الاتحاد الأوروبي يقدم “نصا نهائيا” لإتفاق إحياء الاتفاق النووي الإيراني.. وإيران تنفي

أكد مصدر أوروبي مطلع على أن الاتفاق على استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 (JCPOA) مع القوى العالمية سيظهر قريبا، أي في غضون أسابيع للعلن بعد أن أدت جولة أخرى من المفاوضات إلى “النص النهائي” الذي قدمه الاتحاد الأوروبي.
بينما من جانبه، نفى مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية تقريرًا لصحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن نصًا بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) قد اكتمل وأن المفاوضات في فيينا قد انتهت.
وأصر المسؤول الأوروبي طلب عدم الكشف عن هويته على أن “المفاوضات انتهت ، وهذا هو النص النهائي (…) ولن يتم إعادة التفاوض عليه”. ويأمل في خاتمة “في الأسابيع المقبلة” ، بعد أكثر من عام من المناقشات وعرقلة استمرت عدة أشهر.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية حسين أميررابدالاهيان في محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا الجارية يعتمد على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظهر نهجًا واقعيًا في الممارسة العملية.
وخلال المكالمة الهاتفية ، ناقش أميربد اللهيان والأمين العام للأمم المتحدة التطورات الإقليمية والدولية الرئيسية.
ومع استمرار جولة جديدة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا ، لا تزال تتصارع إيران والغرب حول “قضية الضمانات”.
وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية قد ذكرت يوم الجمعة الماضي نقلا عن دبلوماسي إيراني مشارك في المفاوضات النووية أن “قضايا الضمانات أثيرت واستمرت تحت ضغوط سياسية ، ولا ينبغي استخدامها كذريعة لإيجاد أخطاء ضد إيران إلى ما لا نهاية”.
وبدوره، أكد كبير المفاوضين الروس في المحادثات النووية الإيرانية ميخائيل أوليانوف أمس الاثنين إن الاتحاد الأوروبي قدم النص النهائي لمسودة القرار الخاص بإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.

وكتب أوليانوف، وهو أيضا مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن “المشاركين في محادثات فيينا بحاجة الآن إلى تقرير ما إذا كانت المسودة مقبولة بالنسبة لهم. وفي حالة عدم وجود اعتراض، سيتم استعادة الاتفاق النووي”.

واستؤنفت محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، في العاصمة النمساوية الأسبوع الماضي بعد توقف دام خمسة أشهر.

ووقعت إيران الاتفاق النووي مع القوى العالمية في يوليو عام 2015، ووافقت على كبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، غير أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب واشنطن من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات من جانب واحد على طهران، مما دفع الأخيرة للتخلي عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق.

وبدأت المحادثات الماراثونية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في أبريل عام 2021 في فيينا، لكنها توقفت في مارس من هذا العام بسبب الخلافات السياسية بين طهران وواشنطن.

وكتب إيلنار باينازاروف، في “إزفيستيا”، حول الأسباب التي تجعل طهران تتباطأ في الموافقة على حل وسط لاستعادة الاتفاق النووي.

وجاء في المقال: تتحرك إيران والولايات المتحدة باتجاه استعادة الصفقة النووية. فمنذ الثالث من أغسطس، تجري مفاوضات بين الأطراف في العاصمة النمساوية. وقد صرح ممثل البيت الأبيض، جون كيربي، بأن العملية قد اكتملت بالفعل. ووفقا له، تم إعداد وثيقة التسوية ولم يبق سوى التوقيع عليها.

وفي الصدد، قال الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية، عدلان مارغوييف، لـ”إزفيستيا”:

“يتضح، من تصريحات ممثلي روسيا وإيران، أن طهران، بدعم من روسيا، تصر على موقفها وتتوقع أن تقوم واشنطن بخطوات مقابلة. إذا لم يروا في طهران استعداد واشنطن لحل وسط، فلن يكون هناك عودة إلى الصفقة النووية. الإدارة الحالية في الولايات المتحدة لن تتمكن من استعادة الاتفاقية بثمن قليل”.

ووفقا لكبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، فإن القرار لا يتوقف فقط على الولايات المتحدة أو إيران وحدها. فالكرة في الوقت نفسه في ملعب كل منهما.

وقال: “تطرح إيران مطالبها، وتقدم الولايات المتحدة مطالبها أيضا، ومن الصعب القول كيف ستسير هذه الجولة من المفاوضات. لإدارة بايدن مصلحة في الصفقة، حيث ستجرى في الولايات المتحدة الانتخابات النصفية إلى الكونغرس. والجمهوريون، المعارضون للإدارة الحالية، ضد الصفقة. هناك احتمال أن يسيطر الجمهوريون على الكونغرس. لذلك، فإن بايدن، الذي سبق أن تحدث، في حملته الانتخابية، عن ضرورة استعادة الصفقة، الآن في وضع صعب. وربما يماطل الإيرانيون في الوقت حتى أزوف موعد الانتخابات، من أجل المساومة على شروط تناسبهم أكثر”.

زر الذهاب إلى الأعلى