في فلسطين..أطفال يستشهدون وعجزة يتسلقون
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
عادل داود “14” عام، ريان ياسر “7” سنوات، زياد غنيم “16” عام، محمد شحادة “14” عام، عمرو السمودي “12”عام، اسماء لأعلام في النضال والشهادة والبطولة، هي مجموعة أسماء لرجال في عمر الطفولة ما شعروا بطفولتهم يوماً، فشبوا منذ اليوم الأول رجال يذودون عن وطن بعمر التاريخ، ليسجلوا اسمائهم بأحرف من ذهب في سجل الخالدين، هم أطفال لم يبلغوا سن الحُلم ودخلوا جميع البيوت الشريفة في العالم، فيما عدد من كبار القوم يدخلون بذات القوة بيوت الفجور والسفور العالمية من أوسع أبوابها، فهؤلاء الأطفال لا يعرفون عن أوسلو ومعاهدات السلام والاستسلام ولا يدركون معنى التنسيق الأمني طوال حياتهم المحدودة، لكنهم عاشوا مرارة تجربته حين ارتقوا شهداء بقوة السلاح الصهيوني الذي يصطاد ما يشاء من أطفال فلسطين وسط صمت رجال السلطة والعرب اجمعين، بل ان بعض قادة السلطة دافعوا عن السلاح الصهيوني واعتبروا سلاح الأبطال الفلسطينين غير شرعي وأمهات الشهداء شواذ.
وهنا نتساءل ونسأل السلطة الفلسطينية التي يتراجع دورها من يوم لآخر، كم طفل يجب ان تقتله آلة الإجرام الصهيوني حتى يشعر عجزة السلطة بالألم وهم جالسون على مقاعدهم التي وضعتهم فوق رقاب الشعب الذي عليهم حمايته والذود عنه، وكم جنازة لطفل يحتاجون حتى يشعروا بوخزة تعيد إليهم ضمائرهم الغائبة، وكم من قلب طفل يجب أن يتوقف وجنود الصهاينة يُطاردوه حتى يقفوا كالرجال يدافعون عن الشعب الأعظم في تاريخ البشرية ولو بالكلام، وكم من عويل أم قادر على جعلهم يستفيقوا من سكرتهم وغفواتهم التي طالت، فهل يعتقدون أنه بموت الأطفال يرتقون وعند الصهاينة يصبحوا مهمين؟، أم أنهم يعتقدون أنه بموت طفل يقتلون الأمل والحلم في قلوب الأطفال الآخرين، ويجعلون من الأمهات سجانات لابنائهن يمنعهن من الخروج ومن حمل الحجارة ورجم شياطين الجن، أم انه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ونحن أمة تبحث دوماً عن الذهب لذا نصمت في مواقف يجب بها أن نتكلم.
ان مقتل الأطفال خزي وعار على القاتل المعروف باجرامه ومجازره، وعلى السلطة التي خرج أحد كبارها يلعن الأبطال ويشتم الأمهات ويطالب بوقف مهاجمة الصهاينة، ولم تتحرك دكة السلطة لوقفه أو محاسبته في تصرف يثبت موافقتها على أقواله، فهل هؤلاء الأطفال أيتها السلطة بشقيها الصهيوني القانل والفلسطيني الصم البكم العمي، هل هؤلاء الأطفال قتلة ومجرمون كما تدعون؟، أم ان السلطتين تبحثان عن تحقيق الأهداف بقتل الأطفال؟، فالصهيونية لا تريدهم أن يكبروا حتى لا يستعيدوا وطنهم، وعديد رجال السلطة يُريدون زيادة الألم لصناعة الإحباط للشعب وزيادة عذابات الأهالي ليتحولوا إلى مجموعات من العبيد يقفون على بوابات السلطة يطالبون بالرضا، ولكن وللحق فإن كلاهما خاب وخسر في فكره وظنه، فالشعب الفلسطيني يرتقي فوق الأوجاع والآلام ويتحول لما هو أعظم وأشجع، لكن قادة السلطتين لا يعلمون.
آخر الكلام:
لم اجد غير كلمات شاعر فلسطين محمود درويش وهو يصف المشهد الأخير لنهاية الحرب، حين قال انه لم يعرف من قبض الثمن، لكننا يا درويش نراهم في هذه الايام يتفاخرون بجبنهم ، ويتركون أزهار فلسطين تذبل بالرصاص والمطاردة حتى تتوقف القلوب تعباً وخوفاً وتتقطع قلوب الأمهات حسرة، لتصف كلماتك يا درويش المشهد بألم:
سَتَنتهِي الحَرْبُ وَيتَصافَح القادَةُ
وَتَبقَىَ تِلْكَ العَجوزُ تنتَظر ولدَهَا الشَهِيدَ
وَتِلكَ الفتَاةُ تنْتظِرُ زَوجهَا الحَبِيبَ
وَأولَائِكَ الأطفَالُ يَنتظِرُونَ وَالِدَهُم البطَلَ
لَا أعلَمُ مَنْ بَاعَ الوطَنْ
وَلَكِنَّنِي رأيتُ مَن دَفعَ الثمَنْ