واخترتُ نفسي
النشرة الدولية –
د. زينة جرادي
واخترتُ نفسي
أغرقُ وأحزاني في لُجَّةِ الدمعِ منذ افترقنا
ابتعدتِ المسافات
جُرحيَ النازفُ ينتظرُ عودتك
تعالَ إليَّ
كُن نفسًا لا تُشبهُ نفسَك
انهبِ الفُرصةَ
عِشْ داخلي كمرآةٍ تعكِسُني
حين تأتيتني على شكلِ فجرٍ يقضي الليلُ ساهرًا
يا راعيَ الضوءِ استفاقتِ الشمسُ
و أمطرتِ السماءُ نجومًا
و عانقتِ الحروفُ الندى
أنتَ الهوى كُلُّ الهوى
من دونِك يُصبحُ المساءُ ثقيلًا
يذوبُ كذوبانِ الشموع
تخلو وسادتي إلاَّ من أنفاسِك
أُخبئُ أحلامي في دُرجِ الذكريات
كماءٍ في كأسٍ مصقول
ضاعَ العُمرُ ولَمَّا نلتقِ بعد
ما نفعُ الكلام
انتهتِ الحكايا وحارسُ الدروبِ اختفى
وغامتِ العيون
أرقصُ مذبوحةً من حلاوةِ الروحِ في غمرةِ المطر
مَسَّني الكيُّ ونزفتِ النهايات
ما أقسى نظرةَ الوداعِ في عينيك
تَشُقُّ الروحَ وتُمزقُ العَبَرات
كأنك الفريضةُ لذاكرتي
أبوحُ خِلسةً في سرِّي فأسمَعُني
صِرْتُّ كَلَيْلٍ ساهرٍ ينتظرُ انبلاجَ الفجر
سأهجرُ كُلَّ الأشياءِ التي تُزَعْزِعُني
وأختارُ نفسي.