تكريم فريد ابو فاضل فس دير مار الياس لمناسبة صدور مؤلفاته

https://s2.nidaalwatan.com/storage/attachments/114/Untitled-1-Recovered_684197.jpg/r/1000/Untitled-1-Recovered_684197.jpg

النشرة الدولية –

كرّم رئيس دير مار الياس – أنطلياس الأباتي أنطوان راجح وآباء الدير، الأديب والمدير السابق لمدرسة الدير المؤرخ فريد خليل شاهين أبو فاضل، لمناسبة صدور مؤلفاته الكاملة من تحقيق إبنه المحامي بسام أبو فاضل، وذلك في احتفال أقيم في صالة الكنيسة الكبرى، أطلق خلاله اسمه على باحة الدير الداخلية ورفع فيه الستار عن لوحة تذكارية وفاء له وامتنانا لعطاءاته، في إطار الإحتفالات باليوبيل الأنطوني المئوي الثالث للدير.

حضر الإحتفال المطران سمير نصار ورؤساء بلديتي أنطلياس ونابيه إيلي فرحات أبو جودة ومروان عطالله وكهنة رعايا أنطلياس وحشد من المهتمين.

بعد النشيد الوطني رحب مقدم الإحتفال الأب بشارة إيليا بالحضور.

وقال: “استدعاء الأستاذ فريد أبو فاضل تحية إكبار، احتفاء بصدور مؤلفاته الكاملة، التي حققها ونشرها ابنه الأستاذ بسام أبو فاضل إبراراً لوعد، بعدما كانت مخطوطات بخط اليد أو منشورات في المجلات والجرائد أو مشاريع كتب لم تبصر النور في زمن كاتبها باستثناء “أسر العناحلة ومراحل التاريخ اللبناني” الذي طبع في العامِ 1955 بطبعته الأولى، والثانية المنقّحة، بعد وفاته، صدرت في العام 1988. دير مار الياس في يوبيله الثلاثمئة، بحضوره الأنطوني المستمر، لا يفتخر برهبانه ورئاسته فحسب، إنما يعتز بأبنائه الغيورين المؤمنين الشرفاء المميزين بحضورهم. أولئك تكون الاستنارة بهم لتبقى الكنيسة جماعة فاعلة وتفاعلية لخدمة الإنسان وتجويد إنسانيته”.

وختم: “فلسفة الأستاذ فريد ومشروعه الأدبي الفكري، يختصر بعنوان: “لأجلك يا لبنان”. الأستاذ فريد ابو فاضل علم أنطلياسي متني، كما في المتن العلم اللبناني أرزة خالدة باقية على مدى الأزمان.”

وقال الآباتي راجح بعد عرض شريط مصور بالمؤلفات: “هذا الاحتفال تكريم للأستاذ فريد خليل شاهين أبو فاضل، على أعماله الفريدة، في الأدب، والشعر، والتاريخ، والصحافة، والتربية. وقد ضاقت على وسعها، غزارة الصفحات وأرحبها. وإن أسمى أفعال التكريم هو التأمّل بذخائره، في نضج تفاعلها، وفي صوغ بياناتها. لقد أخذت بأديبنا الكبير، في تشعّب موضوعات أدبه، وحيوية فكره، وسعة أفقه، وامتداد دروبه، وإنسانية إحساسه، وحركية الحرية في غيرته على قيم الإنسان. فقد تزين بما شاء ربنا، من فهم

واطلاع، فسبحانه واهبا قديرا. وها إن ماضيه يدفق اليوم، في حاضرنا، بفضل جهود ابنه”.

أضاف: “لذا، فالاحتفال تكريم أيضاً، للأستاذ بسام، صاحب العزم والحزم. لقد سهر الليالي، وصلها بنهارات أيامه، في السنوات الثلاث عشرة المنصرمة، من دون أن يرحم تعبه، أو يبالي بعظامه، أو بهدر أيامه، كي تنساب علينا، كل تلك التحف. فقد تساقطت، الواحدة تلو الأخرى، وحرفا بعد حرف، وهي تلهث من حرارة الشوق، حتى بلغت ثلاثة عشر كتابا، وثلاثة مجلدات لمجلة الرياض النوعية التي صدرت، وأبدعت في ثلاثينات القرن المنصرم، في أنطلياس. وأصطفت كلها إلى جانب كتابي بسام السابقين: مذكرات الياس الشويري، وديوان أناشيد الغربة”.

