تداعيات الركود الأمريكي على أسواق الأسهم
انكمش الاقتصاد الأمريكي لربعين متتاليين في 2022 مما وضعه في حالة ركود تقني، ومن المرجح أن تتصرف أسواق الأسهم حاليًا بشكل مختلف، بما سيخلق فرصًا جديدة للمستثمرين.
إن السلوك التطلعي لأسواق تداول الأسهم يعنى انها قد حددت أسعارها بالفعل في الانكماش الذي شهدته في بداية العام وبدأت الآن في الارتفاع، وقد حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك 100 ارتفاعًا بما يقرب من 7% و 9% على التوالي في شهر يونيو.
خلال فترة الركود، من المرجح أن تواجه الأسهم في قطاعي الطاقة والمستهلكين انخفاضًا في قيمة العملة حيث تبدأ في الإبلاغ عن أرقام مبيعات أقل، بينما من المرجح أن تتعافى أسهم شركات التكنولوجيا حيث يندفع السوق لشراء أسهم عالية الجودة بأسعار مخفضة، كما يتضح من ارتفاع أسهم آبل وألفابيت وميكروسوفت في الفترة الأخيرة.
على الرغم من عدم وجود تعريف رسمي للركود، فإن القاعدة العامة هي أن الاقتصاد في حالة ركود عندما يتقلص ناتجه المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، وقد انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.6% خلال الربع الأول من عام 2022 و 0.9% خلال الربع الثاني، مما يضعه في حالة ركود فني.
والسبب في عدم الإعلان رسميًا عن ما إذا كانت الولايات المتحدة في حالة ركود أم لا حتى الآن هو إنه أمر تقني غريب، والبعض قد يشير إلى حقيقة أنه لا توجد بطالة عالية، ولكن وفقًا للقاعدة العامة فإن الولايات المتحدة في حالة ركود.
لماذا يرتفع سوق الأسهم؟
على الرغم من انكماش الاقتصاد خلال النصف الأول من عام 2022، إلا أن سوق الأسهم في الأشهر الأخيرة قد تميل إلى الصعود، فقد ارتفع مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 ما يقرب من 7% و 9% على التوالي.
وهذا يرجع إلى حقيقة أن أسواق الأسهم تتطلع إلى المستقبل، حيث كان المستثمرون قد بدأوا بالفعل في تسعير حالة ركود محتملة في وقت سابق من العام عندما بدأت سوق الأسهم تشهد عمليات بيع، وقد تراجعت مؤشرات مثل ناسداك بنحو 20% هذا العام.
الآن وقد حدث الانكماش، يبدو أن أسواق الأسهم قد تحولت، يقول أحد محللي السوق “إن الحافز لذلك ربما كانت القرارات التي اتخذها البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير، حيث لم يقم برفع أسعار الفائدة بقوة كما فعلوا من قبل، ويبدو أن المستثمرين قد استحوذوا على بعض الشجاعة من ذلك”.
كيف ستتصرف القطاعات المختلفة؟
على الرغم من ارتفاع أسواق الأسهم الأوسع نطاقاً، إلا أن القطاعات الفردية في سوق الأوراق المالية تخلق فرصًا مختلفة للمستثمرين بينما يتحرك الاقتصاد خلال دورات جديدة، بعض النقاط الرئيسية التي يجب ملاحظتها لجميع مراقبي السوق على التوالي:
1- تحسبًا للركود: يهرب المستثمرون في الأسهم عمومًا إلى القطاعات الدفاعية مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والصناعة والرعاية الصحية، من المرجح أن تشهد هذه القطاعات تباطؤًا في النمو بمجرد دخول الاقتصاد في حالة ركود، وقد شهدت بداية العام تفوق شركات مثل Walmart و Coca Cola وغيرها في السوق، ونلاحظ تراجع قيمها في الأشهر الأخيرة.
2- بمجرد اقتراب الركود: يبدأ المستثمرون في شراء الأسهم في صناعات مثل الطاقة وهو قطاع يستفيد تاريخيًا من التضخم الذي يسبق الركود نظرًا لقدرته على نقل التكاليف إلى العملاء، وقد تفوقت كل من أسهم شركات TotalEnergies و Chevron و ExxonMobil و Shell في السوق حيث أبلغت عن عائدات عالية تاريخيًا خلال الربع الأخير، مع استمرار الركود قد يخلق قطاع الطاقة فرصة بيع مع تباطؤ الطلب.
3- خلال فترة الركود نفسه: فإن التكنولوجيا والقطاعات المالية هي التي تتلقي الضربة، وذلك عندما يبدأ السوق في تسعير التخفيض في الاقتراض والدخل المتاح، وقد شهدت كل من جي بي مورجان ومورجان ستانلي وجولدمان ساكس انخفاضًا في قيم أسهمها بعد الأرباح المخيبة للآمال خلال الربع الثاني من عام 2022.