ماذا قال البابا ماكماستر وكيسنجر عن وقائع الحرب؟
بقلم: حسين دعسة
النشرة الدولية –
.. في الاخبار العاجلة ان قاذفات من سلاح الجو الروسي، تحلق فوق أجواء فنلندا، وهي حركة عسكرية يلوح بها الرئيس الروسي بوتين، تأتي في وقت يصر ويواصل إرسال رسائل مجهولة الأهداف، قد تكون مؤشرات لتهديد حلف الناتو والولايات المتحدة.
تزامنت الحركة الروسية مع عديد التحليلات السياسية، التي توافقت على ما آلت اليه الأوضاع في وكر الدب الروسي بوتين والجيش الذي ما زال يخوض حربا مدمرة في أوكرانيا، دخلت شهرها الثامن دون حسم أو رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
*ثلاثة آراء.. لكنها لا توقف الحرب.
فعلا؛ هي ثلاثة آراء،من قيادات دينية وسياسية وعسكرية، لكنها لا توقف الحرب، أو ينتبه لها بوتين،.. وهي تتصارع في محاولة احتواء رد الفعل، ولا تقترب من دغدغة عقل وسلاح روسيا.
كيف ذلك:
*الرأي الأول :
في حاضرة الفاتيكان، البابا فرانسيس يدعو الرئيس بوتين إنهاء ‘دوامة العنف والموت’، وقال أمام جمهور العظة البابوية الاسبوعية، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان : “إن ندائي موجه أولاً وقبل كل شيء إلى رئيس الاتحاد الروسي ، طالبًا منه وقف دوامة العنف والموت هذه ، أيضًا من أجل شعبه.”
وبدأ البابا، يخوض في السياسة والرجاء الدبلوماسي مؤكدا: “من ناحية أخرى ، حزينًا على المعاناة الهائلة للشعب الأوكراني نتيجة للعدوان الذي عاناه ، أتوجه بمناشدة واثقة بنفس القدر إلى رئيس أوكرانيا للانفتاح على مقترحات جادة من أجل السلام”. “إنني أحث جميع أبطال الحياة الدولية والقادة السياسيين للدول على بذل كل ما في وسعهم لإنهاء الحرب ، دون السماح لأنفسهم بالانجرار إلى تصعيد خطير ، وتعزيز ودعم مبادرات الحوار”.
.. وفي ذات المنطق، يتساءل البابا:”وماذا عن حقيقة أن البشرية تواجه مرة أخرى التهديد الذري؟
“هذا سخيف”. “ماذا سيحدث بعد ذلك؟ كم من الدماء يجب أن تتدفق حتى ندرك أن الحرب ليست حلاً أبدًا ، بل دمارًا؟ باسم الله وباسم الحس الإنساني الذي يسكن في كل قلب ، أجدد دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
*الرأي الثاني:
قد يبدو غريبا ان يظهر مستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر، الذي غاب مع هاية ولاية الرئيس ترامب، لكنه هنا، يعيد النظر في الوضع العسكري الحالي بين روسيا وأوكرانيا، ليلقي بالآراء بشأن تهديدات بوتين، بالذات الأسلحة النووية: “إذا استخدمت سلاحًا نوويًا ، فهو سلاح انتحاري”
تحذيرات المستشار ماكماستر أثارت الجدل خلال محاورة مع الإعلامية مارغريت برينان من شبكة سي بي إس لبرنامج “واجه الأمة”، وفيها قال أنه:” على الرغم من تهديدات بوتين ، لا يتعين على العالم الغربي الرد بنفس التصعيد”.
بشكل مباشر عكس ماكماستر، خبرته عندما ركز القول: ” أعتقد أن الرسالة إلى (بوتين) هي أنه إذا كنت تستخدم سلاحًا نوويًا ، فهذا سلاح انتحاري” ، مضيفًا أن “رد الناتو والولايات المتحدة لا يجب أن يكون نوويًا”.
ماكماستر،، نسي ان الإدارة الأميركية نبهت عل& لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكين إلى إن إدارة بايدن، حذرت الكرملين(…) من أي هجمات نووية ، وأبلغت المسؤولين الروس بشكل خاص ب “وقف الحديث الفضفاض” حول الاستخدام المحتمل لسلاح نووي.
المثير في تصريحات مكماستر تأكيده إن بوتين يتعرض “لضغوط شديدة” وسط الحرب في أوكرانيا وصدور أمر تعبئة جزئي الشهر الماضي لسحب نحو 300 ألف جندي احتياطي في روسيا. أثار أمر التعبئة احتجاجات واسعة النطاق وتسبب في فرار الآلاف من الروس من البلاد.
