“صفر”الفلسطينين انتصار.. و”صفر” العرب والسلطة انكسار..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

اشتعلت المواجهات في المدن الفلسطينية بين أبناء الشعب الأعظم في التاريخ والقوات الصهيونية، وأصبح كل شيء مباح فالفلسطينيون نفذوا عمليات التصفية بالجنود الصهاينة من نقطة “الصفر”، وهي النقطة التي تقف عندها السلطة الوطنية لنصرة شعبها، لتكون نتيجة عملها الوطني “صفر”، وكذلك المواقف العربية حصلت على نفس النتيجة، وهنا يظهر فارق “الصفر” الوطني الشعبي للمقاومة الباسلة و”صفر” السلطة والامة العربية، وبين الصفرين وطن يشتعل بالصهاينة وآخر يعدهم بالوقوف لجانبهم، وبينهما شعب ينتصر لوطنه وقضيته، وعرب وسلطنة ينكسرون ويندحرون.

فأبناء فلسطين يقاتلون الصهاينة من نقصة “الصفر” فينتصرون بقتل الصهاينة وينتصرون بالشهادة، فيما السلطة حصلت على “صفر” في حماية شعبها و”صفر” في نصرة قضيتها، و”صفر” في الذود عن مقدساتها و”صفر” في زيادة علاقاتها الدولية و”صفر” في مصالحتها وتجاوز انقساماتها، والعرب نالوا “صفر” كبير في دعم فلسطين و”صفر” في تقليم أظافر الصهيونية، وكذلك نالت الأمم المتحدة على “صفر” في تطبيق قرارتها ضد الكيان الصهيونى و”صفر” في نشر العدل، فكل يبحث عن “الصفر” الذي وجد لأجله ولخدمته، فأي الأصفار عنوان البطولة والكرامة والتحرير .

وهنا يظهر “صفر” شعفاط تلك البلدة الفلسطينية الواقعة في القدس أعادت الصراع الفلسطيني الصهيوني لواجهة الأحداث ، وصنعت مجداً جديداً للباحثين عن حرية الوطن، وغيرت معادلة المواجهة وجعلت من المُطارِد مُطارَد، وحولت المُحتل إلى سجين الرعب والخوف، فالموت يُحيط بالصهاينة من جميع الجهات ويتوقعون أن يأتيهم في أي لحظة بفضل جيش الصلعان الذي اجتاح القدس، اقتداءاً ببطل عملية شعفاط الذي قتل الجنود الصهاينة بقلب لا يملكه إلا فلسطيني حر رضع البطولة من أمه وشب عليها في مجتمع يصنع الأبطال.

وكالجسد الواحد تداعت المدن الفلسطينية لنصرة شعفاط ولحماية بطلها وقائدها الذي وضع اسمها في سلم المجد، والذي نفذ عملية شجاعة لا يمكن لأي رجل القيام بها، فالقدس بكافة بلداتها انتفضت وجنين بقيت واقفة على قدميها تحارب الصهاينة، ونابلس استعادت ألقها كمدينة للتضحية، وأمطروا الصهاينة بعبوات وقنابل جميعها محلية الصنع ليتحول الليل إلى نهار والأمان لرعب يُطارد كل ما هو صهيوني، فهذه فلسطين حين تنادي ينهض جميع أبنائها إلا السلطة التي كبلت نفسها باتفاقات نزعت عنها هويتها الفلسطينية.

لقد حول بطل شعفاط فلسطين إلى دولة الصلعان حين تسابق الرجال لحلق رؤوسهم حتى لا يصل الصهاينة لمنفذ العملية الأصلع، وهذا أمر زاد من صعوبة عمل الصهاينة الذين يدركون أنهم يواجهون الشعب الأعظم في تاريخ النضال والبحث عن الحرية، ويدركون يقيناً أنهم سيغادرون فلسطين آجلاً أم عاجلاً كون شعب فلسطين لا يموت ولا يستسلم ولا تقيده اتفاقات معيبة، تريد تحويله لشعب خانع والخنوع ليس من صفات الشعوب ذات الثقافة والتاريخ، وفلسطين سيدة التاريخ والتنوع الثقافي لذا ستتحرر من جميع القيود الصهيونية والاتفاقات وحتى الفلسطينية.

آخر الكلام:

علموا أبنائكم البطولة الحقيقية واجعلوا القدس بوصلة العرب، فحينها سنعود أعظم الأمم، فالفارق بين بطل التحدي الباحث عن الحياة في أروقة الموت، وبين من يبحث عن التحدي في ملاعب الهو والشهرة شاسع وكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى