“وصليني” سيارات أجرة في السعودية “للنساء فقط”
باتت وسيلة لزيادة دخل العاملات وتفضلها الأسر لكونها وسيلة آمنة بعيداً من مظاهر التحرش والمضايقات
النشرة الدولية –
اندبندنت عربية – غادة الجبيري –
تحت شعار “بنات يوصلن بنات” ظهر أخيراً في مجال المواصلات العامة في السعودية تطبيقات لسيارات أجرة نسائية تقودها سيدة ويرتادها نساء فقط، ولاقت تلك التطبيقات رواجاً كبيراً بين السعوديات، سواء من العاملات الراغبات في زيادة دخولهن أم من هؤلاء النساء اللاتي يفضلن الخصوصية ومرافقة امرأة في مشاويرهن اليومية.
وساهمت تطبيقات الأجرة النسائية في توفير وسيلة دخل إضافية للمرأة العاملة وغير العاملة، ومن ناحية أخرى يعبر مستخدموها عن ارتياحهم لكونها وسيلة آمنة بعيدة من مظاهر التحرش والمضايقات التي لا تخلو منها وسائل النقل العامة.
وعلى رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بتطبيقات أخرى إلا أنها تعد الخيار الأول لمن تفضل الخصوصية سواء من ناحيتها شخصياً أو من ناحية أي أم عاملة قد لا تمتلك الوقت الكافي في الصباح لنقل أبنائها إلى المدارس، فتعتبرها وسيلة أكثر أماناً لهم.
بعد عام من قرار السماح للمرأة بالقيادة في السعودية الذي أقر في 2017، تم تداول تطبيقات توصيل مخصصة للنساء بطاقم عمل نسائي بالكامل كان الهدف من إنشاء تلك الخدمة هي قواعد الدين وتحفظات بعضهم التي لا تسمح للنساء بالتنقل مع الرجال الغرباء في سيارة واحدة.
استوحت الأجرة النسائية فكرتها من التطبيقات المعروفة عالمياً مثل “أوبر” و”كريم”، حتى أصبح “آب ستور” و”غوغل ستور” في النطاق السعودي يكتظ بتطبيقات الأجرة النسائية، ومنها تطبيق “نواعم” وتطبيق “وصليني” وغيرها، حتى لاقت رواجاً كبيراً في أوساط النساء إلى أن اعتمدت بعض التطبيقات غير المتخصصة توفير خيار مستقل بمسمى “ladies”.
الأجرة النسائية تدعم المرأة من جانبين، كما يذكر وليد العرجاني الرئيس التنفيذي لتطبيق “وصليني” لـ”اندبندنت عربية”، ويوضح أنه “غير مجهول أن مجتمعنا محافظ وأغلب النساء يفضلن الخصوصية في تنقلاتهم، وكثير منهن يفضلن التنقل مع أهاليهن، لذلك اقترحنا أن وجود المرأة في مجال التوصيل يمكن النساء من الحصول على خصوصية مشابهة لخصوصية الأهل، إضافة إلى أننا أوجدنا فرصة للحصول على دخل إضافي للنساء الحاملات للرخصة”.
تذكر ربيعة، وهي إحدى السائقات في تطبيق الأجرة النسائية “وصليني”، أنها تعتبرها وظيفتها الأساسية، إذ بدأت العمل فيها منذ ثلاث سنوات بساعات يومية تتراوح بين أربع إلى ثماني ساعات، وتبرر اختيارها لها كوظيفة أساسية بالخصوصية التي لاقتها وشعورها بالأمان كونها تقل شريحة النساء فقط، ومن جانب آخر تذكر ربيعة أن الدخل الشهري يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دولار شهرياً تقريباً، وتتغير بحسب ساعات العمل التي تقضيها.
أسعار مرتفعة ورواج كبير
أسعار الأجرة النسائية في السعودية مرتفعة عن غيرها من وسائل النقل العام، ومع ذلك فهي ما زالت تلقى رواجاً كبيراً. تبرر نورة، إحدى رواد التطبيق، أن سبب إصرارها على دفع مبلغ أعلى يعود إلى رغبتها في اختيار وسيلة آمنة، أما هدى فقالت “كوني سأستقل أجرة في كل الأحوال، فما المانع من دفع فارق المبلغ لدعم السائقات المستجدات في تلك المهنة؟”.
ويشاركها الهدف ملاك تطبيقات الأجرة النسائية، إذ يبرر وليد عبد الله العرجاني الرئيس التنفيذي لتطبيق “وصليني” ارتفاع الأسعار بعض الشيء مقارنة ببقية برامج التوصيل الأخرى، بتحفيز النساء للتسجيل والاشتراك في البرنامج، لكون بعضهن يعدنه دخلاً أساسياً ووحيداً لهن، إضافة إلى أن الشريحة المستقطبة تعد أصغر من بقية برامج التوصيل، منوهاً بمراجعة الأسعار ودراستها بشكل دوري للتأكد من مدى ملاءمتها، وخفضها في حال دعت حاجة السوق إلى ذلك”.
وفي مقارنة مع تطبيق عالمي مثل “أوبر” على سبيل المثال الذي وصل عدد مستخدميه في السعودية إلى 31 مليون مستخدم، يشير العرجاني إلى أن عدد مستخدمي “وصليني” نحو 120 ألف مستخدم و30 ألف سائقة، بينما يضم تطبيق “نواعم” 140 ألف مستخدم و4200 سائقة.
من الظواهر التي عززت فكرة الأجرة النسائية معاناة النساء من المضايقات والتحرشات من قبل سائقي الأجرة الرجال، وكذلك رغبة الأهالي في اختيار وسيلة آمنة لنقل أطفالهم من دون الحاجة إلى مرافق.
المضايقات قد لا تكون منحصرة على رواد الأجرة، أيضاً سائقات الأجرة يفضلن أن يقلن نساء تجنباً لتلك الحوادث، تذكر ابتهال وهي أحد سائقات الأجرة النسائية “أحظر ركوب أي رجل، فاختياري للأجرة النسائية هو لزيادة دخلي بطريقة آمنة في المقام الأول، وفي المقام الثاني خدمة النساء اللاتي لا يفضلن مرافقة رجل مثلي تماماً”، وتنوه إيمان الصافي ممثلة تطبيق “نواعم” بأن التطبيق يسمح بنقل العائلات وأمر نقل الركاب “الرجال” متروك للسائقة.