الوحدات ينسحب من دوري المحترفين والاتحاد الأردني مصمم
النشرة الدولية – صالح الراشد –
أعلن رئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة انسحاب فريق كرة القدم من دوري المحترفين قبل جولتين من نهايته، بعد أن أشعل الاتحاد الاردني لكرة القدم فتيل أزمة كبيرة في الدوري، بنقله لقاء القطبين الوحدات والفيصلي في الجولة الحادية والعشرين من استاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة إلى استاد الحسن في مدينة إربد، والتي تبعد عن العاصمة الأردنية حيث مقر الناديين تسعين كيلو مترا، ويرفض الوحدات هذا النقل ويريد أن يحافظ على حقه بإقامة اللقاء على ملعبه البيتي استاد الملك عبدالله كما خاض الفيصلي لقاء الذهاب على ملعبه البيتي استاد عمان الدولي، ليكون قرار الاتحاد نقطة تحول في تاريخ العلاقات بين الأندية والاتحاد، ليسجل الوحدات حالة فريده في تاريخ الكرة الأردنية بانسحابه من البطولة التي يحتاج للفوز بها إلى الفوز على الفيصلي كون الفارق نقطة وحيدة، وجاء الانسحاب من المشاركة في ظل تنامي الشعور لدى الجمهور بأن الاتحاد مُسير لخدمة فريق الفيصلي على حساب بقية الأندية.
وظهر جلياً من مجلس ادارة النادي أنه لن يخوض اللقاء بالفريق الأول على استاد الحسن مهما كانت الظروف، وأنه سيقدم الدوري هدية للفيصلي بفضل قرار الاتحاد وأن مجلس الإدارة متمسك بكامل حقه باللعب على ملعبه البيتي، وهذا أمر لن يحصل في ظل صدور القرار من قبل الاتحاد قبل أن يتفاهم مع الأندية، وأصبح من الصعوبة بمكان عودة الاتحاد عن قراره حتى لا يظهر بأنه ضعيف متردد يتخذ القرارات دون دراسة.
بدوره أكد الاتحاد في بيان رسمي تمسكه بقرار نقل اللقاء لتصل الامور إلى طريق مغلق وبالذات بعد أن ارسل الوحدات كتاباً رسمياً بالانسحاب.
الخوف من الماضي
ويخشى جمهور الوحدات في حال إقامة اللقاء في إربد من تكرار محاولات الاعتداء على سياراتهم بالحجارة وهم عائدون إلى عمان، كون المسافة طويلة وتصل ل”90″ كيلو متر، فيما يحتاج تأمين اللقاء إذا أقيم على استاد الملك عبدالله لتأمين “2-3” كليو متر حتى لا يحدث تراشق بالحجارة، وهو ما وضع علامات تساؤل كبيرة حول نظرية أمان اللاعبين وجمهور الفريقين اللذين لا يكونان في أمان إلا حين يقام اللقاء على استاد عمان الدولي في قلب العاصمة، ويقع على بعد واحد مَنْ مقر الناديين الواقعين على يمين ويسار شارع مطار الملكة علياء الدولي، مما يوجب على الاتحاد اعتماد لقاء القطبين على استاد عمان الدولي في جميع المواجهات.
وسيشكل انسحاب الوحدات ضرر بالدوري في أكثر من موسم ، مما سيلحق الاذى بسمعة الاتحاد الاردني لكرة القدم، لا سيما اذا قام الوحدات بتقديم شكوى للاتحادين الدولي والاسيوي بحق عدالة ومصداقية الاتحاد الاردني في التعامل وكيله بميزانين مختلفين، وهذه نقطة ستجعل من الاتحاد الاردني حديث الساعة وأنه لا يقف على بُعد واحد من الأندية وهو ما سيُدخل الشك لدى الإتحادين بشأن مسيرة الكرة الأردنية ونظامها.
الكأس يكفي
وفي ظل خطوة الوحدات فانه سيركز على بطولة الكأس، كونه النادي الوحيد الذي ينافس بقوة على لقبي الدوري الذي سيستغني عنه بمزاجه، والكأس حيث سيقابل الرمثا في الدور قبل النهائي واذا حقق الفوز سيواجه الفائز من فريقي الحسين اربد وعمان، وفي هذه الحالة سيشارك الوحدات في حال فوزه بكأس الأردن ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ويتخوف جمهور الوحدات من قيام اتحاد اللعبة بعبث آخر يتسبب في خسارة الفريق للقب الكأس بعد ضياع الدوري، وعندها سيحتاج الفريق لقرار صعب يطالب به العديد من جمهور النادي بإلغاء نشاط كرة القدم في الوحدات.
