نسبة الشفاء من مرض «الأيدز» ترتفع
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
«مرض الإيدز» أو نقص المناعة البشري، هو مرض مزمن يشكل خطرًا على الحياة وهو ناجم عن فيروس يسبب قصورًا في الجهاز المناعيّ لدى البشر.
فما هي أبرز مضاعفات الإصابة به؟
– الالتهاب: الالتهاب الناجم عن فيروس الإيدز يُضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الشخص حامل فيروس الإيدز عرضةً للإصابة بالعديد من الأمراض المعدية الناجمة عن جراثيم، أو فيروسات، أو فطريات، أو طفيليات. كما يصبح الجسم عرضةً للإصابة بأنواع معينة من السرطان، غير أن علاج الإيدز بأدوية مضادة للفيروسات القهقرية قد قلل بصورة ملحوظة من عدد الالتهابات الانتهازية ومن أنواع السرطان المختلفة التي تهاجم المرضى المصابين بفيروس الإيدز.
– التهابات جرثوميّة (Bacterial infections): هناك العديد من الجراثيم التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئة جرثوميّ، يمكن أن ينشأ تلقائيًا جراء تلوث في الرئة نفسها أو نتيجة لالتهاب في المسالك الهوائية التنفسية العلوية بسبب البرد أو الإنفلونزا.
– السلّ: يشكل مرض السلّ في الدول النامية الالتهاب الانتهازي الأكثر انتشارًا وارتباطًا بتلوث فيروس الإيدز، ويعد السل المسبب الأول للوفاة بين مرضى الإيدز. الملايين من الأشخاص حول العالم مصابون بمرضيّ الإيدز والسل معًا، وينظر العديد من الخبراء إلى الالتهابين باعتبارهما وباءين توأمين.
– التهاب أمعاء ناتج من بكتيريا السالمونيلا: بالرغم من أن كل من يتعرض لبكتيريا السالمونيلا يصاب بالمرض، إلا أنه أكثر انتشارًا لدى حاملي فيروس الإيدز، حيث من الممكن تقليص خطر الإصابة بالمرض عن طريق غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة الطعام أو الحيوانات، والاهتمام بطهي اللحوم والبيض كما ينبغي.
– التهاب الكبد الفيروسي: قد يؤدي التهاب الكبد من النوعين التهاب الكبد الفيروسي ب، والتهاب الكبد الفيروسي ج إلى التهاب مزمن ومستمر، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات بعيدة المدى، مثل: تليف أو تشمّع الكبد، وسرطان الكبد.
العلاج
أما عن العلاج، فلا يوجد علاج شاف لفيروس نقص المناعة البشري، ولكن تعمل الأدوية على السيطرة على العدوى والوقاية مضاعفات المرض. علاوة على ذلك فقد أثبتت مضادات الفيروسات التي تعالج فيروس نقص المناعة البشري فعاليتها في تقليل حالات الوفاة بسبب الإيدز في أنحاء مختلفة من العالم، وتعمل المنظمات العالمية على زيادة توفر تدابير الوقاية والعلاج في البلدان شحيحة الموارد.
وفي هذا السياق، أعلن الأطباء عن شفاء رابع شخص في العالم عمره 66 عاما من مرض نقص المناعة البشرية باستخدام طريقة زرع خلايا جذعية أخذت في علاجه من شخص يعاني من تغيرات جينية نادرة مقاومة للفيروس. وكان هذا الرجل في حالة هادئة منذ 17 شهرا، وهو أكبر مريض يشفى باستخدام هذه الطريقة التجريبية.
ويذكر أن الأطباء شخصوا إصابة هذا الرجل بمرض الإيدز عام 1988، وقبل بضع سنوات شخصت إصابته بسرطان الدم، وفي عام 2019 قرر الأطباء علاجه باستخدام الخلايا الجذعية المكونة للدم (التي تسبق نشوء خلايا الدم) تؤخذ من متطوع يعاني من متغيرات جينية نادرة.
وتجدر الإشارة، إلى أن أول مريض يشفى باستخدام هذه الطريقة كان رجلا أطلق عليه اسم «مريض برلين». وبعد ذلك أعلن عن شفاء مريضين آخرين باستخدام هذه الطريقة في العلاج.
ويخضع هذا الرجل حاليا لمتابعة طبية، ولا يتناول أدوية مثبطة لفيروس نقص المناعة البشرية منذ 17 شهرا. وإلى الآن لم يكتشف وجود الفيروس في دمه. فإذا أخذنا بالاعتبار أن هذا الرجل مصاب بمرض المناعة منذ أكثر من 30 عاما، فإن شفاءه يعد حدثاً تاريخياً فعلاً.
ويشير الباحثون، إلى أن هذه الطريقة في العلاج لا تصلح للمرضى الذين يعانون من مرض نقص المناعة البشرية فقط. لأن هذه الطريقة سامة وخطرة على حياة المريض، ناهيك عن صعوبة إيجاد المتطوع المناسب وإجراء جميع العمليات اللازمة، بالإضافة إلى أن هذا العمل مكلف جداً.
ومع ذلك تعطي هذه الطريقة لكبار السن المصابين بمرض نقص المناعة البشرية وسرطان الدم، أملاً جديداً.