رشيد أعنطري: السينما متنفسي والجمهور الأكاديري يستحق قاعات سنيمائية
المغرب – مليكة أقستور –
يكاد يجزم أن من لا يعرف السينما ومعنى دخول ظلام هذه القاعة لا يعرف ما هي الحياة، فالسينما سحر وحياة على حد وصف بعضهم، فبين الحقيقة والخيال هناك حياة نتمناها والسينما تحققها، خصوصا لممتهني الفن السابع.
فالأفلام تمتلك سحرا خاصا على الشاشة، حيث يتم نسيان الالام والحزن للحظة، ويغوص المشاهد في قصة ليست بقصته ويعيشها خطوة بخطوة وبكل حذافيرها.
والقصة جزء لا يتجزأ من جمالية وسحر السينما، وكما نعلم لكل منا قصة، فحتى مخرج الأعمال السينمائية والذي ينقل لنا القصة ويحولها لصورة وفيلم، هو الآخر له قصة، كانبهاره مثلا وعشقه للفن السابع، والحب الذي دفعه لامتهان السينما، فلماذا كل هذا الانبهار بعالم الأفلام والسينما؟
يقول المخرج السينمائي، رشيد أعنطري:” السينما عشقي والمتنفس حيث أستطيع أن أعبر بدون قيود، هي المساحة التي قدرها الله لي كي أعبر بطريقتي وبكل حرية، السينما هي التي تمنحنا حرية التعبير وتعطينا الفرصة كي نعبر عن آرائنا وتجعلنا نرى ونجسد شخصيات تمنينها، لماذا هذا الحب؟ ربما لأنها تجعلنا نعيش أجواء لم نعشها في الواقع”.
يضيف:” ترعرعت في بيئة فنية محضة، وجدت نفسي بين آلات التصوير منذ نعومة أظافري، ربما هذا ما جعلني أقع في حب هذا الفن وأصبح هو المهنة التي اخترتها لي، في طفولتي كنت ألعب بالآلات وأحاول التقاط الصور لكن سرعان ما وجدت نفسي أعشق الكاميرا، فأصبحت السينما شغفي وراحتي، وهنا بدأ اهتمامي بالفن وقررت الغوص أكثر في عالمه، وبما أن السينما صناعة وفن في آن واحد فقد قررت أن أدرس السينما، واخترت بعد حصولي على شهادة البكالوريا التسجيل بالمعهد المتخصص في مهن السينما بمدينة ورزازات، حيث حصلت على شهادتي، بعدها الاجازة المهنية بمدينة أكادير وبها أكملت دراستي العليا، كي تكون موهبتي مقننة وأكثر واقعية، وكي أكون أكثر ايمانا بما أقوم به، لأنني اخترت مجالا أحبه”.
يتابع: “انا مولع بالتصوير، في طفولتي بدأت بالكاميرا والتصوير الفوتوغرافي، ثم انتقلت للمونتاج، لهذا قررت أن أطور مهاراتي، وشيئا فشيئا بدأت أجد نفسي وراحتي فيما أقوم به، والتكوين ساعدني في ذلك، الى جانب التدريبات التي قمت بها، ما دفعني أن أتعمق أكثر في الميدان من جوانب متعددة، وهذا ما جعلني ألاحظ أشياء أخرى، وأن أكتشف ميولي للإخراج، فبدأ الهوس”.
يقول:” البداية دائما صعبة والدعم الوحيد الذي تلقيته كان من عائلتي، وهذا ما شجعني أكثر خصوصا وأن عائلتي فنية، لم أتلقى أي اعتراض من طرفهم، بل قدموا لي الدعم الكامل لأتابع دراستي في المجال السنيمائي وتمنو لي بالتوفيق”.
يؤكد رشيد: ” التكوين مهم وضروري جدا، كيفما كان التخصص، خصوصا في المجال السينمائي، وما أقصد بالتكوين، الدراسة في المعهد أو التكوين الأكاديمي، لهذا قررت أن أخطو صوب التكوين، لا أن أمتهن مهنة لا أفقه فيها شيئا، صحيح هناك أشياء يمكن أن تتعلمها بنفسك، ولكن الأمر مختلف حين تقطع مسافات طويلة بالكيلومترات، وبعيد عن الأهل، فقط لتدرس، فتخصص السينما والتلفزيون ينقلك الى عالم المؤثرات والاضاءة والسيناريو … والدراسة تعطيك الفرصة لتتعلم أصول ونظريات التفكير النقدي من ناحية وتنمية الإبداع والحس الفني من ناحية أخرى، وفي اعتقادي هذا ما يزيد من عشقك للمجال خصوصا اذا كنت مولع به من الأول، بالإضافة أنني لا أريد أن أسمى متطفل عن الميدان”.