هل يكتمل الموسم الكروي الأردني..؟!!
وتدور الشكوك في ظل قرار الوحدات بالانسحاب حول قدرة الاتحاد على استكمال دوري المحترفين بكرة القدم في ظل القرار والأجواء التي تحفل بها المدرجات، والضغوط التي تمارسها إدارات الأندية على الاتحاد نفسه، والأهم زيادة حدة المواجهات بين جماهير فريقي الوحدات والفيصلي عبر وسائل التواصل الإجتماعي، مما يجعل من اللقاء قنبلة قابلة للإنفجار، وهو ما يستدعي زيادة القبضة الأمنية على الملاعب، فجمهور الفيصلي لا يتقبل فكرة عدم الفوز باللقب لا سيما انه لم يظفر باللقب في آخر موسمين ويسبقه الوحدات في ترتيب الفوز باللقب في القرن الجديد، كما أن الفيصلي قد واجه ظروف صعبة من الناحيتين الفنية والإدارية حيث استقالت إدارة النادي وتم وضع النادي تحت وصاية لجنة مؤقتة بانتظار إجراء الانتخابات، وهو ما زاد من رغبة الجميع بتحقيق انجاز.
ويُصر جمهور الوحدات على نيل اللقب الذي ضاع في الموسم الماضي بعبث وتخطيط إتحادي، ولا يريد الوحدات بفريقه وادارته وجمهوره العودة لذات الطريق والسيناريو وخسارة اللقب في الامتار الأخيرة بسبب قرار الإتحاد، وهو ما جعل الادارة تطالب بحكام من الخارج بعد أن فقدت ثقتها بحكام الموسم الماضي الذين أضاعوا اللقب بقرارات غير مبررة، وكانت المواجهة القادمة ستحدد الصورة النهائية للدوري حيث لا يقبل اللقاء القسمة إلا على واحد صحيح.
التواصل الإجتماعي سبب المصائب
وتشهد وسائل التواصل مواجهات بين جمهور الفريقين، وزاد من حدته تدخل صهيوني شرس وخبيث من الوحدة “8200” لزيادة حجم الإنفعال بين الجماهير وشحنهم سلبياً، وهو أمر خطير يوجب تكاثق الاتحاد والأندية ووزارة الشباب والإعلام لدرء مفاسد المباريات القادمة، بالتركيز على إنسانية كرة القدم وأهمية الترابط الإجتماعي الذي يعتبر أهم من كرة القدم، وللحق فإن القادم ليس سهلاً وعلى الجميع معرفة ان القادم لن يكون سهلاً لوجود إدارات تبحث عن لقب بأي شكل وطريقة، وجماهير تسعى للمناكفة وبين هؤلاء يتواجد لاعبون يرتبطون بعلاقات صداقة، كما يوجد وطن يجب أن تتم حمايته من أي عبث مهما بدا صغيراً، لذا فإن التوقعات تشير إلى عدم اكتمال الدوري كما حصل في موسم مشابه في القرن الماضي، وإن حصل هذا الأمر فهو يعني ضعف في اتحاد الكرة وعدم قدرة على تسيير الأمور، ولكن للحق فإن الأمواج مرتفعة والتدخلات في عمل الاتحاد عديدة حتى بدا أنه ليس بصاحب القرار ليصبح الدوري كاعصار “هينامنور”، ولا يوجد في الاتحاد من تثق به الأندية وجماهيرها عدا الأمير علي بن الحسين، فيما البقية من أعضاء مجلس الإدارة والعاملين في الاتحاد تعتبرهم الأندية وجماهيرها منحازين ومحسوبين على أطراف محددة، وهذا أمر أصاب نزاهة الإتحاد في مقتل، وهو نفس المقتل الذي اصاب القناة الرياضية بوجود ميول محددة للمعلقين واستقدام محللين يمثلون الأندية بدلاً من محللين لكرة القدم، فهل يدفع الدوري الثمن ويسقط قبل الختام.