كلّنا تافهون… لا أستثني أحدا

النشرة الدولية – الشاعرة وفاء أخضر –

هناك من يدخل الشّرك وحيدا ، وهناك من يغلق الباب ليهرب من الشّعور بالوحدة؛ وهناك من لا يفكّر إلا بتلك “الأنا ” الغبية التي  تتشاوف بأن الآخر في حياتها، عابر، وعادي وتافه كما المناظر التي نلمحها من نافذة قطار سريع!

أشعر بالغثيان من هذا العالم… حكاياه تبعث على السأم!

تعال أخترع لك حكاية جديدة تماما؛ حكاية ليست من أنا وأنت… حكاية تافهة ؛ الطفل يتحوّل فيها يتيما، لأنه متروك ، ليس لأقداره، بل لذاك السطح الأزرق الذي تحوٌل البشر فيه إلى أجساد تمدّ لسانها حينا، وتتحوّل إلى مؤخرة وأرداف أو أكتاف حينا آخر…

يا أُناس العالم اتحدوا… ” كلّنا فاسدون… لا أستثني أحدا!”

كلّنا تافهون… لا أستثني أحدا!

أنام والسبابة في يدي تتحرك عموديا…تبحث عن معنى ما،  لون ما، دفءما، وجه غير ممطوط وغير مشوّه بابتسامة أشبه بجملة: أنا أذلّ نفسي، أحوّلها خطوطا طولية وعرضية، وألوانا باهتة، وحركات مفتعلة، يحتضنها العابرون بلايك زرقاء أو بقلب أحمر قان…

الحكاية …  أنّنا كلنا منتحرون دون أن ندري!

الحكاية… أنّنا كلنا سطحيون دون أن ندري!

الحكاية… بلغة بسيطة ( أحدهم… أو أكثرهم… حذفني، وحظرني، أو نسيني، لأني أعجز عن الكذب الأزرق والأحمر…. أتقن الكذب الأبيض وحسب!)

الحكاية بكلمة واحدة… أن نصيّ الطويل القصير هذا؛ وراءه عبارة واحدة… الغوث الغوث أنا أيضا ميتة… وأزعم أنّي “حيّة” بالمعنيين؛ ماكرة جميلة وجائعة!

زر الذهاب إلى الأعلى