وبخصوص القضايا التي يتناولها رشيد أعنطري في أفلامه، يقول:” أنا منفتح على جميع القضايا التي يمكن ان يتم تناولها بطريقة فنية، ولكن الأقرب الى قلبي هو الطفل، أي موضوع له علاقة بالطفل، فنحن جميعا مررنا بمرحلة الطفولة، كانت لدينا طموحات وأحلام تمنينا تحقيقها رغم المشاكل، وأنا دائما أحاول أن أدافع عن حقوق الطفل، وأن أبرز من خلال أفلامي أهمية المدرسة للطفل، وعلاقته مع والديه، وأن أعالج قضايا الطفل من جميع الزوايا، فبالنسبة لي هذه أمور مهمة، فالطفل هو المستقبل، لكن للأسف ألاحظ أن المخرجين في المغرب لا يولون اهتماما لهذه المواضيع بشكل كبير، فقليل من يتناولها في أعماله الفنية”.
كما سلط الضوء على الصعوبات التي تواجه المخرجين من خلال العمل في مجال السينما، يقول: ” الصعوبات دائما موجودة في أي مجال، خصوصا في البدايات، الميدان يتطلب الاجتهاد والدراسة، كي يطور الشخص نفسه، فحتى ولو كنت خريج الدراسات السنيمائية، يجب أن تواصل التكوين والمواظبة على الدراسة كي تتطور مهاراتك التقنية والفنية”.
ودعا بالتزام الصبر، يقول: ” ليس بالأمر السهل أن تضع بصمتك في الساحة الفنية، يلزمك العزيمة والصبر والقوة، وأن تقاتل كأنك في حرب، صحيح أن تحمل مسؤولية العديد من الأشياء، أحيانا يجعلك تحس بالضغط ولكن كل هذا في سبيل الفن”.
أما بخصوص جديده، يقول: “قريبا سنقوم بطرح فيديو كليب، سيكون مفاجئة للجمهور، كما أنني حاليا في مرحلة الاعداد لتصوير فيلمي السينمائي، وأتمنى التوفيق من الله وأن أكون عند حسن المتتابعين”.
كما أشار وبأسف شديد على غياب دور السينما بمدينة أكادير: “من أكبر الإشكالات التي نوجهها في مدينة أكادير، أنها بدون قاعات سنيمائية، نعاني كثيرا، نضطر أن نسافر كي نشاهد الفيلم أو أن ننتظر حتى يكون متاح على الانترنيت، وأنا شخصيا أفضل الانتظار حتى أشاهد الفيلم في السينما، فالسينما لها متعة خاصة، والقاعة تعطيك نوع من الحياة، وتعيش مع أجواء الفيلم، نتمنى أن تتنفس مشاريع أكادير الصعداء وأن تجسد في أرض الواقع ونفرح بقاعات سنيمائية بالمدينة، سواء بفتح قاعات جديدة أو بترميم القديمة، والتي عشنا فيها ذكريات جميلة لا تنسى، و الجمهورالأكاديري يستحق قاعات سنيمائية وأن يشاهد الأفلام من خلال الشاشات الكبيرة، المدينة جميلة جدا، فهي التي أنجبت فنانين كبار في شتى المجالات ونحن نفتخر بالانتماء الى هده المدينة”.
واختتم بقول إن السينما رسالة: ” ورسالتي ألا نفقد الأمل، فنحن نمر بمحطات كثيرة في الحياة، ويجب أن نتيقن أننا سنصادف محطات مليئة بالعراقيل ولكن يجب أن نؤمن أنها بداية حل للمشكل، ورسالتي للشباب الممارسين للفن، وللذين استطاعوا بصم أسمائهم، أطلب منهم أن يقدموا يد العون للشباب المبتدئين وأن يساعدوهم بالمعلومات والنصائح وأن يوجهوهم كي يكتشفوا أكثر هذا المجال، وأتمنى التوفيق للجميع وأن نكون خير سفراء للفن المغربي”.