احافير في الحب – 15 لِسَّهْ ناوي
النشرة الدولية – كتب الدكتور سمير محمد أيوب –
يا الكظيم المُقيم، نَعمْ تَجاهَلْتُكَ، تَناسيتُكَ، بَعثَرتُك في الفضاءِ هباءً مُرَتَّباً، نعم صحيحٌ. ولكن يا صاحبي، بَيْتُكَ باقٍ في عُمُريْ، وفي دَمي سَفَرُكْ، وعُيوني ما تزالُ تَعزِفُكْ، والحُلُمُ الذي نَتَهجاهُ ما زال غير مُدَجَّنٍ، بل وفي مَطْلَعِه.
أصحيحٌ يا شريكَ الَّلهفَةِ أنَّكَ ناوي … ؟!!!
لا ألومك لو رَحلتَ، ولن ألومَكَ لو أشهرتَ غِيابَك في غياهِبِ الصمت المريب. ولكني يا صاحبي لا أنوي وداعك، فكل الدروب من بعدك صحراوية طويلة، ونبع الليل فيها عَتْمُهُ ثقيلٌ.
سَيُرهِقُني غِيابُك، وكُلُّ ما بَعْدَكَ سَيَرتَدي ثوبَ الظلام.