معركة الطاقة في لبنان طويت.. و48 ساعة فاصلة
بقلم: هتاف دهام
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
بعدما جُمّد ملف تأليف الحكومة وسقط من حسابات السياسيين، عاد البحث عن حكومة جديدة يشكل أولوية طالما أن هناك شبه تسليم من القوى الأساسية بأن الفراغ الرئاسي واقع لا محالة.
لا معطى واضحاً حتى الساعة حيال مسار التأليف،ولم يتبلور أي تطور بعد زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يمكن ان يبنى عليه، لا سيما وأن بعض التسريبات السياسية تروج إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليس مرتاحا للمساعي التي يقودها الوسطاء لإعادة الوصل على خط بعبدا – السراي، وأنه ليس متحمسا لتشكيل حكومة جديدة في عهد الرئيس عون، علما أن هناك معلومات شبه مؤكدة تتداولها أوساط سياسية مقربة من فريق 8 آذار، تشير إلى أن “الثنائي الشيعي” الغير متحمس لتأليف حكومة يتقاطع مع “التيار الوطني الحر” في هذا الشأن، لكن حسابات رئيس “تكتل لبنان القوي” النائب جبران باسيل من الفراغ تختلف عن حسابات “الثنائي الشيعي”، نظرا لأنه يراهن على الفراغ من منطلق أن الوقت المستقطع عن التطورات المنتظرة في المشهد الاقليمي قد تصب في مصلحته وتعيد خلط الأوراق الرئاسية مجدداً خاصة وأن الاصطفافات الراهنة اليوم تستبعده نهائيا عن السباق الرئاسي.
في المقابل، ثمة من يبدي قناعة ان حزب الله لا يخفي أن الفراغ لأشهر قليلة هو حتمي، وهذا الامر تظهر في كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء عندما دعا “جدياً لتشكيل حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات وخصوصاً أن هناك من يُبشرنا بفراغ رئاسي ومن يتهدد لبنان بفراغ رئاسي”، مضيفا لا بد من حكومة حقيقية تتحمل المسؤوليات، فإذا أنجز الاستحقاق الرئاسي فهذه نعمة، وإن لم يُنجز ستكون هناك في الحد الأدنى حكومة قادرة على مواجهة الأزمات”.
علما أن موقف السيد نصر الله يضعه المراقبون في إطار التنسيق الممنهج مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالتوازي مع اشارة مصادر دبلوماسية الى تسليم فرنسي باستحالة انتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية الأمر الذي استدعى تدخلا باريسيا لدى المعنيين على أكثر من خط لإعادة إحياء مفاوضات التشكيل وتسهيل العملية. وبالتالي فإن حراك الرئيس ميقاتي تجاه بعبدا وعين التينة لأجل التأليف المنشود ينتظر تجاوب الرئيس عون مع المبادرة الميقاتية.
وتنقل أوساط سياسية مطلعة على موقفي بعبدا والسراي، أجواء ايجابية عن لقاء الاربعاء، وتقول :” لقد اعطى الرئيس ميقاتي الرئيس عون ما يريده.معركة وزارة الطاقة انتهت ووضعت جانبا. والتغيير مطروح للتشكيلة الحكومية لن يطال الا وزيرين “. وبالتالي فإن الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، والساعات الـ48 الفاصلة سوف توضح مسار الحكومة العتيدة.
أما في بعبدا، فالاجواء لا ايجابية ولا سلبية. وتقول مصادر مقربة من رئيس الجمهورية لـ”لبنان24″ ما جرى يوم الاربعاء وما سبقه من اتصال اجراه الرئيس ميقاتي بالرئيس عون، هو اعادة تواصل واعادة الحرارة الى قنوات التواصل بين شريكين دستوريين كاملين في عملية تأليف الحكومة، مضيفة”انه من المفترض ان يستقر رأي الرئيس ميقاتي على حكومة تذهب بكامل أوصافها الدستورية لتمارس صلاحيات رئيس الجمهورية اذا حل الفراغ ولم ينتخب رئيس في سدة الرئاسة قبل 31 تشرين الاول المقبل، وتكون حائزة على ثقة مجلس النواب”، قائلة: في جعبة الرئيس ميقاتي حتى الساعة تشكيلة الحكومة الحالية مع بعض التعديلات، والتشكيلة التي قدمها في حزيران الماضي مع بعض التعديلات، وبالتالي فإن الرئيس عون سيحدد موقفه على ضوء ما سيستقر عليه الرئيس ميقاتي في موضوع التشكيلة”.
بالتوازي، فإن مصادر السراي تؤكد “الحرص على تأليف حكومة اليوم قبل الغد. الملفات الاقتصادية او المتعلقة بالاصلاحات تتطلب الاسراع في تأليف حكومة يفترض بالقوى السياسية التعاون لتبصر النور بدل الدخول على خط التعطيل عبر التشويش على أجواء لقاء الأربعاء ومحاولة عرقلة مسار التأليف”.
وسط كل هذه الأجواء المحلية، فإن الخارج لم يمسك جديا بعد بالورقة الرئاسية. الفرنسيون في إجازة. الايرانيون ينتظرون مسار فيينا. السعودية لم تقل كلمتها بعد. الظروف الراهنة لاتفاق حول رئيس تيار المرده سليمان فرنجية ضئيلة حتى الساعة. وبالتالي لا بد من العمل على تسهيل عملية تشكيل الحكومة، طالما أن التسوية الرئاسية لا تزال بعيدة في غياب أي تفاهمات بين الفرقاء الأساسيين.