يحاور المستشار تسليط الضوء، ماكماستر، يلعب دور السياسي-الأمني، يضع إدارته أمام خيار: “ما قد نكون هنا هو حقًا على شفا الانهيار الحقيقي للجيش الروسي في أوكرانيا ، انهيار أخلاقي”. “لابد أنهم وصلوا بالفعل إلى نقطة الانهيار. إذا نظرت إلى عدد الضحايا فقط ، والمساحة الشاسعة التي يحاولون الدفاع عنها ، والآن ، بالطبع ، تحاول روسيا حشد المجندين وإرسالهم إلى الجبهة دون تدريب “و أن التهديد النووي الروسي هو: “الرعشة الوحيدة المتبقية لديه” بينما يكافح الزعيم الروسي في الحرب.
*الرأي الثالث:
.. قبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر إن :”روسيا ، بطريقة ما ، خسرت الحرب بالفعل” في أوكرانيا”
كيسنجر ثعلب السياسة الأميركية منذ ايام الرئيس نيكسون، يرى ان الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر “قدرتها على تهديد أوروبا بهجمات تقليدية تم التغلب عليها الآن بشكل واضح”.
على مشارف القرن من عمره، يقف كيسنجر ، متحدثًا أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، مؤكدا ما سبق أن تباينت أقواله طوال أشهر الحرب:إن الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر أن “قدرة روسيا على التهديد في أوروبا بالهجوم التقليدي قد تم التغلب عليها الآن بشكل واضح”. قال كيسنجر إن السؤال الآن هو كيف ستكون علاقة روسيا بأوروبا في المستقبل. قال كيسنجر إنه في النهاية يجب أن يبدأ الحوار بين الغرب وروسيا.
.. وهو، اي كيسنجر، يعود إلى مغالبات الإعلام، فيقول:أن محاولات واشنطن ضم أوكرانيا إلى حلف “الناتو” غير حكيمة؛ “أعتقد أنه ليس من الحكمة أن تحاول الولايات المتحدة ضم أوكرانيا إلى “الناتو””.
.. الواقع، إعلاميا، قالت نوفوستي، وكالة الإعلام الروسية الرسمية، نشرت خبرا مقصودا، فيه:.. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، بعد انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه إلى روسيا، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إن كييف ستتقدم بطلب للانضمام إلى “الناتو” بشكل عاجل.
كيسنجر، يعود إلى سؤال:.. ما الذي يمنحك الأمل في العالم؟
يجيب محاورة في مركز جورج بوس للدراسات الاستراتيجية:
ما يعطيني الأمل هو أنه إذا أردنا البقاء على قيد الحياة في عالم ديمقراطي ، فعلينا بالتأكيد حل هذه المشاكل. لقد وجدنا في تاريخنا طرقًا لحلها ، وهذا هو أول ما يمنحني الأمل. وثانيًا ، أصبحت المشكلات أكثر وضوحًا ، وعلي أن أفترض فقط أن المجتمعات ذات المؤسسات العظيمة التي لدينا ، والتي يمتلكها الصينيون في سياق مختلف ، لن تسمح بتطور أي من هذه المخاطر.
*الحسم.. لا حرب تنتهي في ظل أزمة اقتصادية.
لا ولم تنفع الآراء كثيرة في عقل صانع الحرب، الجبهات تتسع، الدمار يأكل الأخضر واليابس في أوكرانيا، عمليا، العالم تحت مطرقة ان لا حسم، لا حرب تنتهي، ونحن نرى ما يواجه العالم، المنطقة وكل قارات الأرض، أزمة اقتصادية،تدخل في تصورات بعيدة المدى، وهناك من يدعو الإدارة الأميركية بالقول:يجب على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها للمساعدة في القضاء على التضخم ، هنا وفي الخارج. لسوء الحظ ، سيتطلب ذلك إجراءات جريئة من رئيس، وقع تحت الماء-بحسب وصف المحللة السياسية ليز بيك – في استطلاعات الرأي ويبدو ، بشكل لا يصدق ، أنه يعتقد أن الأمور تسير على ما يرام.
.. مرحليا، تعيش المنطقة والإقليم حالة من اللاوعي، فقد تشتد الحرب، وتدخل روسيا ادواتها التي تهدد بها، لنقف في مواجهة مع الذات ربما لا نجاة منها، إلا استيعاب ان بعض الحلول تأتي من الداخل.