وتابع: “يسعدني اليوم، أن أعلن، بترحيب جامع من إخوتي الرهبان، عن إزاحة ستارة عن لوحة تذكارية، تخصِص باحة الدير على اسم الأستاذ فريد أبو فاضل، وفاء، وامتنانا، وعرفانا، وإمدادا لذكره الطيب وعطاءاته. فهي باحة تلامذة المدرسة التي رعاها ورقاها، وعليها بقاياها، وهي فضاء البيت الذي سكنه مع عائلته طويلا”.

وختم: “اهنأ يا أستاذ فريد حيث أنت في عليائك، بمكافأة العلي لك، على كم ما أمطرته من مآثر على صفحات أنطلياس ونابيه، وفي سجل الدير، وفي فضاء ثقافة الوطن. واسعد بابنك بسام يؤكد لك اليوم: إن أعظم مجدي أنك كنت لي أبا، وأني كنت لك ابنا. وصفوك على مدى سنوات مربيا لأجيال، ومستكتبا الكبار في مجلتك العريقة “الرياض”، فكانوا ذاتك المنتشرة هنا، وستزيد انتشارا بنشر أعمالك اليوم. وطول العمر لك عزيزي أستاذ بسام. فإن من احترم أباه طالت أيامه”.

وبعد أداء المرنّمة جيهان بجاني نشيد “إذا أحببت لبنانا” الذي كتبه المكرّم ولحنه ووزعه طارق مكرزل، قال القاضي الياس عيد: ” تكرّمون الفريد في يوبيلكم الفريد، وللفريد في قلوبنا كل يوم مهرجان ويوبيل. وطن يلحّ على تكريم مربييه وإعلامييه، وحده الوطن الذي يستحق الحياة. علم حتى ناداه الرحابنة بمعلمنا. علم اللغة لكنه علم البلاغة والجمال. علم الإيمان لكنه زوّدهم بالمسيح. علم الوطنية وكانت وصيته الى الأجيال: “لا تعبدوا بعد الله إلا لبنان”.

وختم: “كان حلم كبيرنا الفريد أن تتجاوز منشوراته عالم الأسرارية الضيقة وأن تطبع وصولا الى الناس في العلن. ومن لهذا الإرث النوعي والكمي سوى الإبن البار، الصديق المحامي بسام أبو فاضل؟! بوركت بساما تبسمت لوفائك القلوب”.

وقال محقق الكتب نجل المكرم بسام أبو فاضل: “إن شخصية فريد أبو فاضل الجامعة لوجوهه كافة تميزت بصلابة تماسكها ومبادئها ووضوح رؤاها الأخلاقية والإجتماعية والوطنية والدينية، وقد تجلى رابط أساسي في ما بينها، ألا وهو الهادف الى ما يعزز كيان الوطن بإنسانه الخلوق، ومجتمعه الراقي الغني بالقيم والإيمان، دون الإلحاد والإستهتار، وهذا الوطن الذي أراده وثابا لارتقاء منزلة عالية بين الأمم الراقية، باستقلاله التام، بالنزاهة والتجرد، بالعلم والعمل، بالحرية والديمقراطية والمساواة، بالتضامن بين أبنائه رجالا ونساء، حيث أن لا تضامن ولا حرية مع الإستدانة، وحيث أن العائلة الراقية في أساس قيام الوطن الراقي، وحيث أنه في توحيد البرامج توحيد للقلوب والميول، وهو من قال: “إن وطني وليد روح. كم أود أن يبقى وطني ربيعاً زاهراً مشرق الألوان والتموجات، غنياً بالسحر والجمال وبالرؤى والآمال، فقيراً بالدرهم والدينار، بعيداً عن الإلحاد من كل عيب وعار”.

أضاف: “إن احتفال اليوم هو مهرجان للوفاء: من الإبن لوالده، ومنه لتراثنا ومجتمعنا، إذ لم تدفن أفكار ورؤى فريد أبو فاضل في الخزائن بل نشرت لخير الوطن والفكر والإنسان، ومن الرهبنة الأنطونية لأنطلياس، ولمن ضحّى الى جانبها ومن أجل تقدمها وكان وفياً بدوره لهما”.

وشكر في الختام “كل الذين ساهموا في تحقيق اللقاء وكل من آزرني عبر العقود الأربعة الماضية في كل ما له علاقة في إبراز نتاج فريد أبو فاضل”.

زر الذهاب إلى الأعلى