هالْكَمْ أرزه “العاجقين الكون”!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

يتحدث المحتارون من اللبنانيين، الذين لم يعودوا يعرفون إلى أين ذاهبة بلادهم بينما تشهد المنطقة كلها هذا التلاطم الشديد لكل هذه الأمواج، عن أنه قد إختلط عليهم الحابل بالنابل وأن رئيسهم هذا الرجل النظيف فعلاً وحقاًّ وحقيقه عندما رفع يده اليمنى، وهو يجلس على كرسي الرئاسة، ووضعها فوق عينه اليمنى ملامساً جبينه قد بدا وكأنه يودع “الرئاسة بلا عودة”.. والعياذ بالله!!.

وهذا قد جاء بعدما اختلطت عليهم الأمور وفشل البرلمان اللبناني في جلسته الأولى، التي لم يكتمل نصابها عن قصد وعن سابق تصميم وإصرار، وهذا مع أن النصاب القانوني قد كان كافياً ويزيد.. أي حضور “89” نائبا لم يدخل إلى الجلسة منهم إلّا “71” نائبا بعد إنسحاب الآخرين.. وبالطبع فإنه قد تم تأجيل هذا الإجتماع كما هي العادة بالنسبة للأنظمة الديموقراطية!!.

ربما أنّ هذا كله قد لا يكون مهما بالنسبة للمراقبين عن بعد لكن بالنسبة للبنانيين فإن هذا قد عنى أشياء كثيرة فإن بلدهم لا يزال لا يتحكم في أموره وإن القرارات تأتي من أصحاب “القرار” وحقيقة أنّ هذا ليس جديداً على هذا البلد طالما أن واقعه هو هذا الواقع وطالما أن ظهره إلى البحر.. وأمامه: “القطر العربي السوري” وفي معظم المراحل!!.

وهنا فإنّ الصورة التي قد نشرتها صحيفة الشرق الأوسط يوم الجمعة في الرابع عشر من “أكتوبر” وبالطبع في عام 2022 للرئيس اللبناني وهو يضع يده فوقه عينه فكأنه يودع المكان وكأنه يقول “همسا” وداعاً لا لقاء بعده.. وهكذا فإن أحد “المشاغبين” قد قال أنّ الرئيس كان يكفكف دمعة قد “طرزت” من عينه اليمنى وأنه لم يكن يحيي زملائه النواب الذي قد “وفروا” لمن أراد خربطة الأمور هذه لتسهيل إختيار رئيس دولة جديد.. وحيث أن أكثر التقديرات قد أشارت إلى أنه الرئيس السابق وليس غيره.. والعلم عند الله جلّ شأنه.

والمعروف، وقد إختلط الحابل بالنابل على هذا النحو أنّ إختيار رئيس لبناني جديد كان في غاية السهولة.. فـ “الورقة” المعروفة كانت تأتي من “الشخص المعروف” وهكذا وفور إعلانها في قاعة الإنتخابات فقد إرتفع صراخ الفرحة حتى لامس غيوم السماء وفي يوم لا غيوم فيه.. وهنا فإنه يا حسرة على هذا البلد الجميل وعلى هذا الشعب الطيب.. وعلى كل هذه الكفاءات التي تلاحق تبعثرها خلال سنوات طويلة في أربع رياح الكرة الأرضية!!.

زر الذهاب إلى الأعلى