المعركة الرئاسية: برودة بعد “إنهاء الاقوياء”!
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

لا يزال التنافس بين المرشحين الطامحين لرئاسة الجمهورية محكوماً بالبرودة المستغربة رغم اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي. ومع أن عدد الشخصيات المرشحة لهذا الموقع يعتبر نسبياً كبيراً جداً بالمقارنة مع اي انتخابات رئاسية سابقة، غير أنها لم تدخل حتى اللحظة في معركة كسر عضم جدية على المستويين السياسي والاعلامي.

فما هي الاسباب التي تقف خلف هذا الجمود؟

ترى مصادر مطلعة ان السبب الاساسي هو اعتقاد جزءٍ من المرشحين ان الانتخابات الرئاسية لن تجري في موعدها، وبالتالي فإنه من المبكر الخوض في مواجهات سياسية عالية السقف ومعركة حرق اسماء. اما السبب الثاني فهو يتمثل، وفق المصادر، بتصدّر ملفّ التنقيب عن النفط والتهديدات المتبادلة بين “حزب الله” والجهات الاسرائيلية وهو امر بالغ الخطورة يعطي الاولوية للموضوع الامني قبل أي استحقاق دستوري.

ولكن، رغم عدم احتدام التنافس بين المرشحين، واحتمال تأجيل حصول الانتخابات الرئاسية الى حدّ بعيد، الا أن القوى السياسية استطاعت انهاء حظوظ الفرقاء الاقوياء والشخصيات الاساسية الممثِّلة للشارع المسيحي. إذ تعتبر المصادر أن الخطوات غير المحسوبة التي قام بها رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع كالتلميح بترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون ادّى بلا شك الى تراجع حظوظه بشكل كبير. أضف الى ذلك أن حظوظ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لم تكن حاضرة أساساً وذلك بسبب خلافاته مع مختلف القوى السياسية، الامر الذي ينطبق على جعجع الذي دخل أيضاً في خصومة مع معظم القوى السياسية.

غير أن هذه الاسباب لا تبدو الوحيدة التي أضعفت الشخصيات المسيحية القوية، بل إن الاجتماع الذي عُقد بين رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ووفد من “حزب الله” يُبنى عليه كأحد الاسباب الاساسية. إذ تمّ الاتفاق بين الطرفين على عدم إيصال أي رئيس استفزازي الى قصر بعبدا، وبمعنى أوضح فإن جنبلاط مرّر اسم النائب جبران باسيل الذي يعتبر الاكثر استفزازاً على المستويين السياسي والشعبي، في حين أن جعجع تورّط بنفس “الفورة” السياسية ما أدى الى وضع “ڤيتو” على اسمه.

كل هذه الاسباب أبعدت هؤلاء المرشحين عن المعركة الرئاسية ولكن بإبعادهم تخلو الساحة أمام شخصيات اخرى في الشارع المسيحي كرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والذي كان يملك حظوظاً جدية بالوصول الى سدّة الرئاسة. لكن قطع الطريق على جعجع وباسيل قد يدفعهما الى مقاطعة جلسات مجلس النواب أو الذهاب باتجاه عدم دعم اي شخصية سياسية مسيحية، والضغط لانتخاب وجوه غير تمثيلية يكون لديهما حصة فيها، كالشخصيات الوسطية او التكنوقراط حيث قد يتفق النائب جبران باسيل مثلا مع “حزب الله” على تبنّي أحدها، الامر الذي قد يحصل أيضاً مع جعجع الذي قد يتفق بدوره مع حلفائه السابقين من قوى الرابع عشر من آذار على شخصية ترضيه. وبالتالي فإنّ الاشتباك الاساسي بات اليوم خارج الشخصيات السياسية والحزبية “الممثلة” للشارع المسيحي.

زر الذهاب إلى الأعلى