بسبب كلمة.. ترامب يواجه أهل الجحيم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
رسالة تبعثها الولايات المتحدة للعالم ولمواطنيها بأنه لا كبير أمام القانون، ومن يتجاوزه يتم محاسبته أمام القضاء حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة السابق، فمن يتابع ما يجري هناك يصاب بالدوار ويتساءل، هل ما يحصل حقيقة أو تمثيلية وربما مؤامرة، ففي عالم نظرية المؤامرة كل شيء متوقع وممكن، وهذه أمريكا صانعة الحلم والمستقبل وللحياة والموت والدمار، فهي تحمل جميع المتضادات، وتقود العالم لبقعة لا أحد يعرفها ولا يعلم موقعها.
الولايات المتحدة التي نهبت العالم وسرقت ثرواته ونهبت مقدرات العراق، هي ذاتها التي تحاكم رئيسها السابق لسرقته خمسة عشر صندوق من السجلات السرية بعد اقتحام مقره، ففي أعراف اللصوص لا يجوز للص أن يسرق عصابته فتلك الجريمة الكبرى، وتحاكم واشنطن ترامب على قضية اقتحام أنصاره للكابيتول والاحتيال الالكتروني والتلاعب في انتخابات ولاية جورجيا واساءة تمثيل الممتلكات للحصول على قروض بنكية، تخيلوا هذا السيل من التهم لرئيس سابق، فهل سينجوا ترامب أم سيقع في شر أعماله أو أن أصحاب القرار في واشنطن وهم من يحكمون الرئيس والكونغرس قد أعدوا لترامب مصيدة لن يخرج منها.؟!
ان ثلاثية الاحتمالات تعني إعادة ترتيب السياسة الداخلية الأمريكية لكن دون تحديد الاتجاه إذا كان للأفضل أو الأسوء، فالمتابع لما يجري في واشنطن يعلم ان الرئيس حين يغادر منصبه يبتعد عن الحياة السياسية، ولا يقوم بعمل صالون سياسي كما يحدث في بلادنا مع فارق أن النقد يكون موجها لرئيس الوزراء وليس للحاكم، لكن ترامب خرج عن النص وأخذ يكيل التهم للرئيس الحالي بايدن واتهمه بتزوير الانتخابات، وهذا أمر لم يهز كيان واشنطن التي اهتزت حين وجه انتقاده لبايدن في قضية الشذوذ ورفض نشره في المجتمع الأمريكي المتدين، وهنا بدأ الإعصار ضد ترامب، وبدأت الدولة الأمريكية تشحذ أسنانها لمنعه من الكلام حتى لو كان أول رئيس يودع السجن.
لقد تجاوز ترامب في عرف من يسيطرون على الولايات المتحدة الحدود، وأدركوا أن انتقاده قد يوجه صفعة قوية لسيطرتهم على المجتمع الأمريكي بنشر فكرهم الشاذ، الذي يمنحهم القدرة ليواصلوا سيطرتهم على مجتمع مُغيب بالكامل عما يجري في بلاده، لذا كان لا بد من إسكات ترامب، فجميع التهم التي أسندت إليه ليست وليدة الصدفة ويعلم عنها الجميع، فلماذا لم يتم اقتحام مقره في فلوريدا حين تأكدت واشنطن من قيامه بأعمال غير قانونية؟، ولماذا غضت الطرف وصمتت عنه حتى أخطأ الخطيئة الكُبرى بنظر حكام واشنطن حين هاجم من ينشرون الشذوذ؟، ليكون ما حصل مع ترامب رسالة أمريكية للعالم بأن هناك أمرين لا يجب التشكيك فيهما، وهما نشر الشذوذ وأنه حق شخصي والهولوكوست كحق صهيوني، ليظهر في الصورة أن من يقوم على إدارة واشنطن هم الصهاينة، وهم من يعبثون بالمجتمع الأمريكي الذي يعتبر الحلقة الأولى في نشر رغباتهم التي ستنتقل من واشنطن لبقية العواصم.
ترامب كان سينجوا من جميع التجاوزات القانونية التي قام بها، إلا انه وجه انتقادات لاذعة في أمر خطير يعتبر من أسس أعمال الصهيونية بنشر الرذيلة، ليدفع ثمن ما قال وليس ما فعل، فترامب الخبير لم يتعلم اللغة العربية ولو فعل لأدرك معنى مقولة “مقتل الرجل بين فكيه”، لقد حاول ترامب الانتصار لوطنه فأظهروا له ملفات كانت خافية عنه، ولم يتعظ من درس “كلينتون مونيكا”، حين فكر كلينتون “وهو الرئيس حينها” بالخروج عن النص الصهيوني فأشعلوا له فضيحة مونيكا ليونسكي ليسقط شعبياً بعد أن تم حجزه وتغريمه، هذه أمريكا المحكومة من دولة عميقة تسكن الجحيم وعلى الجميع أن يأتمروا بأمرها وإلا..