مع بدء العد التنازلي لانطلاقة مونديال… قصص لمشجعين خاضوا مغامرات جنونية للوصول لمونديال قطر
النشرة الدولية –
مع بدء العد التنازلي لانطلاقة مونديال قطر 2020 نوفمبر المقبل، سيطر الحديث عن البطولة على اهتمام عشاق الساحرة المستديرة حول العالم؛ إذ تستعد مدينة الدوحة لاستقبال ما يقارب 1.2 مليون شخص لحضور المباريات، بحسب تقديرات اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم.
ومن أجل اللحاق بمنافسات المونديال فضَّل عدد من المشجعين الوصول إلى البلد المنظمة للفعاليات بشكل أكثر تميزًا؛ أثار الاهتمام، كما فعل المشجع السعودي “عبدالله السلمي” الذي فكر في عبور شبه الجزيرة العربية سيرًا على الأقدام من أجل الوصول إلى الدوحة؛ ليحظى بتجربة “استثنائية” لمشاهدة المنافسات.
وقرر “السلمي” أن يقوم بتلك المغامرة بالمشي في رحلة منفردة، تستمر شهرين، على طريق بطول 1600 كلم من مسقط رأسه في جدة على ساحل البحر الأحمر إلى العاصمة القطرية على ساحل الخليج العربي، موضحًا أنه يقوم بتوثيق رحلته عبر “سناب شات” من أجل تسليط الضوء على الحماسة في المنطقة تجاه بطولة كأس العالم التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وعلى طريقة السعودي “السلمي” انطلق الإسباني “سانتياجو سانتشيث” في مهمة للوصول إلى قطر سيرًا على الأقدام؛ إذ غادر مدينة مدريد في يناير الماضي، ومنذ ذلك الحين عبر معظم أوروبا وتركيا، ونام في خيمته، وأحيانًا في فنادق أو في منازل أصدقاء قدامى أو جدد، التقاهم على الطريق.
ويؤكد “سانتشيث” أن الوصول إلى كأس العالم ليس الهدف في حد ذاته، ولكنه موعد نهائي، يدفعه إلى الأمام لتحقيق أحلامه. موضحًا أن اللقاءات غير المتوقعة التي يمرُّ بها، والتواصل بين البشر بلا حدود فاصلة، بمنزلة شريان الحياة في هذه الرحلة المرهقة في بعض الأحيان.
أما المشجعان الفرنسيان “مهدي بارميسا” و”غابريال ماغاتان” فقد قررا خوض تحدٍّ وُصف بـ”المجنون”، وهو السفر إلى العاصمة القطرية الدوحة بالدراجة الهوائية، لمتابعة مباريات المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم؛ وبناء على ذلك فإنهما سيقطعان نحو 8 آلاف كمبرا منذ انطلاقهما في 20 أغسطس الماضي من ملعب سان دوني بالعاصمة باريس.
ويمر المغامران الفرنسيان في رحلتهما إلى قطر عبر دول النمسا وألمانيا، ثم المجر وتركيا، ثم إيران ودبي وصولاً إلى الدوحة.
وفي تحدٍّ آخر قرَّر المغامر والرحَّال البرتغالي “كارلوس بروم” مشاهدة كأس العالم بعد السفر إلى قطر بواسطة شاحنته الخاصة؛ لينطلق في رحلة قرابة الشهرين، يقطع خلالهما أكثر من 12 ألف كلم، مرورًا بأكثر من 20 دولة؛ ليُمنِّي نفسه بتشجيع اللاعب كريستيانو رونالدو في أفضل كأس عالم في تاريخه، حسب قوله.
وأشار “بروم” إلى أنه زار 107 بلدان، وحضر مع رفاقه منافسات كأس العالم في كوريا 2002، وفي جنوب إفريقيا 2010، وفي روسيا 2018؛ لمساندة منتخب بلاده.
ولمدة سبعة أشهر يخوض أربعة أشخاص من الأرجنتين رحلة بالدراجة، تغطي نحو 11000 كيلومتر حتى يصلوا إلى قطر لمشاهدة مونديال 2022.
وقال “سيلفيو جاتي”، أحد أعضاء اللجنة الرباعية، إن الرحلة تشمل السفر عبر 15 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا، لافتًا إلى أن الخطة الأصلية تستند إلى ركوب الدراجات في المسافة بين كيب تاون في جنوب إفريقيا وأديس أبابا في إثيوبيا، ثم إلى العاصمة المصرية القاهرة، وبعدها إلى ميناء نويبع لأخذ العبّارة إلى الأردن، ومن هناك تبدأ رحلة جديدة عبر العراق والكويت والمملكة العربية السعودية حتى الوصول إلى قطر.
يُذكر أن نسخة مونديال قطر 2022 ليست الوحيدة التي ترتبط بمغامرات المشجعين للوصول؛ ففي نسخة كأس العالم التي أُقيمت في روسيا سافر الرحالة السعودي فهد اليحيى إلى العاصمة موسكو بعد أن قطع أكثر من خمسة آلاف كيلومتر على متن دراجته؛ ليشجع منتخب بلاده خلال مشاركته في مونديال روسيا 2018 لكرة القدم.
كما فضَّل المغامر المصري محمد نوفل الانطلاق بدراجته الهوائية من القاهرة متجهًا إلى روسيا لتشجيع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2018، وحينها قطع مسافة 5000 كلم تقريبا خلال 65 يومًا؛ ليقوم بمؤازرة منتخب الفراعنة.
وعلى ظهر جرار عتيق الطراز قرر المشجع الألماني هوبرت ويرث التوجه إلى روسيا لحضور مباريات كأس العالم، وسار بسرعة 20 كيلومترًا في الساعة، وهي أقصى سرعة يمكن أن يصل إليها هذا الجرار الذي يعود لما قبل ستينيات القرن الماضي، ومن طراز لانز بولدوج.
وفي نسخة مونديال البرازيل 2014 قرر الأرجنتيني “أرييل مولفينو” أن يجتاز مسافة 2500 كيلومتر على متن دراجة موديل 1957، لا تتجاوز سرعتها 60 كيلومترًا في الساعة؛ لحضور المباراة النهائية للمونديال بين منتخب بلاده وألمانيا.
وبالفعل، قطع “أرييل” مسافة 2500 كيلومتر، كانت أزيد من ألف كيلومتر منها تحت الأمطار. وتخلل رحلته وقفات استراحة في عدد من المدن إلى أن وصل أخيرًا إلى ريو ديجانيرو لحضور المباراة التي جمعت منتخب بلاده بألمانيا.