هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية تهدف لتأسيس مرجع نوعي وكمي لواقع الفرق المسرحية والفنون الشعبية
النشرة الدولية –
الرياض – تركز السلطات السعودية اهتمامها على تطوير وتنظيم الساحة الثقافية بمختلف القطاعات، وفق ما تهدف إليه رؤية السعودية 2020 الممثلة ببرنامج جودة الحياة، وتطوير القطاعات التي ظلت مهمشة طوال عقود ومن بينها المسرح.
ويعدّ القطاع المسرحي بكافة أعماله المتنوعة واحدا من أهم القطاعات الفنية التي تستقطب الجماهير وتقدم لها أعمالا ترفيهية وتثقيفية، تعبّر عن الشأن المحلي وتعرّف به، كما تقتبس من أعمال عالمية، وقد شهدت المملكة في السنوات القليلة الماضية حراكا مسرحيا كبيرا تجلى بصورة واضحة في موسم الرياض، الذي صار حدثا ثقافيا يستقطب الأعمال المسرحية المحلية والعربية وحتى العالمية.
ولتنظيم القطاع المسرحي، أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، عن إطلاق مشروع حصر الفرق المسرحية، وفرق الفنون الشعبية، والممارسين في المملكة.
وسينفذ المشروع على مسارين: الأول ميدانياً عبر وجود فريق ميداني في جميع مناطق المملكة للقيام بعمليات الحصر، والالتقاء بالفرق والممارسين، أما الثاني من خلال المنصة الإلكترونية التي ستنشر في حسابات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تمكن قادة الفرق والممارسين من تعبئة بياناتهم لتصميم قاعدة بيانات عامة تقيس الوضع الحالي للفرق والممارسين بشكل دقيق.
ويعبّر مصطلح الفِرق المسرحية السعودية، عن الكيانات الثقافية التي تمثّل أدوار النصوص المسرحية المكتوبة بواسطة كتّاب مسرحيين سعوديين، وهي عبارة عن مجموعة من الممثلين الهواة أو المُحترفين، يتعاونون معهم تحت رعاية جمعية الثقافة والفنون باختلاف مواقع تلك الفرق ضمن 13 منطقة إدارية في المملكة. هناك فرق مسرحية سعودية مستقلة ماديًا واداريًا عن جمعية الثقافة والفنون، وتتعاون معها ضمن احتفالات معينة فقط.
ويتضمن المشروع الذي تقوده هيئة المسرح مراحل متعددة تسعى من خلالها الهيئة إلى تكوين قاعدة بيانات، ومرجعية للفرق المسرحية، وفرق الفنون الشعبية،
والممارسين في القطاع المسرحي، وتتضمن المرحلة الأولى ”حصر” عدة أنشطة وهي حصر أعداد الفرق والممارسين في قوائم كاملة بما في ذلك معلومات التواصل، وتقرير استقصائي عن واقع الفرق المسرحية، وفرق الفنون الشعبية، والممارسين الأفراد لفنون الأداء في المملكة، ونطاق العمل القانوني لها، أنواع المسرحيات التي يقدمها الممارسون الأفراد، ومشاركات الفرق والممارسين وإنجازاتهم وجوائزهم على المستوى المحلي أو الدولي، إضافةً إلى مرحلة ”الأعمال التقنية” التي سيتم خلالها تكوين قائمة في أعداد الفرق المسرحية، والفرق الشعبية، والممارسين في مجال المسرح، والممارسين في مجال الفنون الشعبية، إلى جانب تطبيق إلكتروني أو موقع يشمل معلومات الحصر، مكتبة للصور ومقاطع الفيديو لعمليات الحصر والتوثيق.
أما المرحلة الثالثة تختص بإعداد نموذج حوكمة إدارة محتوى البيانات والنشر التي تتضمن حوكمة إدارة وتبادل بيانات الفرق والممارسين، وتصنيف البيانات الوصفية والكمية، وإدارة البيانات المرجعية والأساسية، وإدارة المحتوى والوثائق.
يذكر أن هيئة المسرح والفنون الأدائية تهدف من خلال مشروع ”حصر الفرق المسرحية وفرق الفنون الشعبية والممارسين في المملكة” إلى توثيق مرجع دقيق يتناسب مع إستراتيجية الهيئة، ورصد قوائم وأعداد الفرق والممارسين وعناوين التواصل معهم، ومجالات الفنون بأنواعها، إضافةً إلى تقييم البنية التحتية، وحال النشاط الثقافي لهذه الفرق، وتأسيس مرجع نوعي وكمي يقيس واقع الفرق المسرحية والفنون الشعبية في المملكة، وذلك في إطار جهود الهيئة الحثيثة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي.