رامون ..طعنة مزدوجة في الظهر!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
شكل مطار رامون الصهيوني وبِدء الفلسطينيون السفر من خلال، طعنة نجلاء لا تقل عن طعنة بروتس لقيصر، تلك الطعنة التي لا زالت الجميع يتذكرها كونها طعنة الغدر من الصديق المقرب، والأخطر أن الطعنة الحالية غُرست في ظهر العديد من الجهات، لتكون طعنة شمولية التأثير القاتل، فالمتضرر الأول من طعة رامون هو الشعب الفلسطيني الذي تصر قيادته على التنسيق الأمني كفعل مقدس “كما قال رئيس السلطة”، واليوم تأخذ هذه القيادة الشعب في رحلة صوب التعايش الصهيوفلسطيني، وتقدم لهم الكيان الصهيوني على أنه الملاك المنقذ الذي يقدم لهم التسهيلات حتى يغادروا ويعودوا بكل سهولة وأمان، ويُظهر لهم الصهيوني على أنه السند والأمل بحياة أفضل.
الطعنة الأخرى كانت مزدوجة من قبل الصهاينة والسلطة للاردن وبالذات لمطار الملكة علياء الاردني، بعد ان فضلت بعض الطائرات التوجه صوب مطار رامون الصهيوني لنقل الركاب، والخوف أن نجد تحولات جديدة بالاستغناء عن مطار الملكة علياء للرحلات البعيدة، وذلك بتنظيم رحلات عبر مطار بن غوريون في تل الربيع المحتلة بحيث يتم استخدامه من قبل الفلسطينين كمطار ترانزيت بعد إقلاع الطائرات من مطار رامون، فالفكر الصهيوني وسيطرته على السلطة يجلعها غير قادرة على قول “لا”، بل تطيع حتى لو كانت الأضرار تلحق بالاقتصاد الأردني، كون رجال السلطة مأمورون من قبل الصهاينة.
المصيبة وللحق بأن الحكومة الاردنية تتعامل وكأن القضية لا تعنيها بشيء، بعد أن أشعرت الشعب بأن الصهاينة هم الطريق صوب الغد الأفضل، من خلال تنفيذ مشروع غاز الشمال والاستعداد لإطلاق بوابة الأردن وقبلها توقيع اتفاقية مبادي المياة الصهيونية مقابل الطاقة الاردنية النظيفة، لنشعر بأن الأمل معقود على الصهاينة والإندماج الاقتصادي، والكارثة إذا كنا لا نعرف عن الغدر الصهيوني ولم نقرأ كُتب التاريخ، فالكيان الصهيوني لا يهتم بمصلحة الأردن ولا غيرها من الدول فهو يبحث عن مصالحة في البقاء والأمان وتوفير الرفاهية لشعبة، ومن طرق الأمان الصهيوني بتوفير جزء من الأمان للشعب الفلسطيني وفتح بوابة السفر لهم حتى يتخلى العديد منهم عن العداء الصهيوني.
المرحلة صعبة والتعامل السياسي معها غير مقنع، والواضح أن الصهاينة يريدون من سكان الضفة أن يشعروا بأن المقاومة هي العدو، كونها تتسبب في تضيق الخناق عليهم بفعل الصواريخ التي تطلقها صوب فلسطين المحتلة، وأن الصهاينة هم طريق النجاة ليكون رد الفعل الصهيوني مبرر عند بعض النفوس المريضة، كما أن السلطة بفكرها الجديد بدأت بالابتعاد عن السياسة الاردن واللجوء لقوى إقليمية أخرى، وتناست السلطة بأنه في عصر ترامب وصفقة القرن لم يقف ضد هذه الصفقة إلا الاردن، وباركتها الدول الإقليمية والعديد من العربية في المنطقة، لنشعر بان سلطة رام الله في طريقها لخلع الثوب العربي الأخير قبل ارتدائها أثواب جديدة قادمة من البعيد، لدمج الشعب الفلسطيني بالصهيوني وتحويلهم إلى عمالة عند الصهاينة، وهكذا تتحول القضية الفلسطينية من قضية وطنية وبحث عن استقلال إلى قضية اقتصادية كما اعتبرها الرئيس الأمريكي بايدن خلال زيارته الأخيرة، وستحاول السلطة ترسيخ فكر جديد عن الشعب قائم على حياة دون حرية أو حدود أو استقلال مع اندماج صهيوفلسطيني كامل.
آخر الكلام:
سلطة أوسلو في الطريق لتحقيق الهدف الأخير لذا لا تصلح لقيادة الشعب الفلسطيني، والحكومة الأردنية لا تتناسب مع خطورة المرحلة وعليها المغادرة.