هل تكون كاس العالم 2022 للنخبة فقط؟
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
جماهير عديدة تتجاوز المليون ونصف مشاهد سيزورون قطر خلال كاس العالم التي ستقام خلال شهري تشرين الأول والثاني، ويعتبر هذا الرقم كبير حداً لأصغر دولة تستضيف البطولة في تاريخها، مما حدا بالعديد من المصادر الصحفية والقيادات الرياضية للتشكيك بقدرة قطر على تنظيم بطولة نموذجية، وليجعل هذا الأمر قطر تلجأ للعديد من الحلول الإضافية لتفادي الازمات الخانقة المتوقعة وصعوبة توفير المسكن المناسب بعد أن أظهرت تقايرير ارتفاع غير مسبوق في تكاليف السكن لتصل إلى ارقاماً فلكية، وسيكون هذا الارتفاع السبب في جعل نوعية محددة تشاهد البطولات في الملاعب الفخمة، مما يترك انطباعاً بأن كأس العالم ستكون للنخبة القادرة على دفع تكاليف مرتفعة من تذاكر الطيران والإقامة والمعيشة.
ويبدو ان تحقيق ما يقوله المتحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2022 في قطر، صعب ومحال حيث تبدوا السيطرة على اصحاب العقارات في غاية الصعوبة، كون بطولة كاس العالم تشكل مناسبة كبيرة لتحقيق الأرباح كما حصل في البطولات السابقة، لذا فإن جنون الاسعار سيعصف بالحضور وقد يعكر من صفو بطولة المُختارون.
وللحق فقد لجأت قطر للعديد من الحلول من استئجار سفن عملاقة فخمة ترسو قبالة الدوحة، كما حاولت توفير مئة ألف غرفة في اليوم الواحد، واستعانت بالخيام التراثية المزودة بالكهرباء والمياة والصرف الصحي، وسعت لتسكين المشجعين في دول الجوار، وهذا أمر سيكون شاق على المشاهدين الذين عليهم قضاء ساعات طوال في المطارات في ظل وجود أكثر من “150” رحلة يومية بين الدول التي يقطنون فيها وقطر، مما يجعل من الذهاب لحضور مباراة منتخبهم ثم قضاء ساعات أخرى للعودة نوع من العذاب والإرهاق.
البطولة لن تكون سهلة مما يجعلها تحمل عنوان التحدي والنجاح في أكبر محفل كروي أو الذهاب صوب الأسوء ببطولة غير منظمة، وهذا أمر سيكون من الصعب الحكم عليه مبكراً بإنتظار ما يجري في مباريات دور المجموعات حيث سيتدفق المشجعون لمتابعة منتخبات بلادهم، ما بين النجاح والفشل تبدو المهمة صعبة وتنظيم البطولة العربية يعطي انطباع أولي غير حقيقي بسبب تضاعف عدد الحضور في بطولة كاس العالم.