جنبلاط لوفد حزب الله: السلاح «مش عنا».. فلنتحدث بهذه القضايا.. وأتمنى الحصول على أجوبة من السيّد
بقلم: جويل بو يونس
النشرة الدولية –
الديار –
خالف رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ، المعروف عنه على مرّ سنواته الطوال في السياسة اللبنانية، ان راداراته تتقن التقاط الاشارات الاقليمية ، توقعات الحلفاء قبل الخصوم ، فانهى الاستحقاق النيابي الذي اجبر خلاله على التحالف مع «القوات اللبنانية» لضمان مصلحة الدروز اولا، وخرج منه منتصرا، لا بل مسجّلا خرقا باتجاه النجاح بالحفاظ على عدد نواب «اللقاء الديمقراطي» دون زيادة او نقصان ، حيث يرى «البيك» مصلحة بيئته اولا ومصلحة البلاد ثانيا، ففاجأ الجميع بتمهيده عبر مقابلة تلفزيونية بانه سيجلس ويحاور حزب الله، بعد موجة هجوم عنيفة قادها «الاشتراكي» على مدى سنوات بحق حزب الله والسيد نصر الله، الذي وصفه يوما وليد جنبلاط وتحديدا عام 2006 بانه «غير لبناني»،كما قال قبل الانتخابات «ان حزب الله لا يؤمن بالحوار بل بالقتل».
لكن تقلبات جنبلاط لم تعد برأي كثر امرا مفاجئا ، فزعيم المختارة قد يكون قرأ جيدا تطورات الاقليم وما يحصل في فيينا، وادرك ان محورا سيخرج رابحا في التسوية المقبلة، فلف باتجاه «الربح» لا الخسارة»، واضعا مصلحة الدروز والبيئة الجنبلاطية اولا.
وبالفعل حصل اللقاء المتوقع عصر امس في كليمنصو، حيث استقبل جنبلاط المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، بحضور النائب وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، خرج بعدها الجميع مؤكدين على ايجابية اللقاء ورافضين الدخول بالتفاصيل.
مصادر مشاركة في الاجتماع، وصفت اللقاء ب «الصريح بشكل مطلق واللي ما حدا فيه ساير حدا»، لا بل طرحت خلاله الامور بكل وضوح وشفافية .
وفي مضمون ما دار في اللقاء، كشفت معلومات خاصة بان جنبلاط استهل الكلام «مطرّيا الجو»، فبادر الى التأكيد بانه لا يريد ان يكون على عداء مع احد ، وبانه يدرك بان مسالة السلاح» مش عنا واكبر منا، لذلك خلينا نحكي بالقضايا التي تهمنا جميعا من الترسيم الى التفاوض مع صندوق النقد الدولي فالاستحقاق الرئاسي».
ففي موضوع ترسيم الحدود بين لبنان و»اسرائيل»، وبحسب معلومات خاصة ل «الديار»، سأل جنبلاط وفد حزب الله عن مصير هذا الملف، وقال:»في حرب او ما في»؟ فردّ»بالتأكيد الحزب لا يرغب باندلاع حرب، لكن اذا «اسرائيل» ارادت منع لبنان من جرعة الاوكسيجين الوحيدة التي هي بمتناول يديه، فنحن نفضل ان نموت شهداء على ان نموت امام طوابير الذل من خبز وبنزين»، فرد جنبلاط بانه يفضل الاستمرار بالتفاوض، ناصحا بعدم الذهاب للحرب، لان ظروف البلاد الصعبة لا تسمح بحرب ويجب حماية البلد، فاتى الرد من الحزب «انشالله»!
عند هذا الكلام انتهى الحديث بملف الترسيم لينتقل الى ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي، حيث طرح رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» اسئلة تتعلق بموقف حزب الله، فاتاه الرد بان لا مانع مبدئيا لدى حزب الله بالسير بالشروط المطلوبة، لكن الاكيد «انو مش عالعميانة»، اذ يجب درس المطلوب بعناية.
وتطرق ايضا لقاء كليمنصو الى القضية التي تتوجه لها انظار اللبنانيين بدءا من ايلول ، حيث حل الاستحقاق الرئاسي المنتظر طبقا اساسا الى مأدبة المحادثات من دون الدخول بلعبة الاسماء ، بعدما بادر جنبلاط الى استحضار الملف من باب سؤاله عن كيفية مقاربة هذا الاستحقاق ومواصفات الرئيس المقبل.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر «اشتراكية» بان جنبلاط شدد على وجوب ان يكون للبنان رئيس «ما بيرجع يورّت البلد مشاكل جديدة، لانه عندما يدمّر البلد فهو سيدمر على الجميع وما حد بيحمل تدمير ما تبقى» !
وتابع جنبلاط بحسب المعلومات بانه لا يجب الاتيان برئيس «تحدي واستفزازي»، فكان رد حزب الله مقتضبا: «انشالله كل الفرقاء ونحنا ويّاك منتفاهم على شخصية قادرة ان تنقذ البلاد».
وخلص الاجتماع بتمني من جنبلاط على وفد حزب الله ان يحصل على اجوبة من امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على الاسئلة التي طرحها في هذا اللقاء،»لانني حريص على التوصل الى قواسم مشتركة»، كما قال على مسمع الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا.
على اي حال، وبانتظار كيفية انعكاس لقاء كليمنصو على مجمل الاستحقاقات التي تنتظر البلاد ، يبدو واضحا حرص جنبلاط على التوصل لقواسم مشتركة مع حزب الله ،لاسيما انه صاحب التاريخ الطويل في السياسة اللبنانية، والذي يدرك تماما كل زواريبها و»طلعاتها ونزلاتها» ، وكان جنبلاط طلب بحسب المعلومات الموعد للقاء مع حزب الله منذ حوالى ال20 يوما قبل ان يأتيه الجواب القاطع، ثم عاد وطلب الموعد مرة ثانية الى ان حصل على ما يريده ، بعدما اتت الاشارة من الامين العام لحزب الله بالاستماع اليه!
فهل يكون لقاء كليمنصو ابعد من مجرد لقاء، ويؤسس لتحالف يعيد الى الذاكرة تحالفات «البيك» التي تميل حسب دفّة الرياح الاقليمية الرابحة؟!