إخلاء سبيل “القصر لحامل الرقم 13”
بقلم: د. فلك مصطفى الرافعي
النشرة الدولية –
قبل ثلاثة أيام و المفترض أن أكتب قبل ١٣ يوماً من إنتهاء ولاية الرئيس الذي يحمل الرقم التسلسلي للرؤساء اللبنانيين، و هو الرقم المطابق ليوم ١٣ تشرين الاول ١٩٩٠ ، يوم أجبرت طائرات ” السوخوي” الجنرال المتمرّد لترك القصر فارّاً و ملتجئاً إلى السفارة الفرنسية طلباً للحماية بعد إهراق دم مئات من جنود الجيش اللبناني *و قبل الإخلاء ما قبل الأخير*، و الرقم المطابق ايضا ل ١٣ نيسان ١٩٧٥ ( يوم هدير البوسطة ) المستنسخ يومياً لأقنعة البربارة أمنيا و سياسيا و اقتصاديا و بيئيا .
و في هذا العهد أيضاً جرت إنتخابات نيابية بعد ثورة (كلّن يعني كلّن )عام ٢٠١٩ بإستيلاد( ١٣) نائباً تغييراً ، شاء البعض منهم أن يفرط شؤم الرقم فانسحب منهم اثنان ..
و في يوم ( ٣١ تشرين الأول اي الرقم المقلوب للرقم ١٣) ستتم عملية الحجر الوقائي بعد الإصابة المؤكدة “بكورونا’ و “كوليرا” الشغور الرئاسي …
و من نافل القول العودة لتقاليد بعض القبائل العربية أنهم يكسرون( ١٣ ) زيرا وراء الضيف الثقيل ، و الزير هو إناء فخاري للتعبير عن امتعاضهم من زائر غير مرغوب فيه ، و ليس زير قبيلة بني هلال الملقٌب (بالمارد) …
و يعود التطيٌر اى التشاؤم المذموم شرعا و نصا في السيرة النبويّة الشريفة لأن (الميسم) اي الختم الناري لوسم القطيع من اغنام و غنم و ماعز ، فالسمع و الطاعة لمن نهانا و صقلنا بأناقة الايمان و لياقة الحمد بالسرّاءو الضرّاء …
فالعسر بين يُسْرَين إلى زوال و من المحال بقاء الحال على وتيرة و منوال .
و من المعروف أن للرقم التشاؤمي (١٣ ) أنصار في كل بلاد العالم ، فمنهم من لا يقبل غرفة في فندق تحمل الرقم( ١٣ ) ، و الأصل في ذلك التطيٌر أن قوما من سكان البادية اذا همّوا بغزوة او رحلة يُطلقون سراح طائر ، فإذا اتجه يمينا شدٌوا الرحال، و إن إختار الشمال مكثوا في ديارهم .
و يخبرنا القرآن الكريم عن تسع آيات للنبي موسى و قومه لا يتسع ذكرها الآن ،ثم اتبعها تبارك و تعالى بأربع آيات هي شقّ البحر لكليمه موسى و قومه ليفروا من فرعون الطاغية ، و الثانية أن ظللهم بالغمام ، و الثالثة انزل عليهم المنٌ والسلوى و الرابعة و هي الأهم عندما واعد الله سبحانه نبيّه من أجل أن يعطيه التوراة …
و مع كل هذه المعجزات الخارقة و المطمئنة فإن اليهود هم أكثر شعوب الأرض تطيٌرا بالرقم ( ١٣) لأن الآيات التسع الأوائل فيها النصرة لموسى و العقاب لبني إسرائيل ، و هناك من يتهم النبي يعقوب عليه السلام بالتشاؤم لغياب ولده المحبِّب إليه النبي يوسف عليه السلام..
و الحق أنه كما جاء في التنزيل الحكيم قال ( إنّي لَيحزُنُني أن يأكله الذئب و انتم عنهم غافلون) ، لأن الله سبحانه أعلمه بمكر إخوة يوسف ، و إنه كان دائما يذكره، و تالياً لم تكن تقترب القافلة الآتية من مصر الحاملة قميص يوسف حتى قال يعقوب ( انّي لأجد ريح يوسف)، فما تطيّر النبي يعقوب و إنما آلمه الفراق و البعد .
و يُحكى أن من شعراء العرب الكبار الشاعر إبن الرومي الذي كان شديد التشاؤم .
و هناك بعض الحوادث الكارثية التي حصلت في يوم (١٣) من شهر ما ، تلك الرحلة على الباخرة البريطانية منذ عقود طويلة التي أبحرت و اختفت و لم تعد ..
و في عهد صاحب ولاية الرقم ( ١٣) أبحرت العديد من سفننا و مراكبنا غير الشرعية هربا من الخوف و الجوع و لم تعد ..
و في الأيام الأخيرة ال (١٣) لعهد مخيف في تداعيات الظروف القاسية جدا التي *اوسعتنا جلْدا* صحيا و ماليا و غذائيا قضية” الترسيم” التي اعادتني إلى قصة مدرسية في سنواتي الاولى ، لمّا كانت حصة الرسم مادة أساسية تقضي أن يقوم كل صف برسم صورة جَماعية كبيرة, و كل طالبة على قسم من اللوحة تختار لها لوناً معيناً لصناعة (الشراكة الإيجابية و نجاحها يعود لكل من ساهم بها ) …
و بما أن” الترسيم “من اشتقاق كلمة الرسم , فهناك من نسب الفضل إليه وحده بإتفاقية او تفاهم الترسيم البحري ، و امسك بكل الاضواء . فهناك رئيس آخر و لواء متقدّم بالعمل، و ايضا هناك مجموعة من العسكريين والخبراء جاهدوا و سهروا حتى لا يضيع حق لبنان بإنجاز آخر الايام الثلاثة ، و كل الرجاء ان لا يتحوّل عندنا” النفط إلى شفط” ، و من ” غاز إلى ألغاز” فتضيع ربّما الفرصة الأخيرة لقيامة لبنان الاقتصادية …
و اختم بتذكرة عن أدبيات اللغة التركية لمعنى اسم( الداماد) اي الصهر , فيبدو أن الأصهار كان لهم على مدى الزمن أدوارا تراوحت بين (الناهب و السالب) ، فمنهم من نفي صهره إلى جزيرة أسوة بنابليون بونابرت ، و منهم من ولّى الصهر مقاليد الحكم فارهقنا بالفساد و خرّب البلاد و هجّر العباد …
” الرقم ١٣ ” هو الوهم بعينه، نحن ابناء القضاء و القدر، فالقضاء ما كان بعلم الله سبحانه ، و القدر حين وقوعه …
بين “١٣ و ٣١ ” تشخص العيون ولادة هلال الخلاص من مخاض العسرة إلى ميسرة بإذن الله ..
ورد من حسن صبرا
وانت يا شقيقة القلم رفيقة الادب تخلين سبيل الجواهر من يراعك بل من اناملك في عصر الحداثة حيث لمس الاحرف يكفي لإطلاق الشعاع ، وها انت تمنحي قارىء الشراع خيطاً من ذهبه يكفيه زاداًالى حين
حسن صبرا
الشراع