اشتقتك يا حبيبي كما اشتقت لبيروت
بقلم: باتريسيا سماحة

النشرة الدولية –

اشتقتك يا حبيبي كما اشتقت لبيروت،

اتذكر رحلاتنا الصغيرة في شوارع المدينة، فنجان القهوة الذي نتناوله من يد ذلك الولد على باب القهوة، كوب الرمان المعصور الذي يروي  الظمأ الى لون العقيق ؟؟؟؟

اذا كنت لا تذكر سارسل اليك بعضا من رائحة البن ولونا جميلا لتتامله

اتذكر تلك الشوارع وتلك الزحمة، الشوارع  رحلت وبقيت الزحمة ….

اتذكر  الناس الذين كنا نراقبهم في سياراتهم، او  سيرا على الاقدام؟؟؟ هؤلاء الناس وضعوا وجوها اخرى هي اقرب الى وجوه عيد البربارة

بت اخاف النظر من زجاج سيارتي، فعيونهم غريبة ونظراتهم فارغة؟؟ اتراهم استبدلوا اهل هذا الوطن بغيرهم ؟؟؟

مررت بالامس في ازقة بيروت رايتهم يرمون مستوعبات النفايات في وسط الشارع ويضرمون النار مدعين الثورة اتراهم لا يعلمون بان الثورة هي من انظف ما يكون وبان الثائر هو الاشجع والاجمل والاكثر حرصا على المدينة ؟؟؟؟

اكاد اقسم بان شعبا اخر استوطن ارضنا، وهو يفجر حقده في مدينتنا، اكاد اقسم بان الرجال الفوارس قد تركوا الوطن الى غير رجعة  وسلموا مفاتيح المدينة الى صبية ، الىً غرباء تحركهم الاوامر والطائفية  والساسة الفاسدون.

حاولت رؤية وجهك المطمئن من خلال دخان الدواليب المطاطية علني استدل الى طريق البيت، بيتنا ولكن عبثا حاولت علك انت ايضا رحلت الى غير رجعة ، فانت لم تحب يوما الدخان على انواعه.

حاولت ان اسمع لهجاتهم وتعابيرهم ولكناتهم علني اعرف  من هم ولكنهم يتكلمون بلغة غير مفهومة، هي مزيج من اللغات الغريبة.

اشتقتك يا حبيبي بالرغم كل شيء، واريدك الا تقلق فنظاراتي الشمسية تحميني من المشهد الغريب، وما زلت اقود بحثا عن وطن.

May be an image of 1 person, standing, sunglasses and outdoors

زر الذهاب إلى الأعلى