جنبلاط يستعيد أمجاد بيضة القبان بانتظار التسويات!
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية

لبنان 24 –

لدى جنبلاط اولوية اخرى تضاف الى الاستقرار، وتتركز حول استعادة الدعم العربي للبنان.

يعمل “الحزب التقدمي الاشتراكي” على تحسين واقعه السياسي كي يصل في نهاية المطاف الى نقطة تموضع جدية استعداداً للمرحلة المقبلة. وهذا ما بدأ يظهر من خلال الحراك السياسي والمواقف العامة لكتلة “الاشتراكي” من جهة، ورئيس الحزب وليد جنبلاط من جهة اخرى.

تمكّن “التقدمي الاشتراكي” خلال الانتخابات الاخيرة من استعادة تثبيت قوته الانتخابية اكثر من انتخابات 2018، إذ عاد بشكل لافت للإمساك بالغالبية العظمى من النواب الدروز اضافة الى اخرين، ما جعل لكتلته ثقلاً ومنحها القدرة على لعب دور فعّال في محاولة لاسترجاع أمجاد “بيضة القبان” التي اشتهر بها جنبلاط في السابق.

قدرة جنبلاط النيابية التي أثبتها في هذه المرحلة، مكّنته أكثر من المناورة السياسية وأعطته هامشاً واسعاً من الحركة. لذلك، بات سهلا عليه التقارب مثلا مع “حزب الله” من دون أن يتخلّى عن مواقفه المبدئية ودبلوماسيته الايجابية مع الدول العربية سيما مع المملكة العربية السعودية.

يسعى رئيس “الحزب التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الى تحقيق جملة أولويات؛ ولعلّ الاستقرار هو من أولى الاولويات التي يرغب بضمانها، لأن ذلك من شأنه أن يخدم مصالحه ويؤمن الحماية لطائفة الموحّدين الدروز بحسب تعبيره في اكثر من استحقاق. لذلك فهو يسعى لتأمين هذا الاستقرار على مستوى الجو العام في لبنان وعلى الصعيدين الاقتصادي والمعيشي في الجبل.

ترى مصادر سياسية متابعة لحراك “التقدمي الاشتراكي” بأن لدى جنبلاط اولوية اخرى تضاف الى الاستقرار، وتتركز حول استعادة الدعم العربي للبنان. وهذا الامر لا يمكن تحقيقه سوى من خلال تفاهم بين الدول العربية، الخليجية تحديدا، و”حزب الله”. وتعتبر المصادر أن هذا التفاهم لا يبدو بعيدا، وقد يلعب جنبلاط دوراً أساسياً فيه من خلال تقاربه مع “الحزب” الذي دفعته اليه قناعاته بالتقارب الذي سيحصل بين دول الخليج وسوريا، ما يفتح الباب أمام تسويات على الساحة اللبنانية.

مؤخراً، تظهّر ابتعاد جنبلاط عن “القوات اللبنانية”، وكذلك الامر مع البطريركية المارونية حيث لم يبخل بنقده لبعض الاحداث والمواقف التي حصلت في الاسابيع الاخيرة. لكنه في المقابل حافظ على علاقة جيدة مع مختلف الاطراف السياسية وتحديداً مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ومع نواب “المستقبل” السابقين اضافة الى “حركة امل” و”حزب الله”. حتى أنه لم يتأخر عن مهادنة “التيار الوطني الحر” قدر الامكان، ما يفتح المجال لدخوله على خطّ تسوية رئاسية ما قد تطبخ بين جميع هذه القوى وتشقّ الطريق نحو استقرار سياسي مقبول.

Back to top button