وثيقة القيم وقراءة مختلفة
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

الجريدة –

هناك من ينظر إلى «الوثيقة» باعتبارها شكلاً من أوجه التعبير عن الإفلاس السياسي الذي يواجه الحركات الدينية، فقد تراجع الدور السياسي والتمويلي لهم، بعدما فقدوا أو كادوا يصبحون دون مرجعية سياسية أو ذات مركز ديني يستندون إليه على ضوء المراجعة الكبرى التي تقوم بها المملكة العربية السعودية تجاه «المؤسسة الدينية».

 

ناشط سياسي مخضرم رفع رأسه عالياً بعد أن قرأ ما بات يعرف ويتداول «بوثيقة قندهار» وخاطب الجالسين من حوله في ديوانيته المفتوحة… اقرؤا ما وراء «الوثيقة» فهذا خطاب انتخابي للاستهلاك المحلي مغلف بواجهة دينية وموجه إلى جمهور معين لاستقطاب الشارع السياسي الذي يستظل بالحركات الأصولية الإسلامية، وقد تكون تعبيرا عن مرحلة احتضار للتيار الديني.

 

وخيراً ما فعلت «الجريدة» وبعض الصحف الزميلة بعمل استطلاعات لمعرفة آراء النخب والمثقفين وعدد من مرشحي مجلس الأمة، والذي أظهر حجم الرفض لما جاء في «الوثيقة» بسبب الابتعاد عن جوهر المشاكل والأزمات التي يعانيها المجتمع ويحتاج إلى من يتصدى لها ويعالجها.

 

والراصد لمسار «التيار الإسلامي» في المنطقة عموماً وما وصل إليه «الإخوان» والحركات الأصولية يلتقط عدة مؤشرات تصب في طرح الأسئلة التالية: ما واقع «الإخوان المسلمين» اليوم؟ وأي دور لهم في الانتخابات الكويتية القادمة؟ وماذا يشكلون من أوزان في ظل ما يجري في الإقليم؟

 

هناك من ينظر إلى «الوثيقة» باعتبارها شكلاً من أوجه التعبير عن الإفلاس السياسي الذي يواجه تلك الحركات، فقد تراجع الدور السياسي والتمويلي لهم، بعدما فقدوا أو كادوا يصبحون دون مرجعية سياسية أو ذات مركز ديني يستندون إليها على ضوء المراجعة الكبرى التي تقوم بها المملكة العربية السعودية تجاه «المؤسسة الدينية» بكل تفرعاتها وأذرعها ومناهجها، في حين أن المركز الديني الآخر والمتمثل في «الأزهر الشريف» وبالتالي البيئة المصرية لم تعد ذاك الملاذ الآمن الذي كانوا يستظلون به.

 

عدد من الدراسات والأبحاث ظهرت مؤخراً تحدثت عن مظاهر التراجع التي أصابت «الإخوان» تحديداً ومنها موقعهم في المعارضة السورية على سبيل المثال والتي تلاشت تماماً، ولم يعد لها صوت يرتفع بعد أن ملأت الساحات السياسية والأماكن كذلك في تونس والمغرب العربي.

 

بعد «الربيع العربي» شهدت ساحة الإخوان حالة من التفتت خصوصاً على الجبهة المصرية، وهو القاع الذي يغرفون منه ليجدوا أنفسهم يرتمون في أحضان تركيا التي سارعت في توظيفهم كورقة رابحة في مواجهة الأحلاف التي أقامتها لا سيما ضد مصر والسعودية والإمارات.

 

تبدلت التحالفات في الأشهر والسنوات الأخيرة وحصل تغيير جوهري في «قواعد الإخوان الخلفية» وتحديداً في المدن الثلاث، ومن حيث الترتيب: الأولى الرياض ثم القاهرة وأخيراً إسطنبول، وبالتبعية دولة الإمارات ذات الثقل المالي والاقتصادي وهذا يفقدهم الكثير من مقومات مشروعهم الديني والسياسي.

 

قد تكون الانتخابات النيابية القادمة في الكويت نافذة جيدة لتقييم حجم ودور الإخوان والآخرين في ظل ما يجري في عواصم القرار والربط والحل… فلننتظر ونر ونتابع.

زر الذهاب إلى الأعلى