مددها، بفعل عدم التزام أغلب أعضاء السلطتين بالتعاون مع فصل السلطات!.

باعتقادي، فإن تجربة الغزو كانت، التجربة الأكثر مرارة التي لا نتمنى أن يجربها شعب ما، أياً كان، واستطعنا بالحكمة والإيمان بقضيتنا والاتحاد، أن نستعيد وطناً من أجمل الأوطان، الا أن ذاكرتنا اليوم تمتلأ بأزمات سياسية افتعلتها السلطتان، لا تقل خطورة على الكويت، من أزمة عام 1990، خاصة في ظل ظروف دولية متغيرة، ومختلفة في درجات استقرار المنطقة برمتها، أزمات عيَّشتنا عدم الاستقرار، وشوَّهت تجربتنا الديموقراطية الفريدة أمام الجوار، رغم أنها تجربة مميزة وكانت ولا تزال الحصن الذي يحمي بلداً صغيراً بجغرافيته وسط إقليم يغلي على الدوام.

الغزو، دروس وعبر، أهمها أننا يجب أن ندرك أهمية أن نحافظ على الوطن، ونحفظ استقراره، وأن ندرك أن الحياة الديموقراطية ممارسة راقية، يجب أن تكون مدعاة لاستقرار سياسي وليس العكس.. فلنتذكر الغزو بمرارة، ولنستفد دروساً منه خلال الحقبة الجديدة للكويت التي نأمل أن نعيشها باستقرار وتعاون وفصل سلطات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى