الجامعات ليست الحل.. والأحزاب في طريقها للانهيار
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تستعد الأحزاب للانتشار في الجامعات الأردنية بغية ضم الشباب لعضويتها، وهذا ما سيجعل الانتخابات الطلابية تقوم على أسس حزبية، وهو ما يوحي بعودة العنف للجامعات من بوابة الأحزاب، فالأصل أن تقوم الحياة الحزبية على الحوار والنقاش الهاديء الموصل لنتائج ذات مردود ايجابي على الوطن ومؤسساته، وهذا أمر مفقود في الجامعات فالحوار ليس الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الجامعات في تعليم الطلبة وليست المنهاج التعلمي للمدرسين، لنجد ان الجامعات بطلبتها تفتقد للمطلب الأول والرئيسي للحياة الحزبية السليمة المتمثل بالقدرة على الاصغاء والقدرة على الحديث بطريقة مهذبة الفعل منظمة الفكر، مع العلم ان هذه الجزئية الأساسية تفتقدها غالبية الأحزاب الحالية القائمة على فكر وقيادة وحُكم الشخص الواحد.
وأتفق هنا مع رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، سمير الرفاعي الذي طالب بعدم تحويل الجامعات إلى ساحات للخلافات الحزبية وعليها أن تبقى مؤسسات تعليمية حيادية، وهذا منطق سليم في ظل انتشار العنف الجامعي قبل سنوات والذي تراجع بصورة ملحوظة في السنوات الحالية ، وبالتالي فان الزج بطلبة الجامعات في الأحزاب وتحويل الجامعات لساحات مواجهة بين أعضاء الأحزاب سيهدد المنظومة المجتمعية والأمن الجامعي والمجتمعي، كما سيُخرج الجامعات عن رسالتها الأصيلة بالتعليم وتخريج طلبة مؤهلين للسوق المحلي والخارجي لا سيما ان المستوى التأهيلي التعليمي في الجامعات قد انخفضت، لنجد ان جامعاتنا تقبع في مراكز مُتاخرة جداً في تصنيف الجامعات العالمية.
لقد فتحت الأحزاب “كرشها” بغية الانتشار السريع في الجامعات، على أمل تحقيق الشروط الجديدة التي حددتها الحكومة برفع عدد أعضاء الهيئات العامة، بعد أن فشلت في إيجاد قواعد شعبية لغالبيتها التي أطلقت عليها سابقاً مسمى “البقالات الحزبية”، وهذه “البقالات” تتزايد من يوم لآخر بسبب ارتفاع عدد الشخصيات الباحثة عن دور قيادي حتى إن كان هامشياً، لنجد ان التركيز على الجامعات واستعداد الأحزاب لنشر بطولاتها الوهمية في أروقتها، ما هو إلا محاولة للبقاء على الحياة بعد أن وجدت نفسها قد تحولت إلى منتديات وصالونات سياسية، وينتابنا الخوف من طريقة عمل الباحثين عن البقاء في المناصب حتى لو على حساب امان الوطن، أن يحركوا العنف بشتى أنواعه من اللفظي للغة الجسد والعراك، كل هذا لتحقيق رغبة الحزب والخوف الأكبر ليس من الطلبة بل من بالقائمين على الأحزاب، وقد يسلك بعضهم طرق شتى لتنفيذ مآربهم، وهنا تصبح مصلحة الحزب أهم من مصلحة الدولة فتسقط المنظومة الحزبية بشكل أسرع من المتوقع، فيما ينتشر العنف من جديد، لذا اتركوا الجامعات للتعليم ومن يملك الفكر الحزبي السليم عليه أن يتغلغل في منظمات المجتمع المدني والمجتمع لنش افكاره حتى يتقبلها الآخرين.
آخر الكلام:
مما أشاهده من فكر عقيم عند عديد الأحزاب، فإن الحياة الحزبية في طريقها للنهاية وما يجري حالياً هو محاولة لحقنها بإبر الحياة التي لن تفيدها، لذا عليها الإندماج في أحزاب محددة لا تتجاوز أصابع اليد وتتحول من “بقالات حزبية” إلى “مولات حزبية”، عدا ذلك ستصبح أطلال أو منتديات سياسية يجتمع بها عدد محدود ممن يبحثون عن قتل الوقت.